&لبنان: الحوار حول مواصفات الرئيس في إجازة حتى 26 تشرين الأوّل… والكرّ والفرّ في الشارع عاد من إجازته
سعد الياس
& أقفل المشهد الميداني في بيروت في نهاية الاسبوع على صدامات بين القوى الأمنية ومتظاهرين إستعملت فيها كل أدوات المواجهة، فيما أقفل المشهد السياسي على فشل تسوية الترقيات والتعيينات الأمنية، ما يرجّح دخول الحكومة خانة تصريف الأعمال، بعد الشغور الرئاسي والتعطيل النيابي.&
وكان وسط بيروت عاشَ ساعات عصيبة من المواجهات العنيفة بين متظاهري الحراك المدني والقوى الأمنية التي بدا أنها تنفذ قراراً أمنياً حازماً بمنع الإقتراب من المؤسسات الرسميّة، فانفجَر الوضع عمليات كر وفرّ استمرّت حتى ساعة متأخرة من ليل الخميس ـ الجمعة، واستخدمت خلالها خراطيم المياه والقنابل الدخانية والعصي فيما استخدم المتظاهرون «رمي الحجارة» ومبادلة القوى الأمنية عمليات الضرب وتوجيه الإهانات. وشملت المواجهات ساحتي الشهداء ورياض الصلح وصولاً إلى الصيفي وسقط خلالها جرحى من الطرفين، وأفيد عن إصابة ضابط من قوى الأمن الداخلي بجروح خطرة.كما قامت القوى الأمنية بإعتقالات واسعة شملت حوالي 47 متظاهراً تعاملوا بعنف مع عناصر مكافحة الشغب وأصروا على رفض شرط القوى الأمنية بإخلاء ساحة الشهداء، وانتقل المعتصمون إلى أمام ثكنة الحلو مطالبين بإخلاء الموقوفين قبل أن يعتصموا أمام المحكمة العسكرية للهدف عينه.
وسط هذا المشهد، يطلق رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في التظاهرة التي دعا إليها «التيار الوطني الحر» اليوم الأحد في ذكرى 13 تشرين الأوّل/اكتوبر 1990 على طريق القصر الجمهوري في بعبدا. وتأتي تظاهرة عون بعد الفشل في ترقية العميد شامل روكز صهر الجنرال عون إلى رتبة لواء أو تمديد خدمته في الجيش اللبناني قبل انتهائها في 15 تشرين الحالي ما دفع بقائد الجيش العماد جان قهوجي إلى تعيين العميد مارون القبياتي قائداً لفوج المغاوير مكان روكز ما شكّلَ في توقيته إقفالاً للنقاش في ملف الترقيات والتعيينات العسكرية بعدما سدّت الطرُق أمام كلّ المخارج القانونية التي يمكن اللجوء إليها لإبقاء روكز في موقعه بعد تأجيل تسريحه وفقَ ما تقول به المادة 42 من قانون الدفاع بمرسوم عادي يصدِره وزير الدفاع بناءً على اقتراح قائد الجيش ويوقّعه إلى جانبه كلّ من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير المال، أو الإنتقال إلى موقع آخر في حال الترقية إلى رتبة لواء.
وجاء هذا المعطى في وقت يأخذ الحوار بين قادة الكتل النيابية استراحة حتى 26 الجاري، يغيب خلالها مديره وراعيه رئيس مجلس النواب نبيه برّي في زيارة رسمية لرومانيا وأخرى لجنيف حيث ينعقد المؤتمر البرلماني الدولي. ويُنتظر أن تكون هذه الاستراحة فرصةً للمتحاورين لمراجعة مواقفهم، فيما سيعكف برّي، رغم سفره، على غوغلة مواصفات الرئيس العتيد التي تسَلّمها من المتحاورين، شفويةً أو مكتوبة، لينطلق الحوار منها في جلسات متتالية. وقد تلقّى بري تصوراً مكتوباً بمواصفات رئيس الجمهورية من حزب الله ومن رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط.
