&&فهيد البصيري&&


&مع أنني أختلف مع النائب السابق مسلم البراك أحيانا إلا أنني لم أكن أتمنى أن يسجن، وقبلها لم أكن أتمنى أن يقول ما قاله.

ولا أحد يجادل في نزاهة أبو حمود، أو يشكك في حسن نواياه وحبه للكويت وأهلها، ولكن ذلك كله لم يسعفه!، فقد خانته البلاغة، واستطاع خصومه استدراجه وبسهولة إلى الخلافات الشخصية الهامشية على حساب القضايا العامة، أو ربما وقع ضحية بعض مستشاريه كما يشاع، وهو عذر خطير لا يمكن قبوله لأنه كفيل بهزيمة أعتى السياسيين وكفيل بشطب أي حركة سياسية من الوجود، المهم أن دخوله السجن كان متوقعا وأتمنى ألا يطول.

ولكن هل انتهت مشاكل الكويت بعد أن سكت الجميع؟، وهل أصبحنا أفضل حالا وأهنأ بالا بعد أن دخل بعض المشاكسين السياسيين السجن؟، أنا أظن أن الحال أصبحت أسوأ، وأن الفساد اصبح إرهابيا متمرسا، لا يجرؤ أحد على محاسبته أو حتى مناقشته، حتى وصل الأمر بأحدهم أن يخرج علينا من محطة فضائية، ليحقر الكويتيين ويزدريهم، بل ويتهمهم بالخيانة والعمالة! ولم يكتف بذلك بل راح يشتم الدول الصديقة والشقيقة، ضاربا بكل العلاقات السياسية لدولة الكويت عرض الحائط!

فهل تظنون أن ما قام به هذا الشخص هو من وحي أفكاره؟ أبدا، إنه يخطط لشيء خطير، ويرتكز على قوة أخطر، والدليل بعض تصريحاته السياسية التي تنم عن توجهه السياسي الجديد، مع أنه تاجر يبحث عن لقمة الفلس.

وكعادته، ضرب الشعب الكويتي أروع الأمثلة في الحكمة والصبر، فبقي هادئا، وراضيا بقضاء الله وقدره، فقد تعود على مسلسل الاستفزاز اليومي، لفئاته وطوائفه، ولا أدري ما هو المقصود؟ أو حتى ما هو المطلوب منا حتى نتفق عليه؟

المهم هو أن رسالتي لمن يهمه الأمر، أو لمن يقف وراء هذا الأمر. هو أن الشعب الكويتي لا يريد منحا مالية. ولا زيادات، ولا يهمه تطوير المستشفيات ولا زيادة المدارس، ولم يحلم يوما بتحقيق خطة التنمية، وكل ما يرجوه ويتمناه فقط ألا تلقوا بالكويت إلى التهلكة، وأن تبقوا عليها لو كانت صحراء تذروها الرياح، أما ثروتها فهي ثابتة لا تتغير وهي في رجالها.


&