أحمد بودستور

نتمنى أن تكون الضربة التي تلقوها تجعلهم يعيدون حساباتهم ويندمجون في مجتمعاتهم

قال الشاعر:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ووضع النَّدى في موضع السيف بالعلا
مضرّ كوضع السيف في موضع الندى


هناك رجال لهم فكر حكيم ونظرة ثاقبة وبعيدة وغالبا ما تصدق توقعاتهم حتى لو كانت غير مقنعة وفريدة ولكن الايام تثبت انهم على حق وثابتون على مواقفهم ولا يخافون تهديد احد أو غيره.
الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس الشرطة والامن العام بدبي هو من ابرز هؤلاء الرجال فقد حذّر مرارا وتكرارا ومنذ زمن بعيد من خطر جماعة الاخوان المسلمين وقد اثبتت الايام ان تحذيره في محله وتحققت توقعاته على ارض الواقع.
دول الخليج احتضنت جماعة الاخوان المسلمين منذ نصف قرن تقريبا وتحديدا بعد محاولة الجماعة اغتيال الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر في سنة 1954 بما يعرف بحادثة المنشية وفر الكثير منهم من مصر الى دول الخليج خوفا من التنكيل والتعذيب في السجون.
بعد وصول الجماعة الى الحكم في مصر بعد ثورة 25 يناير سنة 2011 بدأ التحريض على تغيير انظمة الحكم في الخليج وقد تم اكتشاف خلية لتنظيم الاخوان المسلمين في دولة الامارات العربية فقد كان الفريق ضاحي بن خلفان لهم بالمرصاد وقد كشفت التحقيقات علاقة هذه الخلية بأشخاص وخلايا ينتمون للتنظيم في دول الخليج ويقومون بتمويل خلية الامارات وكانت هذه الخلية من اهم اسباب توتر العلاقة بين دول خليجية مع دولة قطر وتطور ذلك الى سحب السفراء.
المملكة العربية السعودية اعتبرت جماعة الاخوان المسلمين تنظيم ارهابي وكذلك دولة الامارات وايضا جمهورية مصر العربية التي كشف فيها التنظيم عن وجهه الحقيقي في تحدي السلطة وارهاب المواطنين وتفجير السيارات المفخخة.
آخر تصريح للفريق ضاحي خلفان هو ان جماعة الاخوان جماعة ماسونية وعبر عن مخاوفه لصحيفة الاهرام المصرية انه اذا انهار النظام في مصر فسوف تنهار الانظمة في الخليج وانه لابد ان يكون هناك تنسيق امني على اعلى مستوى بين جمهورية مصر العربية ودول الخليج في مكافحة الجريمة وملاحقة المتهمين واعتبار جماعة الاخوان تنظيما ارهابيا لابد من مواجهته والتخلص منه.
الفريق ضاحي بن خلفان له رأي في دعم دولة قطر لجماعة الاخوان المسلمين وأنها تساعدهم لغايات سياسية واستراتيجية كانت قد اعلنت عنها وزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة كونداليز رايس حول الشرق الاوسط الجديد والفوضى الخلاقة التي سميت فيما بعد بالربيع العربي.
تابعت لقاءً تلفزيونيا في احدى القنوات الفضائية مع المحامي والصحافي احمد المليفي، وهو ليس وزير التربية ووزير التعليم العالي، وهو معروف بموقفه بهجومه العنيف على جماعة الاخوان المسلمين وقام بسب رجل الدين يوسف القرضاوي على الهواء مباشرة وهذا اسلوب مرفوض وثقافة الاختلاف هي في الانتقاد وليس في الازدراء والتطاول واعتقد ان دولة الكويت قد سلكت اسلوبا حكيما مع تنظيم الاخوان المسلمين أو ما يسمى بالحركة الدستورية فهي قد بدأت بسحب البساط من تحتهم بالتدريج وتزيحهم عن المناصب الحساسة لأن اسلوب الصدام ثمنه باهظا.
ان تنظيم الاخوان المسلمين يحتضر ويعيش في النزع الاخير وسوف يرجع الى مكانه الطبيعي وهو السجون والسراديب فهم لا يعيشون إلا في الظلام ونتمنى ان الضربة التي تلقوها في عدة دول خليجية وجمهورية مصر العربية تجعلهم يعيدون حساباتهم ويندمجون في مجتمعاتهم كمواطنين صالحين.