خبراء&: إغلاق سفارات غربية في القاهرة… تحسب لذكرى 25 يناير أم «ابتزاز سياسي للنظام»؟ و«الإخوان» يعتبرونه «تمهيدا لوقوع حدث أمني كبير»
أثار إعلان عدد من السفارات في القاهرة إغلاق أبوابها «لدواع أمنية» حالة واسعة من الجدل. وتراوحت التفسيرات لقرار غلق السفارات بين اتهامها بالسعي الى الحصول على اجراءات أمنية اكثر تشددا، او الضغط السياسي على مصر، او محاولة للاساءة اليها لأسباب سياسية. فيما اعتبر نشطاء من جماعة «الإخوان» أن غلق السفارات ربما يشير الى امتلاك حكومات غربية معلومات قوية بشأن أحداث أمنية خطيرة قد تشهدها مصر قريبا.
البداية كانت مع السفارة البريطانية التي أعلنت في بيان الأحد تعليق خدماتها في القاهرة حتى إشعار آخر؛ بسبب ما قالت عنها إنها «أسباب أمنيّة، مراعاة للمصلحة العليا لموظفي السفارة»، حيث طالبت الجمهور بعدم الاقتراب من مقر القاهرة، مع استمرار العمل بمكتب القنصليّة العامة بالإسكندريّة.
ولم تمر ساعات قليلة، حتى أعلنت السفارة الكندية في القاهرة الإثنين، عن إغلاق أبوابها هي لأشعار آخر لدواعٍ أمنية، لتتبعها السفارة الأسترالية التي طالبت مواطنيها بالامتناع عن السفر تماما إلى شمال سيناء، وإعادة النظر في حاجتهم للسفر لمصر بشكل عام بسبب ما سمته «التوتر السياسي والتهديدات الإرهابية التي تشهدها البلاد»، حيث أكدت أنها تلقت تقارير تُفيد بأن الإرهابيين قد يكونون يخططون لهجمات ضد المواقع السياحية والمباني الحكومية والوزارات والسفارات الأجنبية بالقاهرة.
وبالمثل فقد حذرت وزارة الخارجية الأمريكية موظفي السفارة التابعة لها في القاهرة من التحرك في مناطق بعيدة عن منازلهم أو السفر لأي جهة بعد الهجمات الأخيرة على الغربيين بالمنطقة.
ضغوط وابتزاز سياسي
«القدس العربي» استطلعت آراء عدد من الخبراء الأمنيين والاقتصاديين والسياحيين حول كواليس إغلاق السفارات وتداعياتها، فقال اللواء محمد علي بلال، الخبير الأمني: الدول الأجنبية يجب ان تضع في اعتبارها انها دول كبرى، ولا يجوز ان تتخد قرارات مفاجئة دون دراسة أو حتى دون إظهار أي اسباب، فلا بد ان تحدد تلك الدول أسبابها الواضحة من هذا الإغلاق لكن عندما تنتهي تلك الاسباب تعاود فتح سفاراتها مرة اخرى، وسوف تقوم تلك السفارات بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية من أجل إنهاء عملية الإغلاق، لأنه يؤثر سلبيا على مصر بطريقة غير مباشرة. واضاف الهدف من غلق تلك السفارات هو إظهار مصر بأنها دولة مهددة، وبالتالي تكون الأوضاع الاقتصادية مهددة نتيجة وجود تخوفات من قبل المستثمرين، وبالتالي تتأخر التنمية وهذا هو الهدف النهائي من جميع الأعمال التي تتم في مصر، وانا أتوقع العمل في تلك السفارات الأسبوع المقبل ولكن ذلك يعتمد على النشاط الدبلوماسي المصري، فكلما كان النشاط فعالا كلما كان التوقيت مبكرا.
من جهته قال الدكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادي ومدير مركز الدراسات الاقتصادية ان غلق السفارات الغربية يعد نوعا من أنواع الضغط السياسي على الدولة.
فهل اغلقت هذه الدول سفاراتها في العراق واليمن وليبيا وسوريا؟ بالطبع لا. هل لدى هذه السفارات اي معلومات بأن مصر ربما تكون مخترقة خلال الفترة القادمة ؟ ولو كان هذا صحيحا فمن الدبلوماسية والقوانين الدولية ان يتم إخبار مصر بتلك المعلومات.
هذه الدول تحرم مصر من مورد هام وهو السياحة خصوصا مع اقتراب اعياد الكريسماس، لذا يعد هذا الاغلاق نوعا من الابتزاز والضغط السياسي، وانا اتوقع عودة تلك السفارات للعمل مع بداية السنة الجديدة وبالأدق بعد 25 يناير او 11 فبراير المقبل بعد ان تنتهي تهديدات جماعة الإخوان المسلمين.
تحسبا لذكرى الثورة
قال الدكتور سرحان سليمان، الباحث والمحلل السياسي، غلق السفارات يتعلق بيوم 25 يناير المقبل، لان سفارات لندن بالأخص لا تغلق ولو في أصعب الظروف حتى في الدول التي فيها حروب والدول التي فيها انعدام أمني، فهذا يدل على وجود معلومات اكثر خطورة او حدث كبير سوف يحدث بدليل غلق 28 سفارة لمقارها في القاهرة، وهذه المعلومات نحن لا نمتلكها، وانا اتوقع عودة العمل بشكل طبيعي في السفارات بعد يوم 25 يناير، وسوف يكون لهذا تأثير على الاقتصاد وخسائر في البورصة، لأن البورصة في مصر لديها حساسية مفرطة تجاه الأحداث السياسية والأمنية في مصر، وسوف تؤثر على التصنيف الائتماني لمصر والاحتياطي النقدي، ولها تأثير ايضا على السياحة، فهناك الكثير من الشركات السياحية الغت الرحلات الخاصة بها خاصة في شرم الشيخ.
