&&محمد صالح المسفر

&سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، رجل المهمات الصعبة، إنه مثقل بالمهام الصعبة فهو وزير للداخلية في المملكة العربية السعودية، وما أصعب تلك المهمة، وهو ولي ولي العهد أي الرجل الثالث في هرم السلطة السعودية، وهو رئيس مجلس الشؤون الأمنية والسياسية. بالأمس حل سموه ضيفا على أخيه صاحب السمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إنه ضيف عمل لا ضيف راحة واستجمام. إنها الزيارة الأولى لسمو الأمير محمد بن نايف إلى خارج المملكة بعد توليه مناصبه الرفيعة وحتما وصل إلى الدوحة لتبادل الرأي فيما يجري على الساحة العربية والعلاقة بين الدولتين السعودية والقطرية فيما يعود بالخير على الدولتين شعبا وحكومة.
(1)
زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف أتت عشية زيارة الرئيس العراقي الدكتور فؤاد معصوم للدوحة، وقبل أن يتوصل الحوار الوطني في صنعاء إلى اتفاق فيما بينهم بشأن مستقبل العمل السياسي في اليمن، وتأتي زيارة الأمير محمد بن نايف بعد أن أحكم الحوثيون سلطتهم على مدن يمنية كبرى بما فيها العاصمة صنعاء واحتجاز رئيس الجمهورية وغيره من القيادات اليمنية، تأتي هذه الزيارة في أجواء التصعيد العسكري ضد "الدولة الإسلامية داعش والاستعدادات العسكرية لاجتياح الموصل عاصمة شمال العراق لتحريرها من قبضة داعش، هذه الزيارة للأمير محمد بن نايف للدوحة تأتي في أجواء التسريبات المصرية التي تناولت بالاحتقار والتحقير دول الخليج العربي وبعض قياداتها فماذا يحمل سمو الأمير محمد بن نايف في حقائبه؟
(2)
لا شك أن الملف العراقي سيكون حاضرا في محادثات أميرنا الشيخ تميم والأمير محمد بن نايف، لأن ذلك الملف مملوء بالمواضيع المهمة والحساسة منها على سبيل المثال ما يتعرض له أهل السنة والجماعة في العراق الشقيق من قتل وتدمير واختطاف وغير ذلك من المحرمات على أيدي "ميليشيات الحشد الشعبي الشيعي "تهميش أهل السنة والجماعة وحرمانهم من حقوق المواطنة تحت ذرائع مختلفة ومتعددة منها أنهم بعثيون سابقون والحق أن معظم القيادات الشيعية الماسكة بزمام السلطة اليوم في بغداد كانوا هم بعثيين وفي مناصب متقدمة، والسؤال هل كان انضمامهم لصفوف الحزب قبل حله "تقية" مارسوها أم أنه لا ولاء لهم لا للوطن ولا للعقيدة الحزبية غير الطائفية. إن هذا النمط من الخلق ليس جديرا أن يكون مواطنا دعك أن يكون مسئولا في أي حكومة كانت. النفوذ الإيراني المتغلغل في كل مفاصل الدولة العراقية هل سيكون من بين المواضيع التي سينظر فيها سمو الأمير تميم أمير دولة قطر وسمو الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد السعودي وزير الداخلية.
(3)
ملف اليمن بالضرورة سيكون حاضرا لأن الحال في اليمن يعيش أسوأ وأخطر حالاته، فئة تملك السلاح والمال سطت على الدولة في وضح النهار احتلت العاصمة صنعاء ومدنا يمنية كبيرة إلى جانب مؤسسات الدولة بما في ذلك البنك المركزي الذي يحتوي على احتياطي الدولة المالي، والأمن منفلت، إيران كما تقول المعلومات المتوفرة إن لها اليد الطولى في تسيير الأوضاع في اليمن، وإذا صح ذلك القول فإن أمن دول مجلس التعاون في خطر محدق بها من كل الجهات. أريد أن يفهم الناس أن دولة قطر كان لها موقف متميز من المبادرة الخليجية. كانت قطر تنظر لتلك المبادرة أنها غير مكتملة الشروط الموضوعية ولم يؤخذ برأيها في ذلك الوقت، اليوم نقول إن تلك المبادرة قد تجاوزتها الأحداث ولا بد من عدم التمسك بها وإيجاد وسيلة أخرى لعودة اليمن إلى حياته الطبيعية أو التقسيم وعودة دولة الجنوب إلى الحياة.
إنني أنبه قادة مجلس التعاون إلى خطورة القبول بمنهج المحاصصة السياسية في اليمن، أنه مرض سرطاني إذا حل بدولة ما فإنه سيفتك بها ويمزقها والنماذج بين أيدينا، لبنان لا يستطيع أن ينتخب رئيس الجمهورية لأن النظام اللبناني بني بنية طائفية تتوزع المناصب بين الأقوياء والشعب هو الضحية والمثال الآخر العراق فهل استقر منذ احتلاله عام 2003 وحتى اليوم فاحذروا القبول بالمحاصصة في اليمن أخشى أن تلحق بنا عدوى المحاصصة والفدرلة.
(4)
لا جدال أن الملف المصري وتسريباته اللا أخلاقية بين يدي القيادتين القطرية والسعودية في محادثاتهما في الدوحة. ثرثرة السيسي ومدير مكتبه وأركان حربه لا يجوز أن تمر بسهولة فهو تطاول على أنظمة الخليج وقدم اعتذاره عنها هاتفيا مع البعض وفي يقيني أن ذلك الاعتذار غير مجد لأن الكلمة طارت وأصبحت على كل لسان وفي كل موقع إلكتروني وأهل الخليج أعزة كرام لا يقبلون الإهانة. أما ما يخص قطر في تلك الثرثرة فهي مست شعبا ودولة وقيادات مرموقة سميت بأسمائها ولا يمكن أن يطلب منا دائما غض الطرف والآخر يتمادى في غيه، مصر عزيزة علينا جميعا وشعبها شعب عظيم لكنه يستحق قيادة في مستوى عظمة الشعب. وفي حكم العرب أقوال منها "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"، قيل كيف ننصر الظالم؟ قال رده عن ظلمه.
آخر الدعاء: "ربنا أرنا في الظالمين البغاة الحاقدين الحاسدين عجائب قدرتك فإنهم لا يعجزونك".
&