بشائر محمد

تركة ثقيلة يقبل عليها وزير الثقافة والإعلام الجديد الدكتور عبدالعزيز الخضيري، تركة لا تحتمل التأخر في معالجتها، ولا إمهالها حتى يحين تجهيز فريق العمل، كونها داء يهدد الأمن الفكري الوطني بأكمله، وهي "الإعلام الطائفي والعنصري".


كلنا كإعلاميين ومتابعين متفائلون بفكر الوزير الجديد في إحداث تغيير جذري يصب في صالح الإعلام الوطني ويجتث الإعلام الطائفي والعنصري، وتفاؤلنا بالوزير - رغم أنه جاء من خارج المنظومة الإعلامية - لم يأت من فراغ، بل إنه نابع مما تابعناه وعرفناه عن قدرته على إحداث التغيير بسرعة في مواقع العمل التي قادها في فترات سابقة. فالوزير الجديد أمامه ملفان مهمان يقودان الفكر، هما الثقافة والإعلام، الأول يتطلب تخطيطا مستقبليا بعيد المدى، يحقق نشر الثقافة الوسطية المتسامحة مع الآخر، والمنفتحة على جميع شعوب الأرض، والآخر يتطلب إجراءات سريعة وصارمة ضد كل من يستخدم وسائل الإعلام لتفتيت اللحمة الوطنية وخلق جيل متناحر فكريا، والخطوات المقبلة يجب أن تدعم إجراءات الدولة في محاصرة الفكر المتطرف. وأهمية معالجة ملف "الإعلام الطائفي" يجب أن تستحضر خطر سرعة "الهدم" التي يخلفها الإعلام، فما تبنيه الدولة وأجهزتها فكريا في سنوات، يمكن أن يبعثره الإعلام الطائفي في يوم واحد.