&مرسى عطا الله

&

&

&

هناك بعض من الدهشة والاستغراب فى عدد من العواصم العربية بسبب دخول روسيا المفاجيء على خط الأزمة اليمنية وبما يعتبره&لكثيرون فى العالم العربى انحيازا للحوثيين المتمردين رغم أن مؤشرات السياسة الخارجية الروسية فى السنوات الأخيرة كانت تتجه لفتح صفحة جديدة من التعاون بين موسكو وعواصم الاعتدال العربى لإحداث قدر من التوازن الاستراتيجى فى الشرق الأوسط الذى مازالت واشنطن تملك معظم أوراقه المؤثرة.والحقيقة أنه ليس هناك ما يستوجب الدهشة والاستغراب فتلك هى لعبة الأمم المرتبطة ارتباطا وثيقا بحسابات المصالح لدى القوى الكبرى ولعلنا نتذكر الذى حدث عام 1957 عندما حشدت تركيا - بتحريض أمريكى - قواتها على حدود سوريا فكان رد جمال عبد الناصر المفاجيء والمباغت بإرسال القوات المصرية إلى ميناء اللاذقية السورى دون أن يتمكن الأسطول السادس الأمريكى المرابط فى البحر الأبيض المتوسط من رصد التحرك المصرى الذى أسرع الزعيم السوفيتى نيكيتا خروتشوف إلى الترحيب به رغم وقع المفاجأة عليه أيضا.. ولكن بعد أشهر قليلة سرعان ما تغير موقف موسكو تماما عقب إعلان الوحدة المصرية السورية فى فبراير 1958 وبدأ السوفييت بقيادة خروتشوف فى مهاجمة الوحدة بل ومهاجمة جمال عبد الناصر نفسه!

&

&

&

ومعنى ذلك أن ديناميكية المواقف السياسية أمر طبيعى يرتبط بالمصالح ولا علاقة له بالمباديء التى يمكن القول بها فقط داخل إطار المنظومة الواحدة ذات البعد الثقافى والسياسى والدينى المشترك مثل المنظومة العربية... فروسيا التى رأت مصلحتها فى دعم القاهرة لدمشق عام 1957 نكاية فى أمريكا وتركيا هى نفسها روسيا التى عارضت الوحدة بين مصر وسوريا باعتبارها تمثل تعارضا مع العقيدة الشيوعية - آنذاك - التى لا تعترف بوحدة القوميات ولا تحبذ مفاهيم الوطنية الذاتية وإنما هى تنتصر فقط للأممية الشيوعية.

&

&

ومن المؤكد أن موقف موسكو من اليمن له أسبابه ودوافعه المرتبطة أساسا بحزمة المصالح الروسية فى المنطقة وآليات التعامل مع النفوذ الأمريكى واحتمالات المقايضة مع أمريكا بمواقف فى الشرق الأوسط مقابل مواقف فى الأزمة الأوكرانية.. فتلك هى السياسة وتلك هى لعبة الأمم!

&

&

خير الكلام :

&

&

<< الثرثار هو الشخص الذى يتكلم عندما ترغب فى أن يصغى لك !

&

&