&مريد صبحى

&
إعلان السلطات الروسية من جانب واحد عن أسباب سقوط طائرتها فوق صحراء سيناء، لم يكن مفاجئا بل كان متوقعا ، خاصة وأن هناك بعض الخطوات التي اتخذتها روسيا تدريجيا قبل هذا الاعلان ، ومنها تعليق رحلاتها الجوية الي مصر ثم أعقبها الامتناع عن استقبال رحلات مصر للطيران بمطاراتها ، فقد كانت السلطات الروسية تسابق الزمن للتوصل الي أسباب سقوط الطائرة ، لاحتواء غضب الرأي العام هناك خاصة عائلات الضحايا ، فضلا عن الربط بين حادث الطائرة والموقف الروسي من الازمة السورية المعقدة ، فكان لابد أن نتوقع مثل هذا الاعلان، ونتحسب له ليس للهرب من مسئولياتنا ، لكن لادارة أزمة فرضت علينا ، وتحاول أطراف كثيرة خارجية وداخلية أستغلالها سياسيا للنيل من مصر وشعبها الصامد في وجه المؤامرات منذ ثورة - 25 يناير- ، خاصة وأن الأزمة لاحت في الأفق بعد تقارير مخابرتية من لندن وواشنطن تشير الي أن الطائرة الروسية سقطت بفعل عمل ارهابي.

وكان وراء هذه المعلومات الموساد الاسرئيلي وفقا لتاكيدات مسئولين في بريطانيا وامريكا ، أي ان المخابرات الاسرئيلية كما ذكرت وسائل أعلام في تل ابيب رصدت مكالمات لعناصر ارهابية من تنظيم داعش، تتضمن وقوفهم وراء هذه العمل الاجرامي ، ولكن لم تكشف لنا هذه التقارير عن زمن رصد هذه المكالمات ، هل كان قبل وقوع الحادث أم بعده، ولماذا سلمتها اسرائيل الي المخابرات الامريكية والبريطانية تحديدا ؟،علما بان أسرائيل هي الرابح الأكبر من جرائم داعش الأرهابية ، والتي بادرت بتقديم المساعدة للسلطات الفرنسية بعد تفجيرات 13 نوفمبر الدامية في باريس ، وقدمت معلومات مهمة كشفت عن المتورطين في الاحداث ، مما ساعد السلطات الفرنسية في سرعة تحديد شخصيات الارهابيين، ولم يكن ذلك مصادفة بل من متابعات الموساد الاسرائيلي لعناصر التنظيم بسوريا والعراق ، بل ربما اختراق اسرائيلي لتنظيم " الدولة " ورصد اتصالات قادته ، وربما ايضا وجود علاقات مخابراتية مع بعض عناصر التنظيم لمنح أسرائيل الآمان مقابل السلاح ، وهو ما يفسر لنا عدم أقتراب داعش من أى هدف أسرائيلي واحد حتي لو كان خارج الدولة العبرية ؛ وهو ترجيح قائم وبقوة ، كل ذلك قاد الي ترجيح تفجير الطائرة بفعل قنبلة يدوية ، ولكن يظل ذلك في أطار المعلومات المخابراتية ، وليس نتيجة تحقيق اللجنة الرسمية التي تشارك فيها روسيا، ولكن علينا أن نتذكرأن التحقيق في سقوط طائرة – بان أمريكان – بعد تفجيرها بعبوة ناسفة فوق قرية لوكربي باسكتلندا في ديسمبر - 1988- ومصرع 270 راكبا معظمهم من البريطانيين والامريكيين ، استغرق ثلاث سنوات كاملة .