عبد الله بن إبراهيم الكعيد


"إن اجتماع اليوم يكتسب أهمية خاصة، كونه يأتي ضمن سلسلة من الاجتماعات الدولية والإقليمية لبحث هذه الظاهرة من مختلف جوانبها، والغوص في جذورها ومسبباتها، والحرص على الخروج برؤية موحدة لمكافحتها سياسياً وعسكرياً وأمنياً

واستخباراتياً واقتصادياً وفكرياً وإعلامياً واجتماعياً"

هكذا خاطب نائب وزير خارجية بلادنا الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز المجتمع الدولي في كلمة ألقاها يوم الخميس الفارط الموافق 19 فبراير الحالي بمقر الخارجية الأمريكية في واشنطن بمناسبة قمة البيت الأبيض لمحاربة التطرف العنفي.

قلت وأقول: لقد بُحت حناجرنا وسطّرنا آلاف الكلمات التي توضّح حقيقة موقف بلادنا من الإرهاب وهي التي اكتوت بنارهِ مبكرا من قبل خونة الأوطان، ليس موقفا نُسجله كجبر خواطر لأحد أو مجاملة دبلوماسية يفعلها غيرنا بل بأفعال يشهد بها القاصي والداني.

حاربنا الإرهاب وأهله حتى كسرنا شوكته وهزمنا تنظيماته مما اضطروا مُرغمين مهزومين للرحيل عن أرضنا واللجوء للكهوف والمفازات في بقاع الأرض كمطاردين تلاحقهم اللعنات ويسكنهم الخوف من الاصطياد بالطائرات الموجهة بالريموت.

لم نكتف بهذا بل بادرت حكومة بلادنا بسن تشريعات تُجرّم تمويل المنظمات الإرهابية وتضبط التحويلات المالية المشبوهة ومنع التبرعات العشوائية التي لا تكون تحت إشراف المؤسسات الرسمية.

هل تم الاكتفاء بهذا وهو كثير؟

كلاّ بل تم عقد مؤتمرات عالمية وأخرى إقليمية لرصد وتحليل ظاهرة الإرهاب ومسبباته وكيفية حماية العالم من شروره كل هذا كان بمبادرة من بلادنا وتحت إشراف منظمة الأمم المتحدة. ثم طرحنا فكرة إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب تكفّلت بلادنا بالنصيب الأكبر في تمويل إنشائه وحشد الدعم السياسي والمعنوي للفكرة وللأسف تراخى البعض وتردد الآخر مما أثار الدهشة والحيرة.

هذا غيض من فيض..

ورغم كل هذه الجهود الجبّارة يأتي صفيق ويتهم بلادنا بالتقصير وأن تلك الجهود مشكوك فيها بل ويُشير بأصابع الاتهام لنا كي يبرّئ نفسه وهو المتهم المتلبّس الذي انطبق عليه المثل "رمتني بدائها وانسلّت"!
&