&&ماراثون بيروت يقلع «عكس السير»... ورادكليف «أيقونة الأمل»

&ديع عبدالنور


متحررة من قيود مواعيد التدريب ودقة برامج الغذاء وخطط المنافسات، حلّت العداءة البريطانية بولا رادكليف ضيفة شرف على ماراثون بيروت الدولي، الذي تُنظّم غداً نسخته الـ13 بمشاركة 37811 عداءة وعداء من 84 جنسية.
فالسباق الذي يحمل التصنيف الفضي، اعتاد أن يقلع سنوياً «عكس سير» الأحوال الأمنية والاقتصادية وتحدياتها، فضلاً عن أزمة النفايات المتفاقمة، وأضحى محطة تفاؤل وتأكيد المثابرة.


ورادكليف قاهرة مرض الربو وحاملة الرقم القياسي العالمي (2,15,25 ساعة) التي اعتزلت في نيسان (أبريل) الماضي، بدت منذ وصولها إلى بيروت منشرحة ومتأثرة بالحفاوة والإحاطة الرسمية والشعبية، وأعربت عن سرورها بأن تكون ناقلة رسالة المحبة والسلام، «من المعاني التي يجسّدها سباق الجري»، ولخّصت في لقاء مفتوح نظّم في الجامعة اللبنانية – الأميركية، فلسفتها المنبثقة من تجربتها الذهبية، إذ اعتبرت في «شهادة حياة» أن خوضها السباقات أسعدها منذ صغرها، ولم تأبه بالشهرة يوماً، بل استمدت من المنافسة مغزى التواضع والمثابرة وكسر الحواجز والتعاون والصبر والجرأة على المواجهة.


سألت «الحياة» أيقونة الماراثونات، أو «العداءة المليئة بالأمل» كما يُطلق عليها في بريطانيا، عما إذا كانت تبدّل رقمها العالمي بميدالية أولمبية استعصى عليها الفوز بها، لو عاد بها الزمن إلى الوراء، فردّت بأنها لا تفعل ذلك أبداً، لأنها بذلت في الحالتين قصارى جهدها، وهذا ما يجعلها سعيدة تتمتع بسلام داخلي، لأن «رياضة الجري إيجابية تعزّز روح المنافسة، وهناك شعور رائع يساورنا لحظة اجتيازنا خط النهاية».
رادكليف «المناضلة» في حملات محاربة المنشطات، اعتبرت التحقيق الذي يخضع له الرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى السنغالي لامين دياك بتهم فساد في هذه المسألة، خطوة مهمة وستساعد في ما «ندعو إليه وسعينا الدائم إلى رياضة نظيفة توفر حقوقاً وفرصاً متساوية للجميع». وجددت دعمها لرئيس الاتحاد الحالي مواطنها لورد سيباستيان كو «لأنه تبنّى مطالبنا وهو الرجل المناسب في المكان المناسب».
ارتدت رادكليف (41 سنة) قميصاً حملت عبارة «اركض ولا تتوارى»، أي «كن صريحاً وجاهر بآرائك»، إذ «لا يمكن إخفاء الحقيقة طويلاً»، وأعربت عن حماستها للمساهمة في الترويج للسباقات، خصوصاً أن عشرات الآلاف يشاركون فيها فـ «هي وسيلة للمّ الشمل»، و «لأنني أريد إحداث الفارق في بلد يحتاج إلى هذا التغيير، واكتشاف ثقافات جديدة».


رادكليف التي زارت مع وفد من جمعية «بيروت ماراثون» برئاسة مي الخليل رئيس الوزراء تمام سلام، شاركت أيضاً في ندوة «موف فور غود» في جامعة بيروت العربية، التي تُبرز قصص أشخاص استغلوا الرياضة كأداة لحياة رفاهية لأسرهم ومجتمعاتهم المحلية.
وتلتقي اليوم برفقة زوجها غاري لو وصغيريها ايسلا ورافاييل أطفال عائلات لاجئين سوريين في «ثانوية عمر الزعني» – الطريق الجديدة، وقد جلبت لهم أغراضاً إلى «أشياء جمعها لهم ايسلا ورافاييل»، لافتة إلى ضرورة إيلاء هؤلاء الدعم الكامل، ومعاناتهم الكبيرة دفعت بهم إلى ركوب الأمواج ومكابدة الأخطار لبلوغ بلدان أوروبية، وما نقدمه قليل».


كما ستزور رادكليف مدافن الجنود البريطانيين في لبنان، وتشارك عدائين تدريبهم الصباحي اليوم. وتنُظّم لها جولة في أسواق بيروت توقّع خلالها على قمصان تحمل صورتها، على أن تعطي صباح غد إشارة انطلاق سباق الـ42,195 كيلومتر، وتلقت دعوة من جمعية «الحق بالحركة» الفلسطينية المشارك أفراد منها في السباق، لزيارة مدينة بيت - لحم لمناسبة ماراثونها.