الرياض رأبت "الصدع".. وحمت منظومة "التعاون"

&سعيد آل ميلس

أكد أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور خالد الفرم، أن المبادرة السعودية وإتمام المصالحة الخليجية التي تمت مؤخراً وشهدتها الرياض، أسهمتا في حماية مجلس التعاون الخليجي من التفكك، ووضعتا ركيزة جديدة في العلاقات الخليجية الخليجية.
وأضاف أنه من المنتظر أن تسهم في توحيد الاستراتيجية الخليجية حيال الأحداث الجارية في المنطقة، وقد مكنت أيضاً من انعقاد القمة الخليجية القادمة في الدوحة، التي يعول عليها الخليجيون، ويأملون أن تتجه نحو إعلاء المصالح الخليجية وتطلعات شعوب المنطقة على ما عداها.
وأنتقد الفرم ما سماه "الخطاب الإعلامي الخليجي"، وأكد أنه يعاني من كونه خطاب أحداث، وليس خطاباً بنيوياً متماسكاً. وقال لـ"الوطن"، أن إشكالية الخطاب الإعلامي الخليجي بشكل عام؛ أنه خطاب أحداث، وليس خطاب بنيونيا متماسكا، بمعنى أنه أسير لردود الأفعال، مما عطل وظيفته الرئيسة؛ في تشكل الوعي العام، ومساندة السياسات الاستراتيجية، وهذا الأمر أسهم إلى موجة سوء الفهم حيال حقيقة المواقف والسياسات، أو ربما بعث أحيانا برسائل خاطئة، وهذا يعود إلى عدم وضوح الرسائل الاستراتيجية التي يفترض أن يخدمها الخطاب، ما يعني الحاجة إلى استراتيجية جديدة في حقل الإعلام السياسي، لمعاضدة الدبلوماسية السعودية؛ خاصة في ظل هذا الحراك الجاري في المنطقة بشكل غير مسبوق، والتفاعل مع الرأي العام المحلي والإقليمي.
واستغرب الفرم أن ملف الإعلام السياسي السعودي، مازال رغم أهميته الكبرى من الملفات المهملة في الإعلام السعودي خلال السنوات الماضية، عدا بعض المقاربات السطحية والاجتهادات العابرة التي تعالج أحداثا ظرفية آنية، فأولويات العمل الإعلامي جاءت على حساب الإعلام السياسي، إذ تصدر الخبرية وملفات الإعلام الرياضي والاجتماعي والترفيهي بشكل عام أولويات عمل المؤسسات الإعلامية، لسهولة مقاربتها مهنيا، وحاجة معالجات الإعلام السياسي إلى رؤية واضحة، ومهارات رفيعة، واستراتيجيات متماسكة، قادرة على التسويق السياسي والنفاذ الإعلامي على كافة المنصات، ولمختلف شرائح الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي.
وقال الفرم "هذا الضعف انعكس على الصورة العامة للبلد، وأضعف المبادرات الكبرى سواء في حقل المملكة حيال محاربة الإرهاب، أو المبادرات الإقليمية نحو العراق والموقف من اليمن والملف السوري وغيرها من الجهود التي أضعف تأثيرها غياب الإعلام السياسي الفاعل.
وقال الفرم لابد أن يكون المعيار في قوة الدول هو تعدد قنواتها الإخبارية. وأضاف أن "المعيار ليس في تعدد القنوات الإخبارية، فمقايس دور القناة يتم من خلال قياس انتشارها، وتأثيرها على الرأي العام، يضاف إلى ذلك؛ درجة اضطلاعها بوظائفها الإعلامية الأساسية، فالعمل الإعلامي مثل العمل السياسي، له منطلقات وأهداف، بمعنى أن يرتبط المشروع الإعلامي بالمشروع السياسي، وفق أداء متناغم، فمنظومة القنوات الإخبارية يفترض أنها تعمل لتحقيق أهداف واضحة للجهات القائمة على تلك القنوات، ولكن من الأهمية، أن يتم قياس أداء هذه القنوات الإخبارية ومدى انسجامها مع الأهداف الرئيسة، فالعمل الإعلامي اليومي يسهم أحيانا في الابتعاد عن الجمهور المستهدف أو الرسائل المنشودة، أو الأدوار الرئيسة، ومن هنا تأتي عملية المراجعة المستقلة.
&