الياس الديري
&على أثر هزيمة حزيران 1967، أو ما سمِّي في حينه "النكسة"، دعت الجامعة العربيَّة الى قمَّة طارئة انعقدت في العاصمة السودانية الخرطوم.
وبعد مصالحات ومصافحات على مستوى الرؤساء والملوك اتخذ القادة العرب في تلك "القمة التاريخيَّة"، وفق ما قيل فيها وعنها، قرار اللاءات الثلاث التي وردت في البيان الختامي على النحو الآتي: لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف باسرائيل، لا مفاوضات مع إسرائيل.
وللذكرى والتاريخ نسجِّل هنا أن "القمة التاريخيَّة" قرَّرت أيضاً "إنهاء المقاطعة" العربيَّة لدول الغرب بصورة خاصة وعامة... تلك المقاطعة التي لا تزال بقايا ذيولها تتفاعل حتى الساعة على صعيد بلدان عربيَّة عدة، فضلاً عن الهبوط المتمادي لسعر النفط بكل أنواعه وأسمائه.
موضوعنا الأساسي لا علاقة له بكل هذه الديباجة التي شئنا أن نستند إليها من زاوية في منتهى البساطة وهي باختصار اللاءات الثلاث، التي سنعتمدها في كلامنا عن الفراغ الرئاسي طولاً وعَرضاً.
ثمة لاءات ثلاث أخرى تُقال في بعض الأشخاص، في بعض الناس، من سياسيّين وقياديين وما الى ذلك، الذين يتعمَّدون تعطيل بعض القرارات، أو المساعي، أو المحاولات التي تتوخى بدورها مصلحة البلد وأهله.
وليس من الضروري تكرارها بحرفيّتها، باعتبار أن الجميع يحفظونها عن ظهر قلب... وخصوصاً إذا كان الحديث يدور حول الاستحقاق الرئاسي، والتعطيل والشلل واليأس وخراب البيوت.
مثلاً: فلان الفلاني لا بيعمل كذا، ولا مَذَا، ولا بيحيّد من درب القادرين على الكذَا والمذَا معاً.
البلد في هذه الفترة، وخلال الفترات السابقة، يواجه حالة قريبة بلاءاتها من اللاءات الثلاث الواردة في الحالتين السابقتين.
فثمة شخوص يصرون على "التسلّح" بـ"لا" النافية ولا الناهية ولا الرافضة، بالنسبة الى مبادرات في صدد انتخاب رئيس للجمهوريَّة بعد صبر وانتظار سيذهبان مثلاً في كتب التاريخ والجغرافيا والشعوب: لا للمبادرات، لا للمحاولات بكل عناوينها، لا أحد سوى شخصي... وما لم يعد في حاجة الى مزيد من شرح يطول.
ذهبنا الى نصف قرن من التطورات والأحداث لنستعير من حدث لاءاته الثلاث، كونها تنطبق على الوضع اللبناني الأكثر من سيّئ. ولكي تكون لنا في فترة الأعياد عبرة، فلعلّ وعسى.
&
لم نخض، كالعادة، في حيثيات الفراغ الرئاسي تجنّباً لمزيد من الضجر، وابتعاداً عن ينابيع اليأس المتفجّرة بغزارة.
التعليقات