استنكروا نبش قبر الصحابي حجر بن عدي في سورية

أجمعوا على حرمتها وأكدوا أنها تعظم حين تكون للصحابة

رجال دين: نبش القبور إهانة للميت وتكسير لعظامه

عجيل النشمي: نبش القبور لا يجوز إلا للضرورة

فيحان الجرمان: جريمة تدل على حقد من تجرأوا على نبش القبر

أحمد الكوس: جريمة آثمة وكبيرة من كبائر الذنوب

محمد المهري: نستنكر هذه العملية الهمجية الإرهابية

التحالف الوطني الإسلامي: نحذر المسلمين من هؤلاء الذين يقطعون أوصال الأمة الإسلامية

كتب نافل الحميدان:

لقي خبر نبش قبر الصحابي حجر بن عدي في سورية استياء وامتعاضاً من رجال دين أدانوا هذا العمل واستنكروه وأكدوا أنه laquo;لا يجوز نبش قبر المسلمraquo;، وأضافوا laquo;تعظم الحرمة إذا كان القبر لأحد الصحابة رضوان الله عليهمraquo;.
وفي هذا الصدد أكد رئيس رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي د.عجيل النشمي: لقد أجمع الفقهاء على حرمة نبش القبور بغير ضرورة لأن فيه اهانة للميت وتكسيرا لعظامه والنبي صلى الله عليه وسلم قال laquo;كسر عظم الميت ككسره حياraquo;.
وشدد النشمي على ان المنع والحرمة تعظمان اذا كان القبر لصحابي لأن الصحابة لهم مكانة خاصة في قلوب المسلمين كما حدث مع الصحابي حجر بن عدي اذا كانت الأخبار التي تم تناقلها صحيحة ويستحق من اعتدى على قبر صحابي أو غيره ان يعاقب عقوبة يقدرها القاضي لما أقدم عليه من امتهان لحرمة الميت هذا اذا كان الميت لم يصبح ترابا.. أما اذا أصبح ترابا بحيث لم يبق شيء من عظامه ودعت الحاجة الى نبشه كأن نحتاج فتح طريق ونحوه فيجوز ذلك لكن الأصل عدم الجواز فنبش القبر لأي سبب ما لم تدع الضرورة أو يصبح ترابا ورميما فيجوز للحاجة.

جريمة وحقد

ومن جانبه أكد الامام والخطيب في وزارة الاوقاف فيحان الجرمان ان ما حصل لنبش قبر حجر بن عدي الكندي في دمشق يعد جريمة تدل على حقد في قلوب الذين تجرأوا في نبش قبره رضي الله عنه، مضيفا: المسلم له حرمة حياً وميتا، فالمسلم الحي لا تجوز غيبته ولا التطاول عليه لا في عرضه ولا ماله ولا دمه، مبينا أن النبي عليه السلام قال في يوم عرفة (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا وفي شهركم هذا).. فالمسلم مهما قصر يظل معصوم العرض والمال والنفس الا في احدى ثلاث وهو منوط بولي الامر وليس لأحد المسلمين.
وأكد الجرمان أن المسلم مصان ومحترم ميتا ولو كان فاسقا فانه ما زال في دائرة الاسلام فيغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن فلا يجوز الجلوس على قبره أو الوطء عليه بالاقدام فان ذلك كبيرة من الكبائر لقوله عليه السلام (من جملة المعاصي التغوط على القبر).. قال عليه الصلاة والسلام: (لأن يجلس أحدكم على جمرة فَتُحرق ثيابه وتخلُصَ الى جلده خير له من ان يجلس على قبر) رواه مسلم. هذا في حال عامة المسلمين ويشتد الاثم اذا كان التعدي على صحابي من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين نصروا الله ورسوله عليه السلام ونصروا دينه.
rlm;وقال الجرمان: انني لا أعرف موقع قبر حجر بن عدي ولكن المعروف انه لا يجوز نبش القبور على الاطلاق الا في حالة اذا كان القبر داخل المسجد فإنه ينبش ويدفن في مقابر المسلمين لقوله صلى الله عليه وسلم لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ويستثنى من ذلك قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لأن الأنبياء يدفنون في المكان الذي يقبضون فيه.
وأكد الجرمان أنه لا يجوز نبش القبر أو القبور الا اذا كانت هناك مصلحة للمسلمين أو أدخل في المسجد فانه ينبش ويدفن مع مقابر المسلمين حتى لا يتخذ وسيلة الى الشرك كالدعاء لغير الله او الطواف حول قبره او الاستغاثة والاستعانة به.
من جهته أكد د.أحمد عبدالرحمن الكوس أن الشريعة الاسلامية حرمت نبش القبور والتعدي عليها فللقبور حرمة لا يجوز التعدي عليها، وقال: ما فعله بعض الطغاة من نبش قبر الصحابي حجر بن عدي رضي الله عنه هي جريمة آثمة وكبيرة من كبائر الذنوب.
وأضاف: حرمة الميت كحرمته حيا فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن كسر عظم المؤمن ميتاً مثل كسره حياً) رواه أبو داود.
وبين د.الكوس أن نبش قبور الصحابة أو أي ميت تعد إهانة لهم وامتهانا وتعديا عليهم، وهو أمر مستنكر ويُراد من ورائه خلق الفتنة وإلصاقها بمجموعة ما، ولكن بفضل الله فإن الشعب السوري واعٍ لهذه الفتن والألاعيب والدسائس.
بدوره دان وكيل المرجعيات الدينية في الكويت السيد محمد باقر المهري نبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي وأكد أنه كان صحابياً كبيراً، مبيناً أن العصابة التي قامت بهذا العمل أهانت كرامة الإنسان وجميع الأديان السماوية، وشدد المهري على أن الإسلام حرم أي اعتداء على حرمة ميت عموماً وعلى الصحابة خصوصاً، وقال إذ نشجب ونستنكر وندين هذه العملية الهمجية الارهابية نبين للعالم الاسلامي والمنظمات الاسلامية أن السكوت على هذه الجريمة تشجيع وتأييد لمن قام بها للاستمرار بجرائم مماثلة لاستفزاز المسلمين.
ودعا المهري دور الافتاء الاسلامية وعلماء السنة جميعا إلى شجب وإدانة هذا العمل الاجرامي البعيد عن روح الاسلام كما طالب الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو بوقف هذه الأعمال التخريبية البعيدة من القيم الانسانية.
في السياق ذاته دان التحالف الاسلامي الوطني هذه الجريمة التي وصفها بأنها laquo;كبرىraquo; وقال في بيان تلقته laquo;الوطنraquo; laquo;نحذر المسلمين من هؤلاء الذين ليس لهم مشروع سوى تقطيع أوصال الأمة الإسلاميةraquo;، مؤكدا أن هؤلاء الارهابيين رغم وقوف دول كبرى معهم فإنهم كانوا قتلة لكثير من أبناء الشعب السوري الأبي الذي كان دائما في مواجهة العدو الصهيوني وبعيداً عن الأجندة الطائفية.