ومن جهته قال محمد عثمان، نائب رئيس غرفة السياحة بمحافظة الأقصر: ان لغلق السفارات الاجنبية تأثيرا كبيرا على قطاعي الاستثمار والسياحة، لأن هذا يعد بمثابة مؤامرة على مصر، فعندما بدأنا الشعور بتحسن في السياحة وحققنا نجاحات كبيرة في معرض لندن، ومصر ليس لديها اي ظهير دبلوماسي يدافع عن حقوقها، وتعتبر هذه الخطوة بمثابة خطوة استباقية لإفشال المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده في شهر آذار/ مارس بشرم الشيخ، وغلق السفارات له تأثير كبير على سمعة مصر السياحية ويؤثر ايضا على فرص الاستثمار بمصر، فلا بد من التحرك الفوري والسريع وليس تحركا سياحيا، وإنما تحرك المجتمع المدني ومناقشته لهذا الأمر.
ومن جانبه قال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني: السفارة البريطانية تشترط غلق شارعين مجاورين حكمت المحكمة بفتحهما أمام السيارات، فإذا كنا نتحدث عن السفارة المصرية في بريطانيا مثلا، وصدر حكم محكمة هناك فهل من الممكن ان تكسر الحكومة البريطانية حكم القضاء ولا تنفذه؟ والسبب ان جماعة الإخوان تعطيهم معلومات خاطئة بأن القضاء في مصر مسيس، والسفارة الكندية تسير على نفس النهج لأنها بجوارها في المكان نفسه، ولكنني لا أرى أي دواع أمنية نهائيا لهذا الاغلاق بدليل فتحهم لسفاراتهم في بغداد ودمشق، ولكن لا يوجد في مصر اي مخاطر أمنية تهدد السفارات الأجنبية.
التواصل الاجتماعي
كما أثار غلق عدد من السفارات الغربية في مصر، حالة من الجدل والنقاش على صفحات التواصل الاجتماعي «تويتر وفيسبوك»، وسخر البعض من إغلاق سفارات بريطانيا وأمريكا وكندا واستراليا، قائلا إنه احتفال بالكريسماس، فيما أبدى آخرون تخوفاتهم من حدوث بعض العمليات الإرهابية في مصر.
وقال نور آدم: «كل السفارات هتقفل علشان الكريسماس.. كل السفارات هتفتح بعد الكريسماس.. بوتين هيكون عندنا في مطلع السنة الجديدة.. أي كلام عن تهديدات إرهابية.. هجايص»، وقالت دينا دويدار: مش فاهمة لية مينقلوش كل السفارات لمنطقة زي 6 أكتوبر ولا التجمع الخامس ويسموه مُجمع السفارات بدل ما كل شارع فيه سفارة كأنه ثكنة عسكرية».
وأضاف أحمد ماهر: «كل السفارات اللي بتقفل في القاهره تؤكد فعلا بعد نظر الشعب المصري في اختياراته لإعادة الحكم العسكري لأنهم القادرون على استعادة الأمن وده واضح». وقالت رغدة السعيد: «يمكن هيسافروا يقضوا الكريسماس في بلدهم عادي يعني».
وأضاف رجل القوس: «بيتلككوا عشان يسافروا الظاهر السفراء مزنقين عليهم ومش عاوزين يدوهم إجازات».
وقال يوسف ربيع: « بيغيروا من سفارة أمريكا عشان التأمين اللي عليها زيادة شوية.. شغل سفارات بقى»، وأضاف طارق محفوظ: «إغلاق السفارات الأجنبية في مصر وتحذير رعاياها من التوجه لمصر.. بشرة خير.. وهنبقى قد الدنيا».
وأضاف عمر صفوت: طيب ماهى السفارت شغالة في تونس واليمن والجزائر والأردن، لماذا لم تغلق وتلك الأهداف قد تكون في مرمى تهديدات الدولة الإسلامية أيضا؟
وقال إيموز: «ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺣﻜﻤﺖ ﻟﻬﻢ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ.. ﻛﺘﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻔارﺍﺕ ﺍﺗﻀﻴﻘﻮﺍ ﻭﻋﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺪﻭﺍعي ﺃﻣﻨﻴﺔ.. ﻋﻠﺸﺎﻥ ﻛﺪﺍ ﻛﻞ ﺧبر ﺇﻏﻼﻕ ملحق بكلمة دواعي أمنية».
وقال سامي الجرجاوي: «إغلاق السفارات في القاهره مجرد زوبعة في فنجان وقد جاء نتيجة بلاغات كاذبة من الجماعة الإرهابية إلى تلك السفارات، وأؤكد لكم أنه لن يحدث شيء»، وأضافت سجى: «إغلاق السفارات يعني أن شيئا خلف الكواليس يحدث، ليس بهذه السهولة يتم غلق سفارتين لدولتين كبريطانيا وكندا».
&
التعليقات