اندلعت اشتباكات دامية بين شبيحة الأسد في قرية "مروج دمسرخو"، استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الخفيفة، وقال شهود عيان إن أصوات بنادق الكلاشنكوف سمعت بوضوح في القرية خلال الاشتباكات التي دامت لعدة ساعات، مشيرين إلى أن السبب الرئيس في الاشتباكات يعود إلى الخلاف حول اقتسام الغنائم، وإلى تقاطع في مصالح بعض قادة الشبيحة، حيث استعان كل فريق بأنصاره لتصفية الطرف الآخر، وسط عجز القوات النظامية عن إيقاف الاشتباكات، أو فرض هيبة القانون.
وأشارت بعض المواقع الناشطة على شبكة الإنترنت إلى وقوع قتلى جراء الاشتباكات، وتصاعد سحب الدخان في القرية بعد وقوع عمليات حرق منازل وسيارات، وتابعت أن قوة مؤلفة من عناصر الأمن العسكري، وأمن الدولة، والأمن السياسي توجهت إلى القرية بعد أن عجزت القوات النظامية فيها عن وقف القتال. ومضت المصادر بالقول: إن عناصر الشبيحة منعت المواطنين من مغادرة منازلهم، كما فرضت حالة حظر تجول تمتد لقرابة 12 ساعة يومياً.
سياسياً، واصلت الفصائل العسكرية والشخصيات السياسية السورية الاعتذار عن عدم المشاركة في منتدى موسكو الذي تعتزم روسيا تنظيمه أواخر الشهر الجاري "لإجراء حوار بين السوريين"، ومع الاقتراب أكثر من موعد حددته موسكو لاجتماع مفترض بين شخصيات من المعارضة وأخرى من النظام، بدأت تتوالى الاعتذارات عن عدم حضور اللقاء المفترض أن يعقد أواخر الشهر الجاري.


فقد أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، رسمياً وعلى لسان رئيسه خالد خوجة رفضه الحوار مع نظام الأسد إلا على الانتقال السياسي للسلطة، نافياً تلقيهم أي مبادرات روسيّة أو مصرية، قائلاً "نتحاور في الائتلاف مع الأطراف السورية المعارضة كافة، أما الحوار بيننا وبين نظام الأسد، فلا يكون إلّا على الانتقال السياسي للسلطة، وخارج هذا الإطار لا يمكن الجلوس معه".كما أكد مجلس قيادة الثورة الذي يضم 100 فصيل عسكري منذ أيام رفضه القاطع لمبادرة موسكو، مقرراً بالإجماع أن مبادرة موسكو تصب في مصلحة النظام، مضيفاً: أن أي تنازل عن أهداف الثورة "مرفوض وهو بيع لدماء الشهداء"، حتى "تيار بناء الدولة"، الذي ينظر إليه السوريون على أنه "معارضة مصنوعة" من قبل بشار الأسد، أعلن رفضه الذهاب إلى موسكو، ولم يبق سوى هيئة التنسيق المحسوبة على نظام الأسد، وهي أيضاً لم تعلن موقفها حول مبادرة موسكو.
وجاءت آخر الاعتذارات من أول رئيس لائتلاف قوى الثورة والمعارضة، معاذ الخطيب، مؤكداً أن الظروف التي يعيشها الشعب السوري، ومقدمات نجاح اللقاء غير متوافرة، ومن أهمها رحيل الأسد، والإفراج عن المعتقلين في سجون النظام كما طلب سابقاً.
وكانت روسيا قد أولت أهمية خاصة لحضور الخطيب، ووجهت له دعوة شخصية الشهر الماضي لزيارتها "والتفاكر حول وضع حلول لإنهاء الأزمة". ويعدّ اعتذاره عن الحضور صفعة قوية للمنتدى قبل انعقاده.
وتؤكد المواقف السابقة أن السوريين، بمختلف توجهاتهم، يعتبرون روسيا وسيطاً غير محايد، بسبب انغماسه في الأزمة ودعمه المتواصل للنظام، وتشير المواقف الحالية إلى أن نظام الأسد سيتوجه إلى موسكو ليتحاور مع نفسه.
&