&الأردن بعد إعدام الياباني وإخفاق المقايضة بالريشاوي: المزاج الشعبي والرسمي يتوقع « الأسوأ» والأعصاب مشددودة.. و «داعش» تتكتم في مسألة الكساسبة

بسام البدارين

&

&

&

&
&أنهى إعدام تنظيم الدولة الإسلامية للرهينة الياباني المساحات المشتركة مع الأردن بالرغم من التكتم الشديد على وضع ومصير الطيار الأسير الملازم معاذ الكساسبة الذي يشغل ملفه جميع الأردنيين وبدون استثناء على مدار الأسبوع الماضي.
السلطات الأردنية طلبت دليلا ملموسا على أن طيارها الأسير على قيد الحياة حتى تناقش مبادلة الأسير الياباني بالسجينة ساجدة الريشاوي وفقا لما طالبت به «داعش» وهذا الطلب نجح في احتواء الربط بين اليابانيين والجانب الأردني وإن كان الإعدام رسالة إضافية يعتقد أن هدفها تخويف الأردنيين الذين لا يملكون دليلا على وضع أسيرهم الطيار الشاب.


المعلومات في السياق ترجح أن الأسير الياباني كان بقبضة مجموعة متشددة من تنظيم الدولة ولم يكن بحوزة الجهة المركزية صاحبة القرار، وبالتالي منحت قيادة داعش مهلة لإدارة المفاوضات على أمل استبدال الياباني بالريشاوي وهو ما أفشلته الحكومة الأردنية بمهارة بعد طرحه بدون ضمانات من أي نوع في الوقت الذي يحسم فيه إعدام الياباني المساحات المشتبكة مع الأردن ويبقي قضية الأسير الكساسبة على وضعها المريب.
تحليل مستوى المتابعة الأردني التقييمي يتحدث مجددا عن أجنحة وصراعات في بنية وعمق بنية تنظيم «داعش»، الأمرالذي يفسر تناقش التصريحات والمهل الزمنية وتعدد وتناقش المطالب ما بين الفدية المالية إلى الإفراج عن الريشاوي.
والتحليل نفسه يتحدث عن تعدد مرجعيات داخل الدولة الإسلامية مع تناقض مصالح، خصوصا ان الاهتمام بالإفراج عن الريشاوي تحديدا قد يكون مرده العنصر العراقي العشائري في بنية تنظيم «داعش».
الريشاوي ليست عنصرا فاعلا في تنظيم «داعش» أصلا وأغلب الظن أنها إمرأة ساذجة استغلها أبو مصعب الزرقاوي وأقاربها في محافظة الإنبار كانوا دوما يطالبون الأردن بتسليمها والإفراج عنها بعدما أخفقت في تنفيذ التفجير المطلوب منها.
الأهم سياسيا على الأقل ان مساحة الرهائن المشتركة بين الأردن واليابان بالسياق لم تعد قائمة وان مناورة «داعش» في إحراج الأردن واستبدال الريشاوي بالياباني، بدون ضمانات من أي نوع تتعلق بالكساسبة تم إخراجها عن السياق، وأن هذه المناورات أفسدت تماما ما تبقى من سمعة داعش، في أوساط المجتمع الأردني، وأحرجت التيار السلفي الجهادي المحلي وعززت بالنتيجة المسوغ الذي يعتبر الحرب على «داعش» هي حرب الأردنيين وهو أمر ستزيد مساحته أضعاف الأضعاف إذا ما أقدمت «داعش» على المساس بالطيار الأسير.
فوضى «داعش» وما تفعله توسعت في الساحة الأردنية طوال الأسبوع الماضي وعائلة الكساسبة رفضت من حيث المبدأ، وبصورة علنية، القبول بأي تفعيلات بقصة أبنها الأسير خارج سياق القوات المسلحة الأردنية ودوائر القرار في عمان تتهيأ لأسوأ السيناريوهات ولمواجهة ستصبح مفتوحة مع تنظيم الدولة، ولا تقتصر على المساهمة في التحالف وعملياته الجوية إذا حصل أي مساس بالأسير الكساسبة.
حتى المزاج الشعبي الأردني دخل على خط توقعات الأسوأ وتهيئة الرأي العام لأي احتمال بعدما أظهرت «داعش» صلابة أقل في الالتزام بالعهود، وبدأت تتصرف بطريقة لا يفهمها الأردنيون ولا يمكنهم تقديرها خصوصا وهي تفرض تكتما شديدا على ملف الأسير الكساسبة.


الوضع لا زال معقدا في الأردن والحكومة أفلتت بمنجز في إدارة أزمة الربط بالرهينة الياباني والخيارات تضيق أكثر خصوصا مع عدم توفر معلومات عن مصير الطيار والأردن أبلغ غرف عمليات التحالف بصورة غير مباشرة بأن تهديد حياة الطيار سيعني مستجدات تدفع عمان للتصرف وحدها في الرد. وهي رسالة يعتقد على نطاق واسع بأنها أوصلت لبعض الوسطاء الذين يحتفظون بصلة بقيادة «داعش» خصوصا وان بقاء الأمور على ما هي عليه يضغط بشدة على الأعصاب الحيوية للمؤسسات السيادية الأردنية.

&