&
عمـاد عريـان

&

&

&

&

&

تجاوزت الفضائيات الخاصة كثيرا فى ردود فعلها تجاه واقعة انقطاع التيارالكهربائى عن مدينة الانتاج الإعلامى عدة ساعات نتيجة عمل إرهابي، وكعادتها كانت تلك الفضائيات بعيدة عن المهنية بالمبالغة الشديدة فى إطلاق كرابيج ألسنتهم تجاه كل من حاول تفنيد آرائهم الشخصية التى ساقوها جميعا وكأنها بيان مكتوب يكتفون بترديده، فى تكرارلظاهرة الكعب الداير التى تطبقها تلك الفضائيات منذ زمن بعيد.

&

كان وزيرالكهرباء دمسا فى ردوده مهذبا فى حديثه وهويردعلى انتقادات واتهامات ما أنزل الله بها من سلطان، بينما محاوروه على الطرف الآخرأصيبوا بصمم نادرجعلهم يضعون اصابعهم فى آذانهم رافضين أى وجهة نظرأخرى بشكل صارخ وفج حتى ولوكانت مقنعة فى تطبيق جديد لإرهاب فكرى معهود من جانبهم، وكأنهم يدركون أن ممارساتهم غيرالمهنية تلك هى أساس شرعية وجودهم وأنه لاحياة ولا استمرار لهم دونها.والغريب أن الوزيركاد أن يقسم لهم أن ما حدث ناجم عن عملية إرهابية وأنه طارئ تم مواجهته بالسرعة اللازمة واتخاذ إجراءات لتجنب الأسوأ ولكن أباطرة هذا الزمان أبوا ألا يمرالحدث دون اتهام الرجل ومسئولين بالدولة بالفشل مكررين الكلمة ذاتها أكثرمن مائة مرة، وكأنها أنشودة تزيد نشوتهم!

&

تعودنا على هذه الممارسات والتجاوزات كثيرا من الفضائيات لدرجة أن المذيع الذى لايجيد أسلوب الراقصات فى الغمز واللمزولا أساليب البلطجية فى رفع الصوت وتقطيب الجبين ولا أساليب النائحات فى العويل والصراخ كثيرا ما يوصم بالفشل فى أوساطهم لعجزه عن لفت الانتباه وجذب الأنظار، ولكن الخطورة هذه المرة أن تلك الفضائيات ودون أن تدرى وربما لأهداف لا يعلمها المشاهد قدموا دعما صريحا للإرهاب والإرهابيين، فبدلا من تقديم إدانة قوية للعملية التخريبية والوقوف إلى جانب الدولة بكل حزم فى هذه المواجهة المصيرية فضلوا كيل الاتهامات والانتقادات للدولة فى وقت نحتاج فيه إلى التكاتف والتلاحم لتفويت الفرصة على الإرهابيين حتى فى شعورهم بتحقيق نجاحات أوإثارة الفرقة داخل البلاد وتبقى الحقيقة أن الشعب لم ولن يخسركثيرا بتسويد بعض الفضائيات عدة ساعات وربما لسنوات مقبلة.
&