&هيام بنوت


بعد فترة من الهدوء النسبي عاشته الساحة الغنائية اللبنانية، جاءت نايا و»ضربت» بقوة بعملها الجديد «انا بكَيْفي» وقبله بسلسلة من الإطلالات الجريئة، جعلت منها «حديث البلد». ولكن الأمور لم تمرّ على ما يرام مع المغنية اللبنانية نايا التي تتعرض منذ بضعة أيام لحملة واسعة، بسبب اتهمامها بالإساءة إلى الديانة المسيحية والترويج للصهيونية، ما استدعى تدخل المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان الذي دعا إلى مقاضاة نايا ومحاسبتها والطلب من الأمن العام وقف بث كليب «أنا بكيفي».


نايا ردّت مؤكدة أنها لم تقصد المسّ بالديانة المسيحية، بل كانت ترقص في الصورة التي قيل إنها أساءت إلى الصليب من خلالها. وصرّحت أن الرقصة في الكليب كانت تقضي بأن تمرر يديها على وجهها وصدرها ثم جسدها قبل أن تنتقل الكاميرا إلى مشهد آخر. واستغربت كيف أن بعضهم فسّر الأمر على أنه إهانة للصليب، على رغم أن العمل ككل ليس فيه إساءة الى أي دين. وتساءلت: «لماذا سأقوم بعمل كهذا؟ هل أنا بلا عقل؟ أساساً في حياتي كلها لم أؤذِ مخلوقاً فكيف أؤذي الأديان؟». وأضافت: «تلك الحملة هدفها إثارة نقمة المسيحيين ضدي وبالتالي التأثير في عملي الجديد الذي أخذ طريقه إلى الانتشار، وأنا أصبحت معتادة على الحملات الغريبة التي تهدف إلى الانتقاص من نجاحي».


وفي مقابلة مع «الحياة»، قالت صاحبة «من إيدي» إنها تسعى إلى إحداث ثورة فنية تتماشى مع تطلعات الجيل الجديد، ودافعت عن نفسها وشرحت وجهة نظرها وتطلعاتها الفنية.
> كيف لمست أصداء كليب «أنا بكيفي»، خصوصاً أنه حقق مشاهدة عالية جداً على «يوتيوب»؟


خلال الأيام الخمسة الأولى لعرضه، شاهد كليب «أنا بكيفي» 75 ألف شخص، وهو رقم مهم جداً ولا يستهان به. قدمت كليب بموصفات عالمية، واحترامي لنفسي وفني قبل احترام المشاهد، هو الذي يدفعني إلى تقديم أعمال جيدة، أتعب من أجلها، وليس تقديم كليبات «العشرة آلاف»، التي تصور في الحدائق وبين الزهور. أنا لا أحب هذا النوع من الكليبات ولا يمكن أن أصوّر أغنياتي على شاكلتها.


> وكم بلغت كلفة كليب «انا بكيفي»؟


لا يهمني الرقم الذي دُفع لإنتاج هذا الكليب بقدر ما تهمني النتيجة.


> من الواضح جداً أنك تعمدت إثارة ضجيج من حولك، تمهيداً لعودتك بقوة إلى الساحة من خلال نشر صور مثيرة لك بهدف الحصول على النتيجة التي تشيرين إليها.
لا أبداً. أنا لم أخطط لإثارة ضجيج من حولي.


> ولكنك غبت سنتين عن الساحة الفنية، وعندما قررت العودة نشرت صورك المثيرة، ومن بعدها طرحت كليب «انا بكيفي».


كل ما أقدمه أنا مقتنعة به، ومن لا يحبني ليس مضطراً لمتابعتي على «انستغرام» أو أن يشاهد صوري أو حتى أن يتعرّف عليّ.


> ماذا عن فكرة الكليب؟


الكليب ليس مسلسلاً، بل هو مجموعة افكار تحمل رسائل، بعيداً من تسلسل الأحداث. مشكلة الكليبات العربية أنها تعتمد على تسلسل الأحداث، وهذا ما يجعلها تبدو بعيدة عن العالمية. الكليب عبارة عن اربع دقائق، نوصل من خلالها رسائل ذات معنى.


> وما هي هذه الرسائل؟


فكرة الكليب مجازية، وهي تدور حول الأشياء التي لا نحبها في الحياة، لأننا نتقيّد بعادات وتقاليد معينة ونتقوقع داخلها، ولكننا في الواقع نعمل عكسها.


> كنت قد أشرت إلى أن هناك شخصاً لبنانياً يعيش في دبي وهو من سيتولى إنتاج أعمالك، لماذا انتهى كل شيء بينكما قبل أن يبدأ؟


ما تقولينه صحيح، كل شيء انتهى قبل أن يبدأ! كان من المفترض أن أعمل مع هذا الشخص، ولكنني ما لبثت أن تراجعت قبل 3 أيام من موعد تصوير كليب «انا بكيفي»، لأنه لا يهمني أن أجني المال وأحيي الحفلات يومياً، مع أنني قادرة على ذلك وبسهولة، ولكنني لا أفعل ذلك لأن ليس هذا هو هدفي من الفن، بل هدفي هو صناعة فن جديد للجيل الجديد الذي ملّ وكلّ و»ما بقى إلو نفس يتفرج على الكليبات» التي تعرضها التلفزيونات.


> وهل الكلام نفسه ينطبق على تجربتك مع إيلي ديب، وهل يمكن القول إن سبب انفصالكما هو تضارب وجهات النظر بينكما في نظرتكما إلى الفن؟


لا تدخليني في هذا الموضوع. إيلي ديب كان «بيجنن» معي وأنا أحترم تجربتي معه، ولكن الإنسان مع الوقت يتغيّر ويتبلور وينضج أكثر. لست نادمة على الفترة السابقة، لأنني لا أزال في اول عمري ولم اتجاوز 25 سنة وعقلي وجسمي في مرحلة التطور وكذلك تجربتي الفنية. من المهم أن يجد الإنسان نفسه وعندما يتحقق هذا الأمر لا يعود يهمه شيء، وعندها يمكن ان يحقق النجاح وخصوصاً الفنان، لأنه يكون قد اكتشف نفسه وشخصيته. عندما يعرف الفنان كل هذه الأمور ويكون هو نفسه وليس شبيهاً لأي شخص آخر لا خوف عليه.