تقرير استراتيجي أمريكي يعترف بغياب الآليات والوسائل لوقف موسكو عن السيطرة على النفط والغاز في سوريا والعراق

& عبر تقرير استراتيجي أمريكي عن تزايد مخاوف واشنطن من سيطرة قوات الجيش الروسي على مصافي ومنابع وطرق نقل الغاز والنفط في العراق وسوريا، في ضوء الحملة العسكرية الروسية الحالية وفي ضوء ترتيبات غرفة العمليات الرباعية المشتركة الموجودة في بغداد، والتي تجمع العراق بإيران والنظام السوري وموسكو.


التقرير ألمح إلى ان القيمة الاستراتيجية للسيطرة العسكرية على مصادر انتاج النفط وطرق نقله في الإقليم انخفضت، لكن رغم ذلك تحذر الأوساط التي أعدت التقرير من ان القيمة الاستراتيجية للجيش الروسي ستنمو وتتزايد بخطوات واسعة خلال عامين اذا تمكن من إلحاق العراق ضمن ترتيباته العسكرية الاستراتيجية، على هامش حملته العسكرية التي تتخذ الآن شكل مكافحة الإرهاب .
وبموجب التقرير نفسه ستضطر تركيا – على ضوء الوضع الاستراتيجي والعسكري الجديد – إلى العزف مجددا على أوتار الانضمام للاتحاد الأوروبي، بعدما أظهرت موسكو نوايا مباشرة لإبعاد إنقرة ونفوذها عن مناطق الحدود مع سوريا، خصوصا في سهل الغاب وحلب وحماة وحمص.


ويشير التقرير – الذي تمكنت «القدس العربي» من الاطلاع على مضمونه -إلى ان روسيا تستعد، في ما يبدو، للقفز على التفاهمات الجزئية التي ترتبت مع الإدارة الأمريكية بخصوص الوضع المعقد في سوريا. كما يتحدث عن غياب الوسائل والآليات المطلوبة الآن لدى الإدارة الأمريكية للحد من الطموح الروسي الرامي إلى السيطرة على ملفات الطاقة، استنادا إلى الحضور الإقليمي الذي تزرعه العملية العسكرية الروسية.
ويبدو ان هذا المنطق في تحليل الأمور تتبناه مراكز البحث العميقة التابعة لمجلس الأمن القومي الأمريكي والتي ترى ان موسكو «معنية بامتصاص آخر قطرة من الاستثمار في التفاهمات عسكرية الطابع التي تمت وتتم مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تحديدا وفقا للتعبير المستخدم في التقرير نفسه،
ذلك ان التحويط العسكري لمنابع النفط والغاز والطاقة والامتيازات الممنوحة لموسكو من قبل النظام السوري ومستوى التنسيق العسكري الأمني مع العراق ومصر عناصر – في رأي التقرير الاستراتيجي – تدعم النظرية التي تقول وسط الإدارة الأمريكية اليوم إن الحد من الطموح الروسي قد لا يكون من الأولويات التي يمكن ضبطها والسيطرة عليها من قبل الإدارة الأمريكية الحالية، خصوصا في ظل السقف الزمني المرتبط بجدول الانتخابات.


الأوساط المعدة للتقرير نفسه تلمح إلى ان المخاوف تتزايد داخل بعض دوائر القرار الأمريكي من تغييرات لا يمكن توقعها في الميزان الاستراتيجي بسبب الافتقار إلى وسائل تحد من الطموح الروسي. وهذا بالرغم من وجود تفاهمات عسكرية مع البنتاغون خلف الكواليس من المرجح ان موسكو لا تلتزم بسقفها.


في ضوء ذلك لا تخفي اللجنة التي أعدت التقرير، وهي تتبع إدارة المتابعة لشؤون الملف السوري ومقرها عمان، مخاوفها من نتائج تشكيل لجنتين أمنيتين رفيعتي المستوى تعملان في الظل الآن في دمشق وبغداد تحت الغطاء الروسي وتتقاربان على نحو أو آخر مع دول عربية متعددة. ومن بين هذه مصر والإمارات في الوقت الذي تجري فيه ترتيبات مع تركيا وإسرائيل والأردن.
وقد شملت محاذير التقرير نقاطا ساخنة أخرى إذ تحدث عن سيناريو العودة لسيطرة النظام السوري عسكريا هذه المرة وأمنيا بغطاء روسي على الجمهورية اللبنانية المجاورة بالتعاون مع حلفاء إيران في «حزب الله». كما أشار إلى مخاطر وقلاقل محتملة في مملكة البحرين قرب ما أسماه بـ»الحضن السعودي» خصوصا ان أطرافا إيرانية نشطت مؤخرا في تأطير كوادر عسكرية حسب التقرير داخل البحرين.
ويتوقع التقرير الافتقار إلى قدرة حقيقية على إخراج الحوثيين تحديدا من معادلة اليمن، خلافا للسيناريو المتضمن إخراج قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.


وهذا في الوقت الذي سيعزز فيه النفط العراقي الاحتياطي الروسي والتأثيرات المتوقعة على الأسواق العالمية قبل عام 2017 الذي تستعد فيه واشنطن لإنتاج النفط وتصدير مبيعاته.