موسكو - رائد جبر: أطلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة مصر وتركيا والأردن في اتصالات هاتفية أمس على نتائج الزيارة المفاجئة للرئيس بشار الأسد الى موسكو ليل الثلثاء والمحادثات التي جرت بينهما. وينعقد غداً في فيينا لقاء رباعي بين وزراء الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سنيرلي أوغلو، علماً أن بوتين شدد خلال لقائه الأسد على الحل السياسي بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن بوتين والملك سلمان «بحثا الوضع في سورية» وإن الرئيس الروسي أطلع خادم الحرمين على نتائج زيارة الأسد» إلى موسكو في أول زيارة خارجية للأسد منذ 2011، مضيفاً أن بوتين وخادم الحرمين الشريفين «أكدا أهمية الحل السياسي الذي يجب أن يلي العمليات العسكرية».

وأشار الناطق باسم الكرملين إلى أن بوتين اتصل أيضاً بالرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، فيما اتصل لافروف بكيري للاتفاق على اللقاء مع الجبير وأوغلو في فيينا غداً.

وأثارت الزيارة المفاجئة للأسد إلى موسكو سيلاً من التكهنات، مع إعلان موسكو عزمها على مواصلة العمليات العسكرية وتكثيف التنسيق مع القوات الحكومية السورية وتأكيد بوتين أن بلاده تعمل على دفع تسوية سياسية بالتوازي مع نشاطها العسكري في سورية. ولم يكشف الكرملين تفاصيل كثيرة عن الزيارة، لكن بيسكوف وصفها بأنها «زيارة عمل» وقال إنهما أجريا مناقشات مغلقة قبل عقد محادثات موسعة بحضور ممثلين من البلدين.

وأوضح بيسكوف أن بوتين والأسد بحثا «المسائل التي تخص محاربة المجموعات الإرهابية واستمرار العملية الروسية الداعمة للعمليات الهجومية للقوات المسلحة السورية. وتم إخبار الرئيس بتفاصيل الأوضاع في سورية، والخطط المستقبلية، ونوقشت جوانب العلاقات الثنائية». ورفض بيسكوف الإجابة عن أسئلة صحافيين عما إذا كان ملف المرحلة الانتقالية أو مصير الأسد نوقش خلال الزيارة. لكن بوتين أكد أن روسيا «مستعدة للمساهمة بقوة ليس فقط في محاربة الإرهاب بل في العملية السياسية». مؤكداً أن «موقف روسيا من الأحداث ينطلق من أن الحل طويل الأمد في سورية، وممكن أن يتحقق فقط عبر الحوار السياسي».

وأعرب الأسد عن الأمل بـ «النصر على الإرهاب وسنواصل سوية العمل على إعادة إعمار البلاد من وجهات النظر الاقتصادية والسياسية والتعايش السلمي بين الجميع»، مشدداً على أن «الهدف الوحيد للجميع يجب أن يكون ما يريد أن يراه الشعب».

من جهة أخرى، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مؤتمر صحافي مع نظيره المالي، أنه «ينبغي الامتناع عن أي عمل يعزز موقع الأسد، فلأنه المشكلة لا يمكن أن يكون الحل». واستقبل السيسي ووزير خارجيته سامح شكري ومستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي فايزة أبو النجا أمس، المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، حيث جرى تأكيد الموقف المصري الذي يشدد على أن «الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة».

ونقلت محطة «سي أن أن» الأميركية عن وزير الخارجية القطري خالد العطية قوله إن بلاده قد تتدخل عسكرياً (...) بعد تدخل روسيا لدعم الأسد، لكنه أضاف أن بلاده لا تزال تفضل حلاً سياسياً للأزمة، في حين حيث حذر مسؤول سوري رفيع من أن دمشق سترد بشدة على مثل هذا «العدوان المباشر».

وقال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني في طهران قبل مغادرته موسكو أمس في زيارة ليوم واحد: «نؤيد الدور الذي تلعبه روسيا في مكافحة الإرهاب ونضع في الاعتبار حقيقة أنها (روسيا) راقبت الأوضاع من منطلق واقعي وهرعت لتقديم المساعدة بناء على طلب الحكومة السورية، وهذا أمر مشروع تماماً».

الى ذلك، قال مسؤولون إن بلدة تل ابيض شمال سورية قرب حدود تركيا التي استولى عليها المقاتلون الأكراد من قبضة «داعش» في حزيران (يونيو) الماضي انضمت الآن إلى الإدارات الذاتية الكردية. وكانت مصادر الرئاسة التركية قالت إن أردوغان أبلغ بوتين القلق من أن الهجمات على حلب شمال شورية قد تثير موجة جديدة من اللاجئين، لافتاً إلى الصلات بين «وحدات حماية الشعب» الكردي و «حزب العمال الكردستاني».

ميدانياً، قتل 13 شخصاً على الأقل بينهم كوادر طبية جراء ضربات روسية استهدفت مستشفى ميدانياً في محافظة إدلب في شمال غرب سورية، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأضاف: «قتل 13 شخصاً الثلثاء جراء ضربات جوية روسية استهدفت مشفى ميدانياً في بلدة سرمين» في إدلب، مضيفاً أن بين القتلى «معالجاً فيزيائياً وحارساً وعنصراً من الدفاع المدني».