&توبيخ من السيسي لإعلاميين انتقدوه… وقيود جديدة على حرية التعبير؟ خبراء: لماذا لم ينتقد إعلام الجن والتسريبات أو من يهاجمون خصومه؟
&وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال الدورة التثقيفية للقوات المسلحة، التي أقيمت على مسرح الجلاء أمس الأول، توبيخا غير مسبوق لبعض الإعلاميين المصريين، الذين انتقدوا أداءه في الفترة الماضية.
وكان السيسي انفعل قائلا: «أحد الإعلاميين قال إن السيسي إزاي يقعد مع سيمنز وشايف إسكندرية بتغرق.. حاجة صعبة أوي، عيب ميصحش كده.. إيه الشغل ده والأمر ده لا يليق، انتو بتعذبوني أني جيت وقفت هنا، بحس أن الناس مش عارفة وبتتكلم وتنشر جهل وعدم وعي بين الناس وقطاع الإعلام مفهموش كارثة ولا إيه؟..المرة الجاية هشتكيكم للشعب منكم»، كما طالب السيسي الجميع بالإتحاد خلال هذه الفترة.
و طالب الإعلاميين ببث روح الأمل للشعب بدلاً من الأحاديث المحبطة، التى يتم بثها الآن فى بعض وسائل الإعلام، وقد كان الإعلامي خالد أبو بكر هو المقصود من خطاب السيسي، حيث صرح خالد أبو بكر في حلقة سابقة مع عمرو أديب: «طول ما الرئيس بيقعد مع رئيس سيمنز 14 مرة في الشهر يبقى إحنا مش هانبني كوادر، أمال فين وزير الكهرباء».
وقال الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ « القدس العربي»، « لم يهاجم الرئيس عبدالفتاح السيسي الإعلام على الاطلاق، فمن حق رئيس الدولة كمواطن أولا وكمسؤول أن يعاتب الإعلام، وأن يبدي رأيه في أدائه الإعلامي ووسائل الإعلام وهذا لا يعد هجوما ولا مؤشرا لسلسلة إجراءات ضد الإعلاميين كما يدعي البعض، ورأي رئيس الدولة كمواطن أن هناك تجاوزات في مجال الإعلام، وقد قام بشرحها بشكل شفاف على الشعب خلال لقائه مع الجماهير، كما ذكر السيسي في خطابه أن الإعلام أحيانا يتجاوز في الخطاب، ولا يعطي المعلومات كافية، والإعلام يؤكد على السلبيات، ولابد أن يدرك وضعنا الحالي حتى لا يسوء أكثر، وقال الرئيس في نهاية حديثه» وإلا هشتكيكوا للشعب» لذلك هذا لا يعد هجوما ولا حتى توعد».
وأكد «أن الرئيس السيسي حاليا مشغول بقضايا هامة للدولة، ويجب على الإعلام تثقيف الشعب وكشف الحقائق وليس مجرد التركيز على السلبيات فقط، ولكن لابد أيضا تسليط الضوء على السلبيات والإيجابيات ومناقشة ذلك، ولابد أن يكون هناك نوع من التروي في الخطاب لبعض الموضوعات، كما أوضح أن هذا العتاب يأتي في وقته لأن هناك حالة من الفوضى والإنفلات في ممارسات بعض وسائل الإعلام اليوم، ونحن جميعا نتابعها، وكلام الرئيس في هذا التوقيت يحمل مؤشرات أنه يتابع ما يحدث ولديه أيضا ملاحظات وتحفظات عليه».
وتابع: «أن الإنتقاد يعني تقييما للأداء والسلوك، وما يتحقق من الأهداف المقصودة وما لا يتحقق، ولكن هنا الإنتقاد لا يعد صحيحا إذا وجه للسيسي لمجرد جلسته مع أحد المستثمرين، فالإعلام هنا لابد أن يفكر بشكل مختلف عن فكرة انتقاد الأشياء الصغيرة».
وأضاف علم الدين: «أن عتاب السيسي لا يعد نوعا من التضييق على حرية الرأي اطلاقا، ولا بداية لحملة ضد الصحافيين نهائيا، ولكن هذا يعد فقط هجوما رقيقا وعتابا ناعما جدا من الرئيس للإعلاميين على بعض السلبيات في الأداء الإعلامي، لأنه في نهاية حديثه قال «هشتكيكوا للشعب»، فهذا يحمل الإعلام المسؤولية أمام الرأي العام، ولابد من فهم هذه الرسالة جيدا، كما أن الرئيس السيسي عفيف اللسان لا يتجاوز في حق أحد».
