&شيعت الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق في بعلبك والجنوب أمس، الضحايا اللبنانيين الستة الذين سقطوا نتيجة التفجير الذي استهدف زوار الأماكن المقدسة الشيعية في دمشق أول من أمس، وتبنّته «جبهة النصرة» بحجة «الرد على اعتداءات حزب إيران»، فيما لقي هذا التفجير مزيداً من الاستنكار من القيادات اللبنانية، وأبرزها أمس مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، الذي اعتبره «عملاً لاأخلاقياً ولادينياً ولاإنسانياً». وكان الزوار سقطوا في تفجير حافلة تقل 52 راكباً من اللبنانيين وغير اللبنانيين أثناء زيارتهم مقام السيدة رقية في العاصمة السورية في إطار «حملة عشاق الحسين» التي تنظم هذه الرحلات مرة كل أسبوع. ورجّحت المعلومات عن التحقيق أن يكون انتحاري نفذ العملية بمتفجرة زنتها زهاء 5 كلغ، وليس بزرع عبوة في مقدمة الحافلة. وبقي اثنان من الجرحى في مستشفيات دمشق للمعالجة نظراً إلى حراجة إصابتهما.

وتقدم مشيعي الضحايا قادة من «حزب الله»، فيما استنكر التفجير أمس أيضاً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، حزب الكتائب، الأمانة العامة لقوى 14 آذار، والعديد من النواب والشخصيات، بعد أن كان دانه أول من أمس رئيس الحكومة تمام سلام و «حزب الله» ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة وعدد من رموز التيار.

ويترقب الوسط السياسي اليوم ما ستؤول إليه الجولة الخامسة من الحوار بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، والتي ستخضع لامتحان بعد الانتقادات التي وجهها قادة الأخير لخطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وإسقاطه قواعد الاشتباك مع إسرائيل بعد عملية مزارع شبعا ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي، وإعلانه أن جبهات المواجهة مع إسرائيل (الجولان والجنوب) باتت واحدة.

ويفترض أن تتناول جلسة الحوار برعاية رئيس البرلمان نبيه بري هذا الموضوع الخلافي، في ظل المستجدات التي انعكست على لبنان، على رغم أن موضوعات المقاومة وسلاح «حزب الله» وتدخله في الحرب السورية كانت استُبعدت من نقاط الحوار بين الفريقين.

وفي ظل تأكيد مصادر الفريقين أن هذا الخلاف لا يعني وقف الحوار، كان للسفير السعودي في بيروت علي بن عواض عسيري موقف أمس أكد فيه أن «دعوات قادة المملكة العربية السعودية اللبنانيين إلى الحوار هي تعبير عن مدى حرصهم على لبنان، وهو أمانة في أعناقكم...» متوجهاً الى اللبنانيين.

وجاء كلام السفير عسيري في مقال تنشره «الحياة» اليوم تناول فيه العلاقات بين المملكة ولبنان، مشدداً على اتخاذها البعد الإنساني، مشيراً الى أن ميزاتها الأساسية «الصراحة والشفافية والصدق... وقدر العلاقات أن تستمر في الترسّخ والتعمق ضمن مسار طبيعي لا يوقفه أي عائق».

وترأس وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس اجتماعاً أمنياً أعطى خلاله توجيهاته الى القادة الأمنيين والمحافظين بضرورة «إزالة كل الشعارات السياسية والدينية، فضلاً عن اللوحات المخالفة على طول الخط الساحلي من صيدا حتى طرابلس ضمناً، إيذاناً ببدء إزالة كل الشعارات واللافتات والصور من المناطق كافة»، وهذا الموضوع بند أساسي على جدول الحوار الثنائي بين «المستقبل» و «حزب الله»، بهدف إزالة أسباب الاحتقان المذهبي والسياسي.

ومساء أمس، التقى قائد قوات الأمم المتحدة في الجنوب اللواء لوتشيانو بورتولانو الرئيس سلام، ورحب بتأكيد الأخير التزام الحكومة القرار الدولي الرقم 1701، وقال: «عبّرت له عن قلقي من الحوادث الأخيرة في منطقة عمليات «يونيفيل» التي أدت الى وفاة جندي إسباني وزيادة التوتر في المنطقة». وأضاف بورتولانو مشيراً إلى عملية مزارع شبعا والقصف الإسرائيلي إثرها، أن هناك حاجة ملحة لمنع مزيد من تصعيد الوضع الذي يمكن أن يقوض السلام، وهذه الأعمال تلحق الأذى بجنود حفظ السلام وتعرض للخطر سلامة السكان وأمن الجنوب. وقال إن التحقيقات جارية في الأحداث على جانبي الخط الأزرق.

&