عبدالعزيز السويد

على مدى عقود رحبت دول الغرب أو العالم الأول كما يقال بالعقول المهاجرة من العام الثالث، وقبلها رحبت وترحب بالأموال المهاجرة والاستثمارات، وتغاضت عن مصادرها مثلما تغاضت عن حركة رؤوس أنتجتها، لكنها الآن تغص بسبب قوارب اللاجئين من المهاجرين غير الشرعيين، أصبحت موجات اللاجئين من أفريقيا والدول العربية المحترقة بالحروب صداعاً يؤرق أوروبا، حتى أعلنت فرنسا عزمها طرح اقتراح استهداف قوارب اللاجئين من دون توضيح ما إذا كانت قوارب فارغة أم ممتلئة بالحالمين بحياة أفضل.

&

فضل الغرب امتصاص خيرات العالم الثالث وبعيداً عن الاستثمارات احتضن الغرب الأموال المصدرة من العالم الثالث مشروعة كانت أم غير المشروعة، وكان ملاذاً آمنا لها ولكثير من السياسيين ورجال الأعمال الذين تدور حول ممارساتهم الشبهات في أوطانهم، من فساد واستبداد واستئثار بالمال والنفوذ.

&

والحقيقة أن هناك مسؤولية أخلاقية على الغرب تجاه هذه الموجات، خصوصاً إذا ما أعدنا إلى الأذهان الشعارات التي يرفعها ويطالب بها، إذ أسهم من خلال سياسات دول وشركات كبرى في تسويغ الفساد، حتى أصبح عنواناً تحت الطاولة للتعامل بين العالم الأول والعالم الثالث، هذا الفساد لم يكن له التجذر إلا بالاستبداد، وهما يمثلان جزءاً كبيراً من المشكلة التي جعلت المهاجرين يتركون بلدانهم المحطمة فلا خيار لديهم.

&

وكأن اللاجئين المزدحمين في قواربهم التعيسة يتبعون الأثر، هم يشمون تلك الأموال والأعمال ويهتدون برائحتها.
&