صنعاء - طاهر حيدر «الراي»: أكدت دول مجلس التعاون الخليجي، أمس، دعمها القوي للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مواجهة «الانقلاب على الشرعية من قبل المسلحين الحوثيين»، الذين واصلوا، أمس، ولليوم الثاني على التوالي محاصرة منزل الرئيس الواقع في شارع الستين في العاصمة صنعاء، في وقتأكد اثنان من مستشاريه أن «الحوثيين يحتجزون الرئيس داخل منزله كرهينة»، في حين غادر رئيس الوزراء خالد بحاح مقره في القصر الجمهوري الموجود في ميدان التحرير وسط صنعاء بعد يومين من محاصرته من قبل الحوثيين، وأُغلقت المنافذ البرية والبحرية والجوية في محافظة عدن الجنوبية أمس، تضامنا مع هادي غداة سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة.
&
وبينما كشف مصدر من حراسة رئيس الجمهورية لـ «الراي»، ان هادي «رفض مغادرة صنعاء الى عدن بطلب من شقيقة ناصر رئيس استخبارات عدن، بعد مغادرة جنود حراسته حاملين امتعتهم الشخصية على اكتفاهم»، قال عضو المكتب السياسي لـ «أنصار الله» محمود الجنيد (وكالات)،إن «اللجان الشعبية لا تزال تحاصر منزل الرئيس هادي فقط لحمايته وحماية الرئيس المتواجد في الوقت الراهن في داخله». ونفى الجنيد ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن قيام الحوثيين بالسيطرة على منزل الرئيس ونهب بعض محتويات، مؤكداً أن «اللجان الشعبية موجودة فقط حول المنزل ولم تدخل اليه أو تنهب محتوياته».
&
وأمس، التقى هادي في منزله مع مستشاريه وبينهم ممثل الحوثيين صالح الصماد، كما التقى عددا من شيوخ القبائل.
&
وأفاد مصدر مقرب من هادي، إن «من المتوقع أن يصدر الرئيس عددا من القرارات خلال الساعات المقبلة تراعي مطالب الحوثيين لحل جميع المشكلات».
&
واوضحت مصادر محلية، أن الحراسة الرئاسية تغيب تماماً من محيط مقر إقامة هادي، مشيرة إلى أن الحوثيين هم من يتواجدون حول المنزل في الوقت الراهن في شكل كامل، لمنعه من المغادرة.
&
في المقابل، اعلنت السلطات في محافظات عدن ولحج وابين الجنوبية، أمس، اغلاق ميناء ومطار عدن، كبرى مدن الجنوب.
&
وأفاد بيان للجنة الامنية في المحافظات الثلاث،انه تم اتخاذ قرار باغلاق المنافذ البحرية والجوية الى اجل غير مسمى تضامنا مع رئيس الجمهورية معتبرا ان ما حدث في صنعاء هو «اعتداء» على شرعية الرئيس.
&
وقال شهود عيان ان مئات المقاتلين من «اللجان الشعبية» توافدوا من ابين ولحج وشبوة وبتنسيق مع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة الى عدن بهدف توزيعهم على المقرات الحيوية.
&
في غضون ذلك، أكد مصدر عسكري رفيع المستوى، أمس،«سيطرة الحوثيين على مجموعة ألوية الصواريخ في منطقة فج عطان المطلة على صنعاء، من دون أي مقاومة من الجنود».
&
الا أن عضو المكتب السياسي لـ «انصار الله» علي القحوم، نفى، وقال إن تلك الاخبار «كاذبة» ولا تمت للحقيقة بصلة، مشيراً إلى أن «اللجان الشعبية هي فقط تشكل حماية لكل المنشآت الحكومية والعسكرية لتجنب تعرضها لأي أعمال نهب». وتشمل المجموعة ألوية عسكرية عدة منها «قيادة مجموعة الصواريخ» و«اللواء 5 صواريخ» و«اللواء 6 صواريخ» و«اللواء 8 مدفعية - صواريخ».
&
ومساء، وأكدت دول مجلس التعاون دعمها القوي للرئيس اليمني في مواجهة «الانقلاب على الشرعية».
&
وأفاد بيان صادر عن اجتماع استثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون في الرياض ان دول المجلس «تعتبر ما حدث في صنعاء ... انقلابا على الشرعية».
&
وشدد الوزراء على دعم دول الخليج التي رعت اتفاق انتقال السلطة في اليمن «للشرعية الدستورية متمثلة في فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي» و»رفض كافة الإجراءات المتخذة لفرض الأمر الواقع بالقوة ومحاولة تغيير مكونات وطبيعة المجتمع اليمني».
&
ووصف وزراء الخارجية الخليجيون التصعيد الحوثي بأنه «عمليات ارهابية» منددا بما نتج عن ذلك من «تقويض للعملية السياسية في الجمهورية اليمنية الشقيقة القائمة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وإفشال مخرجات الحوار الوطني الشامل وتعطيل العملية الانتقالية السلمية».
&
واشترط الوزراء الخليجيون انسحاب الحوثيين من دار الرئاسة ومنزلي الرئيس ورئيس مجلس الوزراء و»رفع نقاط التفتيش المؤدية إليها واطلاق سراح مدير مكتب رئاسة الجمهورية وتطبيع الأوضاع الأمنية في العاصمة وعودة المؤسسات الحكومية والأمنية إلى سلطة الدولة» لايفاد مبعوث الأمين العام لمجلس التعاون «للتواصل مع كافة القوى والمكونات السياسية اليمنية لاستكمال تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل».
&
وشدد المجلس الوزاري على ان دول مجلس التعاون «تؤكد أن أمن اليمن هو جزء من الأمن الوطني لدول مجلس التعاون وأن استقرار اليمن ووحدته يشكل أولوية قصوى لدول المجلس» وهي «ستتخذ الإجراءات المطلوبة لحماية أمنها واستقراراها ومصالحها الحيوية في اليمن».
&
ودعا الوزراء الخليجيون الحوثيين إلى «وقف استخدام القوة والانسحاب من كافة المناطق التي يسيطرون عليها وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية والانخراط في العملية السياسية» مطالبين الجميع في اليمن الى «تغليب مصلحة اليمن والعمل على استكمال تنفيذ العملية السياسية وتجنيب اليمن الانزلاق إلى مزيد من الفوضى والعنف».
&
وفي القاهرة، دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أمس، جميع الأطراف اليمنية إلى احترام السلطات الشرعية للدولة وفي مقدمها رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء وغيرهما من المؤسسات الشرعية للدولة، مُعربا عن استنكاره الشديد لتلك الأعمال العدائية التي تحاول فرض إرادتها بقوة السلاح على الشعب ومؤسساته الدستورية.
&
وأعربت من ناحيتها وزارة الخارجية المصرية عن قلقها البالغ إزاء الأزمة السياسية والأمنية المتفاقمة في اليمن، داعية جميع الأطراف والقوى السياسية اليمنية الى تنفيذ وقف النار في شكل دائم وكامل.
&
في هذه الاثناء، أفاد مصدر أمني أن ضابطاً برتبة عقيد في البحث الجنائي واسمه أحمد مبارك بن نصر قتل جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في محافظة حضرموت شرق البلاد.