سارة مطر

في 27 شباط (فبراير) 2013، اعتنق السياسي الهولندي «فان دورن» الإسلام، وقد كان أحد أعضاء حزب «من أجل الحرية» المعروف بعنصريته ومعاداته للإسلام، وبعدما اعتنق «دورن» الإسلام، كتب في صفحته على «تويتر»: «بداية جديدة»، وبعد قليل كتب الشهادتين باللغة العربية. وأوضح «دورن» سبب إسلامه قائلاً: «من يعرفني من قريب يعلم أنني منذ أكثر من سنة وأنا أقرأ وأتعمق في الإسلام من خلال الكتب والحوارات، ولكنَّ البعيدين عني فاجأهم القرار طبعاً؛ لذلك يحاولون التشكيك فيه». وأضاف: «إنه قرار خاص بي ولا أريد من أحد أن يناقشني فيه». فيما أشهرت قبل أيام المخرجة الفرنسية «إزابيل ماتيك» إسلامها بعد حادثة «شارلي إيبدو»، التي استهدفت الصحيفة الفرنسية الساخرة، جاء ذلك في منشور للمخرجة في صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، وشكرت «إزابيل» الممثل المغربي هشام بهلول على نشره خبر إسلامها في الصحف المغربية. وكتبت «إيزابيل لفظ الشهادتين «أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله» في حسابها على «فيسبوك»، وتلقت إزابيل العديد من التعليقات والتهاني على إسلامها.

&

وقبل ذلك، كنا قد قرأنا عن رغبة الممثل الفنان البريطاني «ليام نيسون»، والذي سُمي على اسم كاهن محليّ في مدينته الإرلندية باليمينا، باعتناق الدين الإسلامي بعد أن تأثر جداً بالعادات والأفكار الإسلامية، أثناء قيامه بتمثيل مشاهد من فيلمه الأخير في العاصمة التركية إسطنبول، وقد عبّر الممثل (62 عاماً)، عن إحساسه قائلاً: «بأن صوت الأذان أثَّر فيه جداً، وجعله يشعر براحة داخلية». وأضاف: «تقام الصلاة خمس مرات في اليوم، وفي بادئ الأمر يشعرك ذلك بالانزعاج، إلا أنك بعد أن تعتاد عليه تشعر براحة داخلية واستقرار. إنه شيء جميل جداً، إنه من أجمل ما يكون». وتابع قائلاً: «هناك 4 آلاف مسجد في المدينة، وبعضها فائق الجمال، وهي فعلاً تدفعني إلى التفكير في اعتناق الإسلام».

&

المتحولون إلى الإسلام يشغلون ذهني طويلاً، لطالما كنت أفكر في ما يدفعهم إلى الدخول إلى هذا الدين العظيم، نحن من نعرف أنه عظيم؛ لأننا ندين به، لكن كيف يراه الآخرون؟ وكيف قادهم إلى الدخول فيه؟ وهذا ما ذكرته في كتابي «أنا سنية.. وأنت شيعي»، حيث تطرقت إليه في أحد فصوله، حينما ذكرت قصة إسلام خادمتنا، وفي الكتاب طرحت تساؤلات، كيف: يرى هؤلاء الدين الإسلامي؟ وكيف يبدو لهم؟

&

المثير للغاية أن الكثيرين ممن تحولوا إلى الإسلام لم نكن نحن المسلمين مَنْ قدم لهم الصورة الجيدة عن الإسلام، ولم يؤدي الكثيرون منا دوراً مؤثراً في إسلامهم، إنما يأتي دخولهم إلى الإسلام، بسبب حادثة ما، أو رغبتهم في إيجاد ملاذ نفسي آمن؛ لأننا بلغة صريحة لا أظن أننا نحمل تلك القيم، التي يتوجب على صاحب أي عقيدة أخرى لأن يرانا نموذجاً مشرفاً لهذا الدين العظيم، فمعظم الداخلين للإسلام قرأوا كتباً وأبحروا بها، وتعمَّقوا بشكل جلي في فهم الإسلام كما يجب، إذ إنهم يدركون بصورة جلية أننا -نحن المسلمين- لا يمكن أن نمثل الصورة الحقيقية لهذا الدين، ولا يعود هذا إلى التناقص الذي نحمله في تصرفاتنا، ولكنهم يدركون أن هناك حدوداً أخلاقية ما بين الاعتناق بمذهب، وبين أن تقوم بأداء شعائره. وقد أسعدني جداً خبر رغبة الفنان «نيسون» الذي أعشق أداءه الفني، حينما أعلن رغبته في الدخول إلى الإسلام، إذ أوضح أن السبب هو سماعه لصوت الأذان في تركيا، ولم يقل مثلاً في دبي؛ لأنني من النادر أن أسمعه في هذه المدينة، ولو كنت في مكان الشيخ محمد بن راشد، فأني سأعمد على الفور ببناء مساجد عدة، بعدما لاحظنا أكثر من قصة أن صوت الأذان يؤدي دوراً مؤثراً في شدّ قلوب العديد من ذوي المذاهب المختلفة، كما يقف على الحكومة السعودية أن تتخير ذوي الأصوات الجميلة، بدلاً من الأصوات التي لا تحسن إلقاء الأذان ويسبب بعض الارتباك والإزعاج.
&