&محمد صالح صدقيان- عاطف قدادرة


كشف مصدر ديبلوماسي في وزارة الخارجية الجزائرية، أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة طرح على مبعوث خاص لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعلى نائب الرئيس الإيراني مبادرة تقضي بمفاوضات مباشرة بين الرياض وطهران لتسوية النزاعات في سورية واليمن والعراق.


وفي خطوة تعدُّ تحوُّلاً في المواقف الإيرانية، أكدت طهران أمس دعمها التحالف الإسلامي الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية لمكافحة الإرهاب، لكنها اشترطت «أن تسبقه خطوات أساسية».
وفيما وافقت الخارجية الإيرانية على ترشيح المملكة علي بن حسن بن جعفر سفيراً في طهران، نقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطق باسم الوزارة جابر أنصاري قوله في إيجازه الأسبوعي، إن هناك «جهوداً ديبلوماسية جارية بين إيران والسعودية لإعداد الأرضية لحوار مباشر، من أجل تسوية الخلافات والقضايا الإقليمية».
وزاد أن لدى الجمهورية الإسلامية في إيران سياسة ثابتة في شأن آلية مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى «الضريبة الكبيرة التي دفعها المجتمع الدولي خلال العقد الأخير بسبب الإرهاب... والإيرانيون تحملوا القسط الأوفر منها».


وأوضح أن إيران، و «استناداً إلى هذه السياسة الثابتة، ترحِّب بأي جهد لمواجهة الإرهاب»، لافتاً إلی ضرورة اتخاذ «بعض الخطوات الأساسية» لتفعيل هذه الجهود.
وشدد على أهمية الكيل بمكيال واحد، ومراعاة «سيادة الدول التي تعاني من خطر الإارهاب»... وإذا تم الالتزام بهذه الأطر، فإن الجمهورية الإسلامية مستعدة للدخول في أي جهد لمواجهة الإرهاب».
ويعتبر هذا الموقف الإيراني الأول من نوعه في شأن التحالف الإسلامي الذي أعلنته السعودية وضم 37 دولة، ليست بينها إيران والعراق وسورية وعمان.
مصادر ديبلوماسية في طهران قالت إن موافقة وزارة الخارجية الإيرانية السريعة علی ترشيح السفير السعودي الجديد الذي سيباشر مهماته خلال أيام، تعكس الأهمية التي توليها طهران للعلاقات مع المملكة في الظروف الراهنة.


وذكر أنصاري، رداً على سؤال صحافي، أن من المهم «استيعاب المملكة العربية السعودية الواقع الذي تشهده المنطقة، وإمكان تفعيل التعاون الإيراني- السعودي في هذا المجال». واعتبر موافقة طهران السريعة علی ترشيح السفير السعودي «خطوة علی صعيد تعزيز العلاقات بين البلدين».


في غضون ذلك، قال مصدر ديبلوماسي جزائري إن بلاده عرضت على السعودية وإيران، التفاوض المباشر حول النزاعات في سورية والعراق واليمن، من أجل إعادة الاستقرار إلى المنطقة العربية.
وذكر مصدر في الخارجية الجزائرية أن «الرئيس بوتفليقة قدّم المبادرة الى النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري، الذي زار الجزائر الأربعاء والخميس الماضيين، في حين تم إبلاغ المبادرة إلى مبعوث خاص لخادم الحرمين الشريفين زار الجزائر الأسبوع الماضي، والتقى وزير الخارجية وبوتفليقة».
وأشار المصدر الديبلوماسي الى أن «المبادرة الجزائرية تتضمن دعوة البلدين الى التفاوض المباشر للمساهمة في تسوية النزاعات المسلّحة في المنطقة العربية، من خلال استغلال علاقات كل بلد ونفوذه للتهدئة وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.