كيري يتكلم فقط ولم يقدم lsquo;وثيقة مكتوبةrsquo;.. ومؤشرات lsquo;نزاعprime; مبكر على تمثيل اللاجئين lsquo;الأردنيينrsquo;.. عباس رد ضمنيا على البخيت واشتكى من جودة


بسام البدارين

إستخدام الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الأربعاء لعبارة lsquo;هذا ما سمعناهrsquo; وهو يطلق تصريحه العلني على بوابة القصر الملكي الأردني يؤشر مجددا على الحقيقة التي لا ينكرها الرجل ورفاقه في مؤسسة السلطة الفلسطينية والتي تتمثل في أن وزير الخارجية الأمريكي في الواقع lsquo;يتحدثrsquo; حتى الآن لكنه لا يقدم lsquo;ورقاrsquo; مكتوبا.
عباس قال انه وضع بين يدي ملك الأردن ما سمعه وتكلم به مع الأمريكيين والإسرائيليين متذمرا ضمنيا من أن كيري ومساعديه الستة يبلورون إتفاقا لكنهم لم يقدموا حتى اللحظة وثيقة مكتوبة ويكثرون من الكلام والإستماع وتدوين الملاحظات فقط.


تلك أصبحت حقيقة يعرفها كل من له علاقة بعملية التفاوض فالوزير الأمريكي الذي يزور المنطقة مجددا في الرابع عشر من الشهر الجاري لم يقدم إقتراحات مكتوبة وموثوقة لأي جانب وهو ما لفت النظر إليه وزير الداخلية الفلسطيني الأسبق نصر يوسف وهو يحاول إقناع شخصيات أردنية سياسية بأن اللجنة المركزية لحركة فتح بصورة تطورات العملية التفاوضية.
لم يعرف بعد ما إذا كانت زيارة عباس للأردن مساء الأربعاء قد نتج عنها المطلوب فلسطينيا وأمريكيا وهو حصريا العمل على توفير lsquo;غطاء عربيrsquo; لإتفاقية مفترضة لم تبرز ورقيا حتى الآن.
لكن تصريحات عباس بعد لقاء الملك في عمان تقصدت التركيز على أن الجانب الفلسطيني لم يخف شيئا عن شريكه الأردن ووضعه بصورة كل التفاصيل المحكية والمروية.
بوضوح يرد عباس هنا على تصريحات علنية لنخبة من كبار السياسيين الأردنيين عبرت عن خشيتها من وجود قنوات سرية للمفاوضات من وراء ظهر الأردن وهو ما أشار له علنا رئيس الوزراء الأسبق ونائب رئيس مجلس الأعيان حاليا معروف البخيت الذي حذر في محاضرة عامة من lsquo;تضليلrsquo; الأردن وإنجاز إتفاق من وراء ظهره. العضو البرلماني المخضرم عبد الهادي المجالي حذر علنا هو الآخر من lsquo;مفاجآتrsquo; غير سارة على مستوى المنطقة يمكن أن تمس المصالح الأردنية فيما أبلغ lsquo;القدس العربيrsquo; مباشرة بأنه يتفق مع شعور العديد من القوى السياسية المحلية داخل وخارج البرلمان بوجود حصة من الإرتياب جراء تحركات كيري بسبب غياب الشفافية والمعلومات.
التيار الوطني الذي يترأسه المجالي أصدر بيانا طالب فيه بمكاشفة الرأي العام بكل الحقائق بدلا من الإستسلام لما تنقله وسائل الإعلام عن جولات ومفاوضات كيري. لكن الشفافية في البعد الرسمي تقدم للرأي العام الأردني على lsquo;جرعاتrsquo; أهمها تلك الجرعة الغامضة التي تقدم بها رئيس الوزراء عبدلله النسور وأثارت عاصفة مكبوتة من الجدل عندما قدم للبرلمان lsquo;تعريفاتrsquo; تطرح لأول مرة لتواريخ اللجوء الفلسطيني على أساس أن الدولة الأردنية عند الإستحقاق ستمثل النسخة الأردنية من اللاجئين فيما يتعلق بحق العودة والتعويض وهو ما سبق أن أشار له رئيس الديوان الملكي الأردني فايز الطراونة.
تواريخ النسور الغامضة إعتبرت اللاجئين الذين يستحقون العودة والتعويض هم الذين تحركوا قسرا من فلسطين بين عامي 1946 ـ 1949 مشيرا ضمنيا الى أن النازحين واللاجئين بعد ذلك من الذين حملوا الجنسية الأردنية قد لا تشملهم هذه الحقوق.


وهو تفسير يدلل ضمنيا ليس فقط على ولادة تباشير أولية لحالة lsquo;نزاعprime; في الكواليس على تمثيل كتلة مهمة من اللاجئين ولكن أيضا على قراءات أمريكية في الكواليس يمكن ببساطة أن تكون معتمدة كأساس للتعامل مع الملف الأكثر إشكالية في القضية الفلسطينية وهو ملف اللاجئين.


تقدم النسور بتصور طازج عن تواريخ اللجوء أمام كتلة وطن البرلمانية مساء الثلاثاء يوحي ضمنيا بأن عدم وجود وثيقة أمريكية مرجعية للمفاوضات لا يعني فعليا عدم وجود سيناريوهات جاهزة مسبقا يعمل عليها الوزير كيري خصوصا وأن الرئيس عباس وهو يؤكد بأن كيري لم يقدم وثيقة مكتوبة يرد أيضا وضمنيا على النسور الذي صرح علنا بأن مشروع كيري lsquo;جدي جداrsquo; ومتكامل.
جرعة الحماس الأردنية واضحة المعالم لمشروع كيري الجديد يقابلها محاولة ملموسة من عباس ورفاقه في رام الله للتخفيف من جدية المشروع الذي يطرحه الوزير الأمريكي مما يكرس القناعة مسبقا بأن البوصلة الأردنية تصطدم في بعض المناطق باتجاهات عباس وبدرجة غموض مرتفعة جدا لم يبددها إلا العاهل الأردني وهو يؤكد بأن المصالح الأردنية العليا أولا عندما يتعلق الأمر بموقف الأردن من المفاوضات.
قبل ذلك ورغم الإبتسامات أمام الكاميرات بين الأردنيين والفلسطيينين لابد من التقاط الرسالة التي يروجها مقربون من عباس وهم يعربون عن تذمرهم من الضغوط التي يمارسها عليهم حصريا وزير الخارجية ناصر جودة تحت عنوان الإستجابة للتطلعات الأمريكية الجديدة لتحقيق السلام التي يحملها الوزير كيري.


من زاوية الوزير جودة لابد لرام الله أن تكتسب فرصة السلام ما دام كيري متحمسا ومن زاوية عباس توحي كثرة إتصالات جودة بأن عمان تضغط على المؤسسة الفلسطينية، الأمر الذي حاول عباس معالجته في لقائه الصريح والقصير مع العاهل الأردني دون التمكن بكل الأحوال من فرد كل الأوراق على الطاولة لأن الطبخة أصلا في حضن واشنطن وتل أبيب بكل الأحوال.