أخوان الأردن يعتبرون رفض الضربة العسكرية لسورية lsquo;عقيدة وديناrsquo; وإنقسام في الرأي العام والنخب وإستراتيجية يتيمة في المستوى الرسمي


بسام البدارين

لايتحدث الأردنيون عن هوامش متنوعة أمام أيديهم عندما يتعلق الأمر بالمشهد السوري بعيدا عن إستراتيجية التأكيد على عدم المشاركة بأي عمل عسكري والموافقة بنفس الوقت على توجيه إنتقادات حادة للنظام السوري.
دمشق من جانبها تبدو مستعدة لتفهم الضغط على الأردن وتحاول مغازلة جارتها الأقرب حتى لا تتورط مع إرسال جملة تحذيرية وتخويفية كلما تضاعفت اللوجستيات التي تقدمها عمان للمعارضة السورية أو للدول الراعية للهجوم عليها مثل السعودية.
عضو البرلمان الأردني محمد هديب إقترح بوضوح عندما ناقشته lsquo;القدس العربيrsquo; مغادرة هذه الإستراتيجية نحو موقف واضح ومحدد يرفض ليس فقط التعاون مع العمل العسكري بل فكرة الضربة العسكرية نفسها.
هديب يصر على أن جرائم حقيقية ترتكب في سورية وهي مدانة بكل الأحوال لكن ذلك لا يعني المجازفة بدخول الأردن إلى لعبة محفوفة بالمخاطر.
مؤسسة البرلمان إتخذت موقفا فارقا رغم أن أحدا لم يسألها في الواقع فقد وقع الأعضاء بيانا يحذرون فيه الحكومة من التورط والأهم يرفضون توجيه ضربة عسكرية من حيث المبدأ.
حتى قادة الأخوان المسلمون رفضوا علنا وبقوة التدخل الأجنبي في سورية حيث إعتبر قياديون في تنظيم الأخوان المسلمين بينهم الشيخ حسان ذنيبات والشيخ سعود أبو محفوظ بأن رفض التدخل العسكري الأجنبي lsquo;عقيدة ودينrsquo; بالنسبة للأخوان المسلمين حتى لو كان ضد نظام مجرم سفك دماء شعبه.
أبو محفوظ قال بأن هذه المسألة إيمانية وعقائدية وليس فيها مساومة.


ذنيبات قال أمام lsquo;القدس العربيrsquo;: لا نوافق على ضربة أمريكية للجيش السوري مهما كان الأمر ولا لأي جيش عربي حتى مع علمنا بأن بعض العسكر يستخدمون في إتجاهات خاطئة مصرا على أن المستفيد الوحيد من عمل عسكري ضد سورية ومؤسساتها هو عمليا العدو الإسرائيلي.
في السياق يبدو صوت الإسلاميين في الأردن مرتفعا في رفض العمل العسكري قياسا ببقية الأحزاب السياسية التي تركز على الأرجح على دعوة الأردن لعدم التورط وتحذر من العواقب.
رئيس الوزراء عبدلله النسور قال لـrsquo;القدس العربيrsquo;: نحن أول من حذر من العواقب والفوضى وإراقة الدماء وأول من نصح بالمعالجة السياسية ودعا المجتمع الدولي لرعايتها.
الموقف الشعبي يبدو منقسما إزاء صعوبة إدراك السماح لنظام بشار الأسد بالإفلات من العقاب بعد جريمة الكيماوي بغطاء روسي وإيراني مما يشجعه على الفتك أكثر مستقبلا بالناس وبين نشطاء موالين للنظام السوري كما يلاحظ الناشط السياسي الدكتور عبد الناصر الخصاونة وهو يصر على عدم وجود أي مستفيد من الحرب بكل الأحوال.
لا يوجد في الساحة الشعبية الأردنية مناصرون علنيون للضربة العسكرية فهؤلاء يكتفون بالتحريض وراء الكواليس.
لكن الجبهة المناصرة للنظام السوري بالمقابل لا تظهر بنشاطات علنية في الشارع بعدما خلطت جريمة الغوطة كل الأوراق في المنطقة.
بالمقابل يصر كل صناع القرار عند التحدث إليهم على أن الإصررا على عدم المشاركة في العمل العسكري شيء والإفلات من مطبات رفض العمل العسكري شيء آخر.
داخل دوائر القرار يتحدث سياسيون ومسؤولون عن توازنات تكفل تحييد الأردن عسكريا في الصراع المحتمل وحماية الجبهة الداخلية دون الإبتعاد كثيرا عن المحور السعودي ndash; الأمريكي مع البقاء على إتصال وتواصل مع المعارضة السورية من أجل ملف اللاجئين كما أفاد وزير الإتصال محمد مومني.
مصدر مقرب من وزير الخارجية ناصر جوده يكشف النقاب عن طموح أردني بالتواجد على طاولة lsquo;جنيف 2prime; مما يفسر إستضافة إجتماعات تبحث مناصرة المعارضة السورية لكن الموقف لا زال صعبا ومعقدا حسب الوزير المومني حيث أن عمان مهتمة حصريا بإطار إستراتيجي واحد لا علاقة له بالتدخل العسكري او إسقاط النظام السوري بقدر ما له علاقة بحماية المصالح العليا للأردنيين.
مع تطورات الأحداث وتتابع التعقيدات قد يصبح الحفاظ فعلا على المصالح الأردنية متعذرا بدون منطقة أمنية عازلة جنوبي سورية وشمالي الأردن على حد تعبير مدير الأمن العام الأسبق مازن القاضي فقد باتت تلك وسيلة وحيدة اليوم لتأمين الأردن من الشرر المتطاير أو الذي سيتطاير على الجانب الأخر.