رندة تقي الدين ومحمد المكي أحمد

صعّد laquo;الجيش السوري الحرraquo; هجماته على مواقع النظام بفتح laquo;جبهاتraquo; جديدة في شمال البلاد وشمالها الشرقي بالتزامن مع استهداف مقار امنية في دمشق التي تعرضت اطرافها الى غارات جوية. وذلك غداة اعلان الاجتماع الوزاري الخاص بسورية في الدوحة تقديم الدعم العسكري للمعارضة لـ laquo;استعادة التوازنraquo; على الأرض.

وشدد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على وجوب ان يستعيد laquo;الجيش الحرraquo; السيطرة على المناطق الخاضعة للمتشددين الإسلاميين، رافضاً حسم الأمور في الميدان لمصلحة نظام بشار الأسد وعناصر متطرفة. وكشف مصدر رفيع لـ laquo;الحياةraquo;، بعد لقاء هولاند وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، انه تم الاتفاق على أن تجري مساندة المعارضة العسكرية عبر قائد قوات laquo;الجيش الحرraquo; اللواء سليم إدريس وضرورة ضمان أن الأسلحة laquo;لن تقع في ايدي الجهاديين المتطرفينraquo;.

واستيقظ امس أهالي دمشق على اصوات تفجيرات في حي ركن الدين القريب من حيي القابون وبرزة شمالاً اللذين يتعرضان لتصعيد في القصف في الأيام الأخيرة، وفي حي باب مصلى وسط العاصمة. وأفاد laquo;المرصد السوري لحقوق الإنسانraquo; ان الهجوم الأول في ركن الدين استهدف مركزاً للشرطة وإن الهجوم الثاني استهدف مقر الأمن الجنائي في باب مصلى. وأعلن بعد الظهر عن حصول انفجار ثالث في جنوب العاصمة. وأوضح laquo;المرصدraquo; ان التفجير استهدف laquo;حي المزة - 86raquo; الذي تسكنه غالبية من الطائفة العلوية ونتج من انفجار عبوة ناسفة بسيارة، ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن مواطنين اثنين وسقوط عدد من الجرحىraquo;.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزارة الداخلية قولها ان laquo;ثلاثة انتحاريين اقدموا على تفجير أنفسهم أثناء محاولتهم دخول مبنى قسم الشرطة في ركن الدين حيث اشتبكت معهم عناصر القسم وتصدت لهم، وأن ثلاثة آخرين اقدموا على محاولة الدخول إلى فرع الأمن الجنائي في دمشق لتفجير أنفسهم حيث تصدى لهم عناصر الفرع وتمكنوا من قتلهم وتفجير الأحزمة الناسفة التي كانوا يحملونها قبل وصولهم إلى المبنىraquo;. وزادت ان الحصيلة الأولية لهذه التفجيرات كانت laquo;خمسة قتلى وتسعة جرحى من المدنيين والعسكريينraquo;، مشيرة الى ان هذه الأعمال laquo;لن تثنيها (الحكومة) عن عملها وستعمل جاهدة لقطع دابر الإرهابraquo;.

وفي الشريط المحاذي لحدود تركيا، صعّدت المعارضة عملياتها العسكرية، بعد شنها هجمات في شمال غربي البلاد. وقُتل امس 12 عنصراً من القوات النظامية على الأقل بتفجير سيارة مفخخة قام به عناصر من laquo;حركة أحرار الشامraquo; على حاجز العود في المدخل الجنوبي لمدينة حلب من جهة بلدة خان العسل قرب laquo;الأكاديمية العسكريةraquo;. كما فجر مقاتلون معارضون مقر القيادة في داخل مطار laquo;منغraquo; العسكري بعربة مفخخة حيث قتل ضابط رفيع المستوى. وردت قوات النظام بشن غارات جوية على محيط المطار.

