فاتح عبدالسلام


ما هذا العراق الهش الذي يصاب بالشلل من جراء هطول أمطار وتكوّن سيول من الدرجة الثالثة حسب تصنيف منظمة دولية لرصد الكوارث. ما هذا البلد الذي لا يتحسب القائمون على شؤونه للأزمات التي تكون خارج غرف اجتماعاتهم الفضفاضة الفارغة.
أية مؤسسات أو وزارات أو زعامات تلك التي لاتستطيع منذ عشر سنوات أن تفك احباس بالوعات في شارع يفيض كل سنة في بغداد وحولها. وكل أمين للعاصمة يفيض على الناس بشتى أنواع التبجحات حول الاخلاص الوطني والنزاهة.


ما يزيد الطين بلة أن سيول ايران تنحدر بقوة نحو مدينة علي الغربي في العراق . حتى سيولك يا ايران؟
هناك مّن لا يستغرب العجز الحاصل أمام هذه الفوضى والانسدادات في بغداد ومناطق النازحين ،وهو يرى منذ زمن طويل الأخفاق المتكرر والمزمن في تصريف احتقان سياسي جرّ على البلاد الويلات.
المسألة ليست بالوعة في شارع أو حي سكني كل موسم عابر.
الأزمة في البالوعة السياسية التي تفيض بكل أنواع القاذورات وليس من تصريف آمن لها سوى خروجها دماً وأذى وتدميراً وفقراً وتخلفاً ضد المواطن العراقي.
البالوعة الأخطر هي التي ابتلعت موازنات مالية من دون محاسبة. والبالوعة الأكثر فتكاً هي هذا الضياع والعبث في التخطيط ليوم أفضل في خلال أزيد من عقد. صار ضرباً من الخيال اعداد خطة خماسية أو سباعية لتطوير البلد.
البالوعة هي هذه العقلية التي صادرت كل الرؤى المخالفة للسائد البالي المعتل المعفن.
البالوعة هي أن يعيش العراقي على أمل يعرف أنه ضعيف وكسيح ومشلول.ز لكنه في عينيه أمل، قبل أن تهتز الأرض تحت قدميه بتصريح رئيس المخابرات الفرنسية بأن العراق وسوريا فقدا حدودهما الى الأبد. أبعد كل هذه التضحيات نصل الى هذه النتيجة ؟ أية بالوعة تلتهم الأوطان إذن؟
البالوعة هي هذا الانسياق الأعمى والسهل وراء النفط كسلعة وحيدة لعيش اقتصاد العراق ومن دونه هو ميت.


كم بالوعة سقط فيها العراق ؟. عددوا ولا حرج.
&