راجح الخوري

&لا تكشف طهران عن جديد عندما تتحدث عن جهود ديبلوماسية تبذل لتوفير أجواء تساعد في الإعداد لأرضية تسمح بقيام حوار مباشر بينها وبين السعودية، بهدف تسوية الخلافات الكثيرة بين الجانبين، إضافة الى العمل على حل التناقض بينهما في عدد كبير من القضايا الإقليمية.

&

قبل ايام قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري إن الجهود المشار اليها تهدف الى تسهيل إنطلاق حوار بين الطرفين اللذين يختلفان في كثير من القضايا، وهو ما لا يحتاج الى إثبات وخصوصاً عندما يتحدث المسؤولون الإيرانيرن عن سيطرتهم على أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت، لكأن المنطقة الممتدة من مشهد في شمال شرق ايران الى الصرفند في جنوب غرب لبنان باتت من أعمالهم!

يقول أنصاري إن الجهود والإجراءات ناشطة فعلاً لإطلاق حوار بين الجانبين "وان طهران بناء على سياستها الثابتة في شأن جيرانها وفي ما يتعلّق بالدول الإسلامية، جاهزة لإرساء فصل جديد في العلاقات ولتأسيس مسار يساعد على حلّ ازمات المنطقة، بحيث ينعكس هذا ايجاباً على ايران ودول العالم الإسلامي".

ربما تلاقى هذا الكلام مع مؤشّر إيجابي هو ان سفيراً سعودياً جديداً سيتسلم مهماته قريباً في ايران، لكن ذلك لا يمنع من طرح سؤال دقيق تعقيباً على كلام أنصاري، إذ كيف يمكن الحديث عن تأسيس مسار جديد للعلاقات على رغم إشارته الى ثبات السياسة الإيرانية في الإقليم وقياساً بما يجري تحديداً في سوريا والعراق واليمن لبنان؟

وكيف يمكن تحسين هذه العلاقات عندما يتعمّد القائد العام للحرس الثوري محمد علي جعفري ان يقول في ١٢ كانون الأول الجاري وتحديداً من مدينة الأهواز العربية: "يجب إلغاء الحدود بين كل من العراق وسوريا ولبنان باعتبار انها تمثل محور المقاومة"، ثم يقول إن تدخل ايران العسكري في سوريا هو للدفاع عن حدود ايران التي تبعد آلاف الكيلومترات عن سوريا؟

لا يشك أحد في أهمية قيام حوار صادق وحقيقي بين السعودية وايران، وفي ما سيكون له من انعكاس مهم على المستوى الإقليمي، وليس سراً ان أمير الكويت الشيخ صباح بذل جهوداً مخلصة وعميقة في هذا الإتجاه، وان جيران الطرفين في عُمان يبذلون جهوداً في هذا السبيل، ولا ينسى أحد كيف تعمّد الملك عبدالله بن عبد العزيز الإمساك بيد محمود أحمدي نجاد وسار معه في الرياض في لفتة متعَمدة تدل على رغبة سعودية مخلصة في تحسين العلاقات بين البلدين.

ولكن عندما تتحدث طهران عن تحسين العلاقات مع الرياض، يفترض ألاّ تتصرف على أنها باتت محور الإقليم وألا تتصور أنه يمكنها ان تنقضّ على السعودية عبر اليمن الذي أطلق "عاصفة حزم" لن تتوقف في صنعاء.