وفي مدينة حلب، سيطرت الكتائب المقاتلة على حي العقبة وأجزاء من حي العواميد. وتحدثت مصادر المعارضة عن laquo;تقدمraquo; في احياء في المدينة بينها حي الراشدين ضمن عملية laquo;معركة القادسيةraquo; التي استهدفت laquo;تحريرraquo; احياء في حلب، في وقت اقتحم الجيش النظامي بلدة المزرعة الواقعة في ريف السفيرة شرق حلب إلى الشمال من بلدة خناصر، حيث laquo;وردت أنباء وفق نشطاء عن ارتكاب القوات النظامية مجزرة بقتل الأهالي وحرق جثثهمraquo;، وفق laquo;المرصدraquo;. وشنت غارات على قرية البرناص في شمال غربي البلاد، ما أدى الى اشتعال النيران.

ومع استمرار laquo;الجيش الحرraquo; في حصار مقر الفرقة 17 في ريف الرقة في شمال شرقي البلاد، فتح مقاتلو المعارضة جبهة جديدة بشن هجوم على مقر اللواء 93 في بلدة عين عيسى التي تشكل واحداً من ثلاثة مراكز لقوات النظام في محافظة الرقة التي سيطرت المعارضة عليها في آذار (مارس) الماضي. ورد النظام بغارات شنتها طائرات حربية على محيط اللواء 93.

في المقابل، تواصل قوات النظام مدعومة من عناصر laquo;حزب اللهraquo; عملياتها في وسط البلاد. وحذر laquo;الائتلاف الوطني السوريraquo; المعارض من ارتكاب laquo;مجزرةraquo; في مدينة تلكلخ في ريف حمص قرب حدود لبنان، داعياً المجتمع الدولي الى laquo;حماية المدنيينraquo;. وحذر نشطاء من ان يتكرر في مدينة تلكلخ ما حصل في مدينة القصير التي سيطرت عليها قوات النظام وraquo;حزب اللهraquo; قبل فترة.

في هذا المجال، جدد الرئيس هولاند في مؤتمر صحافي عقده في ختام زيارته الدوحة وقبل التوجه الى عمان انتقاده مشاركة laquo;حزب اللهraquo; في الحرب في سورية. وقال ان laquo;مشاركة من حزب الله في (حرب) سورية يمكن أن تزيد من هشاشة الوضع، وأحيي رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان الذي يحافظ على سياسة النأي بالنفس وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريةraquo;.

وقال مصدر رفيع لـ laquo;الحياةraquo; ان الجانبين الفرنسي والقطري تطرقا إلى ضرورة منع تكرار عملية من نوع ما حصل في مدينة القصير laquo;لا في حلب ولا في ريف دمشقraquo;. وقال المصدر: laquo;على رغم أن (تجربة) القصير كانت كارثة، فإنها وحدت المعارضة السورية وأقنعتها بالتعاون والتنسيق مع اللواء إدريسraquo;. وزاد المصدر انه تم الاتفاق في اللقاء على أن يجري دعم المعارضة العسكرية عبر اللواء إدريس وأن laquo;يكون القناة الأساسية لإيصال المساعدات العسكرية إلى الثوار السوريين وضرورة ضمان أنها لن تقع في ايدي الجهاديين المتطرفينraquo;. وتابع المصدر أن دور إدريس بات laquo;أساسياًraquo;.

وانتقد laquo;الائتلافraquo; في بيان عدم دعوته الى اجتماع الدوحة. وأضاف ان القرارات المهمة التي اتخذت كانت ستنقذ laquo;الآلاف من السوريين لو أنها جاءت في الوقت المناسبraquo;، لكنه رحب بالدعم الذي وعدت بتقديمه وبالقرارات المتعلقة بذلك. ودعا الى laquo;المزيد من هذه القرارات الحاسمة كي تساهم في حسم الصراع بسرعةraquo;. وجدد laquo;الائتلافraquo; تأكيده انه laquo;منحاز للحلول السياسية التي تحقن الدماء طالما أنها تقوم على أساس إسقاط نظام الاستبداد ونقل السلطة الى الشعب السوري، وتضمن عدم وجود أي دور لبشار الأسد وعصابته الحاكمة في مستقبل سوريةraquo;.