وعلق الكاتب الصحافي صلاح عيسى، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة قائلا «إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسالة عتاب للإعلاميين، نتيجة لأن بعض ما ينشر من الممكن أن يؤثر سلبا على الروح المعنوية للشعب وللمشاركين فى الحملة ضد الإرهاب».
وأوضح «أن الرئيس حرص على أن يؤدي هذا النوع من الخطابات للإعلاميين من الحين للآخر، لافتا إلى أنه آن الأوان لوضع هذه الخطابات محل اعتبارات الإعلاميين، مشيرا إلى أن القواعد العامة لمواثيق الشرف الإعلامي موجودة، لكنه لا يوجد أي شكل من أشكال الالتزام بها والمحاسبة، مشددا على أنه لابد أن يكون لكل وسيلة إعلامية مدونة سلوك أخلاقي لما يقال وينشر».
في غضون ذلك، أثار هجوم السيسي الموجه للإعلاميين جدلا بين عدد من نشطاء موقعي التواصل الإجتماعي «تويتر» و«فيسبوك»، فدشن بعض نشطاء موقع «تويتر» هاشتاغا يحمل اسم «حديث الرئيس»، وذلك عقب كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي للشعب المصري خلال خطابه الشهري، فعلق الكاتب الصحافي علاء الأسواني، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يغضب بمجرد أن يقوم الإعلاميون بنقده، ولكنه لا يغضب عند قيام الإعلاميين بتوجيه النقد والإهانة للمعارضين له، لافتا إلى أنه يرى حرية الإعلام تساوي حرية المديح له فقط.
وأضاف فى تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «السيسي يغضب عندما يوجه له الإعلام أقل نقد لكنه لا ينزعج عندما يشتم هذا الإعلام المعارضين له ويخونهم، حرية الإعلام عند السيسي تساوي حرية المديح».
وعلق الكاتب الصحافي مصطفى بكري على هجوم الرئيس عبد الفتاح السيسي للإعلاميين، قائلاً: «اناشد الحكومة بإصدار قانون للتشريعات الإعلامية قبل انعقاد البرلمان». وأكد بكري: «لا النفاق مطلوب ولا تحميل الدولة مسؤولية أمور ليست من مسؤوليتها ولا افتعال صدمات داخل المجتمع غير مطلوبة، لأننا الآن في مرحلة بناء ولسنا في مرحلة صراع مجتمعي».
وأضاف موجهاً كلامه للإعلاميين: «هذا الرئيس لا يريد لأحد أن ينافقه ولا يريد لأحد أن يحمله اكثر مما يحتمل، ولا يريد أن تكون الامور مستباحة ونحول دولتنا لساحة للعراك والصراع».
وقال الإعلامي «عمرو أديب»: «إحنا مش بنخاف ولازم الرئيس يعرف إن الإعلاميين واجهوا صعابا كتيرة معاه وكان ليهم صوت وتأثير».
في حين انتقد الإعلامي «يوسف الحسيني»، هجوم الرئيس عبد الفتاح السيسي على بعض جمل الإعلاميين، قائلا: «السيسي انتقد الإعلام لكنه لم ينتقد إعلام التسريب والفضائح وإعلام انتهاك الحياة الخاصة، في إشارة منه للإعلامي «عبد الرحيم علي» الشهير بالتسريبات والإعلامية «ريهام سعيد» عقب انتهاكها صورا خاصة بفتاة المول وعرضها خلال برنامجها».
وأشار خلال تقديم برنامجه «السادة المحترمون»، الذي يذاع على قناة «أون تي في»، إلى أن الرئيس السيسي كان من الممكن أن يعلق على الوضع الإعلامي ككل، دون التطرق إلى جمل بعينها، مؤكدا أن الرئيس السيسي لم يعلق اليوم على إعلام التسريبات والفضائح، وهذا ينقل صورة خاطئة، في كونه راضيا عن هذا النوع من الإعلام».
وعلق «محمود مصطفى»: «إن كان عليا عاوز الإعلام يقدم للناس قيم، كلمتين كأنهم شاكوشين على دماغ كل إعلامي فاشل»، ومازح «إبراهيم حسني» قائلا : «فاكرين مرسي وهو في أحد خطاباته أما قال أمد إيدي هنا ألاقي تعابين أمد إيدي هنا ألاقي عقارب».
التعليقات