&محمد أبو كريشة
ربنا غلبت علينا شقوتنا..ربنا ظلمنا أنفسنا.. ربنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا..أطعنا شياطيننا وإرهابيينا ومرشدينا فأضلونا السبيل..لن يجدي هذا الاعتذار أمام الله عز وجل يوم القيامة، ولن ينقذ هؤلاء اعتذارهم.
هؤلاء الذين شغلتهم الوسيلة، ونسوا وتجاهلوا الغاية فضلوا وأضلوا، وأوردوا أنفسهم ومن أضلوهم المهالك، هذه هي المشكلة الكبرى لدى هؤلاء الذين نافقوا وادعوا التدين..هؤلاء الذين يفسدون في الأرض، ويقولون في كل مرة: إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً..وهذا حديث عن الغاية التي يتخذون لها أي وسيلة، والمنافقون هم الذين ابتدعوا مبدأ مكيافيللي «الغاية تبرر الوسيلة» قبل ظهور «المكيافيللية» بمئات السنين.
التدين الحالي في أمتنا، هو تدين الوسيلة والمظهر، وليس تدين الغاية، نقاب وحجاب، وخمار، ولحية وجلباب، ولسان ينطق عبارات متدينة.
&
&الراية التي يرفعها هؤلاء راية الإسلام، وتحتها يرتكبون الجرائم النكراء، ويسفكون الدماء وينشرون الخراب - حتى رأينا النقاب الناسف واللحية المفخخة والمصحف الملغوم - وعندما يعترض أحد على الوسيلة يصورونه كأنه يعترض على الغاية.
والنساء صواحب يوسف، ومعنى هذا أنهن ينخدعن بالمظهر والوسيلة، ولا تعنيهن الغاية والجوهر،
لذلك كان تديّن المظهر والوسيلة أكثر جذباً للنساء، ولذلك اعتمدت جماعات الإرهاب اعتماداً شبه كلي على النساء، النساء يتم اصطيادهن بالكلام الحلو والمظهر.
وإذا كان أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته، كما يقال، فإن أقرب طريق إلى قلب المرأة عيناها وأذناها، المرأة تحكم على إخلاصك وتدينك وحبك لها من كلامك ومظهرك لا من خلال فعلك وفكرك.
والرجل لو ظل العمر كله يتفانى في فعله وكده وعنائه من أجل زوجته وأولاده، فإن ذلك لا يساوي شيئاً عند المرأة وحجتها في طلب الطلاق أو في الخيانة، أن زوجها لم يسمعها كلاماً حلواً..والرجل الذي يعبر عن حبه بالفعل ينهزم عند المرأة أمام الرجل الذي يعبر عن حبه بالكلام.
وبنفس طريقة الحب القولي، تنخدع المرأة بالتدين القولي، لذلك انتشر الإرهاب انتشاراً ساحقاً لأننا تعرضنا للغزو من أهم حصوننا وقلاعنا وهن النساء..
انتشر الإرهاب بعد أن تم تأنيث الإسلام بالكامل، فلم يعد فيه سوى المرأة وما يشف وما يكشف وما يجب أن يظهر وما ينبغي أن يختفي،وأصبحت البرامج الفضائية الدينية أكثر جذباً، لأنها أصبحت في الواقع برامج نسائية..والمستفتيات من النساء هن اللاتي يسيطرن عليها، وكل الأسئلة فيها تكاد تكون حسية، وليست فكرية أبداً، أو عقائدية أبداً.
ولم أسمع يوماً سؤالاً لامرأة عن مسألة فكرية، وكل الأسئلة دائماً عن العلاقات الزوجية الخاصة جداً وعن الدورة الشهرية، وعن الذهب، واستطاعت النساء جر علماء ودعاة المسلمين إلى ملعبهن الحسي والجسدي، ربما لأن بعضهم يستعذب الحديث مع النساء وعنهن، وبهذا الاستدراج أصبح معظم العلماء والدعاة سطحيين، ولا يستطيعون الخوض في قضايا فكرية وعقائدية، لأنهم اكتسبوا الشهرة والذيوع من تخصصهم في الإسلام النسائي، الذي لم يعد أحد من المسلمين يعرف غيره الآن، أو ما يسمونه فقه النساء.
وبلغ الأمر حد أن نقيم الدنيا، ونقعدها أو لا نقعدها بشأن موقف الإسلام من المرأة وحقوقها حتى مللت سماع جملة سخيفة لا تليق بالإسلام، وهي أن الإسلام يحترم المرأة ويكرمها، بينما الإسلام يُكرّم الإنسان عموماً، ولا أدري لماذا المرأة بالذات.
إنها موجة وهوجة تأنيث الإسلام التي أدت بالضرورة إلى شيوع الإرهاب، من خلال غزو المرأة عن طريق سطحيتها وحكمها بعينيها وبالمظهر على الأمور.
ولا تتهمني بالتعميم، لأني أتحدث عن ظاهرة لا عن أشخاص، وأتحدث عن قاعدة لا عن استثناء،
نساء الإرهاب، وإرهاب النساء ظاهرة لابد أن تلفت الانتباه، لأن المرأة كالطفل لا تعرف من الدين إلا الحرام والحلال باللفظ، وإذا قيل لها، إن هذا حرام تسلم بهذا القول إذا صدر ممن يعجب عينيها ويروق صوته لأذنيها، وهي لا تعرف الحوار العميق والموضوعي، وهي تؤمن بالكليات والعموم، ولا تحلل الجزئيات والعرب تقول: (حدث المرأة حديثين، فإن لم تفهم فأربع)..وكلمة (أربع)، هنا فعل أمر بمعنى توقف، أو كف أو انصرف عنها.
والمرأة أكثر وجوداً من الرجل على مواقع التواصل الاجتماعي، والمرأة مفتونة بالموضة في الزي والفكر أيضاً.
وموضة هذا الزمان هي «الإرهاب»، وهي لا تفكر إن كانت الموضة صالحة لمجتمعها أو لدينها، أو إذا كانت تليق لها وعليها، والمرأة يسهل خداعها واصطيادها بأي فخ أو شرك.
فخ الدين، أو فخ الحب، أو فخ السلع البراقة، كما يسهل على الإرهابيين استخدامها في الأعمال اللوجستية، مثل نقل الرسائل والمعلومات، وزرع المتفجرات بوصفها (حرمة)، يحترمها المجتمع ولا يستوقفها، ولا يفتشها ويفتح لها كل الأبواب.
ويُسهل عليها ارتداء الحزام الناسف والنقاب الناسف، وإذا اشتبه فيها أحد واستوقفها تقوم الدنيا وتهيج وتموج، لأنه عاكسها أو غازلها أو تحرش بها، وتنقلب الطاولة على من يتعرض لحريم الإرهاب، وندخل دائماً في (حسبة برمة).
إذا كان الحديث عن إرهاب (الحرمة)، والله سبحانه وتعالى كريم، ونسأله أن يحمينا من إرهاب الحريم، وسوف يتواصل حديث الصباح والمساء عن إرهاب النساء.
&
التعليقات