شامل حمد الله

في فانتازيا العالم الناطق بالعربية السياسية، تنشأ الحكومات لتنشئ الدول، ثم يجيء العسكر، ينقلبون فينقلب معهم حال الناس والجغرافية، يأتون شبابا بالزي quot;الخاكيquot;، ثم يشيبون ببدلات انيقة، وعند قرب ازاحتهم، يعودون للزي العسكري، فيحل في اغلب اماكنهم سلفيون صلفون.
وتبدأ الاخبار، quot;انفجار بعبوة ناسفة، تفجير مزدوج، اعدام نشطاء من جناح معارض، اغتيال نائب سابقquot;. ثم تبدأ معها اصوات لمترقبي صناع القرار، وصمت خلفه اسرار، واسماء موعودة في زمان الغباء ومكان الاغبياء.
ليبيا، تونس، مصر، سوريا، والبحرين، ما الذي يحدث عقب زوال بن علي والقذافي ومبارك، وما اوشك ان يقع لولا quot;درع الجزيرةquot;؟.
من مئة عام واكثر، اوهمت المنطقة نفسها بأنها محور العالم، ولم تدرك ان الجغرافية ليست شيئا في عالم التاريخ سوى ارض ارتفعت ام انخفضت، سخنت ام صرصرت، ثم توهم الناس ان العالم يقبل الايادي للحصول على النفط، دون الاخذ بالحسبان بأن العالم الباحث عن الطاقة قد يقلب الموازين ويوحي بالسحل والذبح ليأتي هو لحفظ الارواح.
اي تفسير يطلب اكثر وضوحا من حلم العالم العربي؟، واي حلم كان يمر امام جفونه السمراء، حلم الثورة ام حلم الاستقرار؟
كلها كانت احلام اجبرت الناس على رؤيتها ليس اثناء النوم بل اثناء المشي والسير والسهر. خبطت المنطقة كل شيء حتى فسدت امعاؤها، هي التي حملت الاديان لكنها قتلت علماءها، هي التي علمت الخط بالقلم لكنها كتبت اوامر البطش، هي التي أسمعت لكنها وضعت اصابعها على آذانها واستغشت ثيابها، هي التي لا تحمل السيف الا على اعزل او صاحب حق.
لماذا نصحو و ننام منذ مائة عام مقتولين؟
لأننا ببساطة لا نفهم ما نريد وما يريد الآخرون، والاصح اننا نفهمهم خطأ ويفهموننا بالخطأ.
من سيكتب يوما تاريخ المنطقة واهلها سيتوقف كثيرا، ولا ادري هل سيوفق ام لا في الوصول الى حقائق ادت الى ما نعيشه اليوم، الامارات العشائرية والزعامات البدوية والمشايخ الدينية والطبقات الاجتماعية والعلاقات غير المستقرة الا مع الحاكم، والعسكر الباحث عن صيد، العقائد وذوبانها عند التطبيق.اليهودية والمسيحية والمندائية والاسلام، دور تخريب للفتوحات التي ضربت علاقة الارض بالسماء لتختصرها على علاقات ارض فقط. الشعر والشعراء، القلم وما يسطرون، نسيان الله على يد الانسان، والبكاء عليه في الشدة.
تأخر الحساب والنسيان، والعفو المكذوب والخزين الممتلئ من الذاكرة السكرى لأحلام لا تتحول الى واقع، فأن تحولت زالت بأسرع من وقت التركيز لرؤيتها في الحلم.
ارجو ان اوفق على الاقل مع نفسي لأضيع تفسيرات الاحلام السياسية التي يكون فيها العقرب على عكس تفسير المفسرين للحلم العادي للانسان في الزمن الاعتيادي، فالزمن غير هادئ بأرض غير مستقرة مع انسان متمرد، يجعل النوم عصيا واحلامه غريبة، لكنها صادقة لأنها من واقعه.
لقد بدأت مسميات الكاتم تدخل الاحلام، واللاصقة ايضا ولون الثياب وفصالها.
أتراك لو عرضتها على ابن سيرين، فهل يجيبك؟