&الياس الديري
&
خطاب الرئيس سعد الحريري في "البيال"، كان خطاب لبنان في هذه المرحلة الخطيرة، وتوجه به الى كل اللبنانيّين بمن فيهم "حزب الله" وجماهيره.
لم يكن جوهر الخطاب وجوهر الكلام النيل من هذا الفريق أو تلك الخطوة، بقدر ما تطلَّع الى السبل التي يمكن اعتمادها لاخراج الوطن الصغير من المآزق الكبيرة التي زُجَّ فيها.
مع تأكيده التمسُّك بالحوار الثنائي، والمثابرة على طرح القضايا والمشكلات العالقة، والتي أدَّت الى انهيار العلاقات بين معظم الفئات التي يتكوَّن منها لبنان.
هذا هو البند الأساسي الذي أكدَّ الحرص على استمراره كوسيلة هادئة وصالحة لطرح مجمل بنود الخلافات التي تحكم العلاقات السيّئة بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، والحلول الملحَّة التي يتطلبها شرط عودة الدولة ومؤسساتها، كمرجعية وحيدة لجميع اللبنانيّين.
من هنا نبدأ. واستناداً الى هذه الحقائق قال الحريري للبنانيين "إننا دخلنا الحوار لحماية لبنان. لأن لبنان أهمُّ منا ومنهم. وكما كان الرئيس الشهيد يقول: ما حدا أكبر من بلده".
ثمة أخطار تتهدَّد لبنان. وكان من الضروري التوقّف عندها، وتنبيه كل الناس، وكل الفئات، وكل الأحزاب، وكل الكتل النيابية والتكتلات السياسيَّة.
وقد ركَّز على اثنين منها: الاحتقان السنّي – الشيعي، وغياب رئيس للجمهورية مما أدى الى فراغ رئاسي انعكس على كل شيء في هذه الجمهوريَّة التي تعاني الهزات والاعاصير والحروب منذ أربعين عاماً.
لذا كان من الطبيعي ان يشير الرئيس الحريري، للمناسبة، الى "أن لبنان ليس ورقة في يد أحد. واللبنانيون ليسوا سلعة على طاولة أحد".
على هذا الأساس "لن نعترف لـ"حزب الله" بأي حق يتقدَّم على حق الدولة في قرارات الحرب والسلم".
من البديهي أن يصدر هذا الكلام الواضح والدقيق في هذه المناسبة، ما دام القصد هو وضع النقاط على الحروف اذا كان في النيّة السير قدماً نحو المزيد من الحوار، وطرح المزيد من القضايا الوطنيَّة الحساسة، وفتح المزيد من الملفات الخلافيَّة.
وبمنتهى الصراحة، وبنية صادقة نتطلع الى التفاهم والتوافق على كل ما من شأنه إزالة الألغام من حقول لبنان وعقول بعض أبنائه. وتالياً إزالة العراقيل والمعوقات من طريق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مما يساهم في اعادة بناء الدولة وتحديث المؤسَّسات.
لقد قوبل الخطاب الجامع الشامل بما يستحقُّ من اهتمام داخل لبنان وفي المحيط العربي، واعتبره كثيرون دعماً للحوار، وبرنامجاً لمرحلة جديدة.
بهذا الانفتاح، بهذا الوضوح، بهذا الصدق، نشبك الأيدي لننتشل لبنان من جب الأفاعي.
&
التعليقات