تركي الصهيل&

كانت العاصمة السعودية بالأمس محطة واحدة لغايتين مختلفتين، ففيما شهدت الرياض اجتماعا لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لبحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، وعلى رأسها الملف اليمني، استعدادا للقاء القمة التشاوري على مستوى القادة الأسبوع المقبل الذي سيتم بضيافة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حط مسؤولون خليجيون رحالهم فيها لتقديم التهنئة للأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، بعد اختيارهما لمنصبي ولي العهد وولي ولي العهد.
ووصلت إلى الرياض بالأمس شخصيتان خليجيتان بارزتان، هما نائب أمير قطر عبدالله بن حمد آل ثاني، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، بغرض تقديم التهنئة للأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، إذ جرت مراسم الاستقبال لهما في قصر اليمامة بالعاصمة، فيما ينتظر أن يبدأ أمراء المناطق بعد غد الأحد، استقبال المبايعين لولي العهد وولي ولي العهد، إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الخاصة بذلك.
&

&على صعيد متصل، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، برقية للأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز، فيما يلي نصها :
صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فيصل بن عبدالعزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين المشرف على الشؤون الخارجية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
تلقينا طلب سموكم إعفاءكم من منصبكم لظروفكم الصحية , وما حمله الطلب من مشاعر الولاء الصادقة لدينكم ومليككم ووطنكم , وهذا ليس بمستغرب على سموكم .
فقد عرفناكم كما عرفكم العالم أجمع على مدى أربعين عاماً متنقلاً بين عواصمه ومدنه شارحاً سياسة وطنكم وحاملاً لواءها، ومنافحاً عن مبادئها ومصالحها، ومبادئ ومصالح أمتكم العربية والإسلامية، مضحين في سبيل ذلك بوقتكم وصحتكم، كما عرفنا فيكم الإخلاص في العمل والأمانة في الأداء والولاء للدين والوطن فكنتم لوطنكم خير سفير ولقادته خير معين.


ويعلم الله أن تحقيق طلب سموكم من أصعب الأمور علينا وأثقلها على أنفسنا، إلا أننا نقدر عالياً ظرفكم، و نثمن كثيراً مشاعركم , وإننا وإن استجبنا لرغبة سموكم وإلحاحكم غير مرة فإنكم ستكونون -إن شاء الله - قريبين منا ومن العمل الذي أحببتموه وأحبكم وأخلصتم فيه وبذلتم فيه جهدكم بلا كلل ولا ملل , تتنقلون من موقع إلى آخر تخدمون فيه دينكم ثم وطنكم في مسيرة حافلة بالنجاح ولله الحمد , سائلاً المولى القدير أن يمنّ على سموكم بدوام الصحة والعافية , وأن يحفظكم ويرعاكم ويسدد على دروب الخير خطاكم . سلمان بن عبدالعزيز آل سعود