وأشار إلى أنّه «تمّ الاتفاق على تحديد مواصفات الرئيس وليس الدخول في التسميات، وفي ضوء هذه المواصفات يمكن أن تترشّح مجموعة من الأشخاص ممن يجدون أنّ هذه المواصفات تنطبق عليهم، وعندئذ يمكن المجلس أن ينتخب أحدهم.
وعلمت «القدس العربي» أن حزب الله الذي يدعم ترشيح العماد عون إلى الرئاسة الأولى طرح مواصفاته لرئيس يمثّل الاكثرية في المكوّن الذي ينتمي إليه، ويحظى بتأييد مكونات أخرى، وأن يكون حريصاً على الشراكة ومتبنياً للمقاومة وخياراتها واستراتيجيتها السياسية.
وعلم أن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ركّز على طاولة الحوار على معادلة مفادها: إما انتخاب رئيس وفقاً للدستور وإما التوافق حول شخصه إذا تعذّر الانتخاب، مشدداً على «أن الإخفاق حتى اليوم في انتخاب رئيس يدفعنا إلى طرح مبدأ التوافق حول شخص الرئيس ومواصفاته».
وأجابه ممثل حزب الله النائب محمد رعد بأنه «لا يمكن استعادة تجربة العام 2008 وانتخاب رئيس بالاتكال على نواياه من دون التفاهم على طرحه للاستراتيجية الدفاعية وعلى الثوابت الوطنية وذلك حتى نضيّع الوقت في البحث بالأسماء والأوزان والأشكال».
وعلّق أحد أركان 14 آذار الوزير بطرس حرب على النائب رعد قائلاً «هذا مناف للديمقراطية، ونحن نتناقش في الاستراتيجية الدفاعية منذ العام 2006 ولم نتفق عليها بعد، وفي حال لم نتوصل إلى مثل هذا التفاهم هل نبقى في فراغ في البلد؟». وسأل «هل تخلّى الجنرال عون عن كونه المرشح الوحيد؟ إذا تنازل يمكن الدخول في نقاش».
وردّ النائب الجميّل على ممثل حزب الله بقوله «للجميع هواجسهم، وعليه لنسعَ إلى رئيس يطمئن الجميع ويخلق توافقاً حوله» ووافقه على طرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقدّم رئيس الكتائب مواصفاته للرئيس معتبراً «أن انقسام اللبنانيين والوضع المتفجر في لبنان والمنطقة يجعل أي مرشح تحديا مرفوضاً». ورأى «أن انقسام المسيحيين يمعنهم من فرض مرشح على باقي اللبنانيين» ودعا «إلى رئيس مقبول به من فريق أساسي على الأقل من كل طائفة ليكون مقبولاً وطنياً وأن يحظى بدعم من كتلة مسيحية على الأقل من فريقي 8 و14 آذار وأن يكون ملتزماً الحياد تجاه الصراع القائم في المنطقة».
وقدّم رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورقته المتضمنة مواصفات شخص الرئيس من أجل محاولة توفيق وجهات النظر كما قال، وأضاف «لن نستطيع ان ننتخب رئيساً من دون سلة متكاملة».
وعبّر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري كممثل لطائفة الروم الاورثوذكس عن تصوره لمواصفات الرئيس فقال «نريد رئيساً يكون ممثلاً حقيقياً لطائفته ولثوابتها وخطها التاريخي وطموحاتها الوطنية، أما معيار الشعبية فيأتي مكملاً». ورأى أن «يكون رئيساً جامعاً ويشكل بشخصه طاولة حوار دائمة وألا يتردد في مواجهة أي انتهاك لسيادة لبنان وأن يكون نظيف الكف ويتمتع بالنزاهة والاستقامة».
وطالب الرئيس نجيب ميقاتي «برئيس يكون مارونياً ولكن لبنانياً في الصميم ويحافظ على التوازنات».
أما رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان فشدد على «سلّة متكاملة تكون شبيهة بتسوية الدوحة تشمل الرئاسة وقانون الانتخاب وعمل الحكومة وجدول الأعمال المطروح على الحوار». وفيما وجد هذا الطرح ارتياحاً لدى الرئيس نبيه بري لم يلقَ تجاوباً من رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة وفريق 14 آذار.
&
التعليقات