&
عبدالفتاح البطة
&
&
&
( إن وصف الواقع لا يعنى أبدا الرضى أوالرفض ، المدح أوالذم ، وشتان بين أن ينقل الإعلام ما يتمناه أو يُفرض عليه ، وبين أن يرصد ويروى ما يحدث بلا تزييف وتحريف وتبديل ، ونقص أوزيادة ولو فى حرف أوالتفاتة – كما فعل الأفاضل والجهابذة من رواة الحديث النبوى الشريف ) .
&
فآلة الاعلام التابعة للحكومة العراقية التى تدعمها طهران تتحدث ليل نهار عن انتصارات على الورق ، وتعلن عن قتل قيادات من المناوئين لها ما يلبثوا أن يظهروا بعدها أحياء ، كما حدث مع عزت الدورى النائب السابق لصدام حسين .
كما أن الآلات الإعلامية المختلفة عقائديا وفكريا مع تنظيم الدولة الإسلامية تمارس حربا نفسية تمنعها من رصد انتصارات الدولة واخفاقات الحكومة العراقية والحشد الشيعى ومعهما ايران وأذنابها من حزب الله اللبنانى والمرتزقة من أفغانستان وجمهوريات آسيا الوسطى .
&
فمجريات الأحداث وحقائقها تقول إن الحكومة العراقية والحشد الشيعى لا يتمتعان بالشجاعة التى تحركها عقيدة صحيحة ، ولذا فإنهما يهربان هروبا مخزيا عند كل لقاء، مع أنهم بالآلاف ، وقوات الدولة الإسلامية بالعشرات ، والمرات القليلة التى نجحوا فيها كانت بسبب الدعم الجوى الأمريكى .
&
ولعل ما تداولته وسائل الاعلام عن أحد الضباط العراقيين يعيد للأذهان ما قاله أبو مصعب الزرقاوى – زعيم القاعدة فى بلاد الرافدين والمؤسس الحقيقى للتنظيم - من قدرته على السيطرة على بغداد ودحر حكومتها والداعمين لها فى فترة قصيرة إذا لم تدعمها قوات الاحتلال الأمريكية .
&
ولعل فرحة التنظيم وثقته هو ما دعاه لإصدار مقطع فيديو مؤخرا بعنوان «الإصدار المزلزل ، غزوة بغداد الكبرى ، زلزال دولة الإسلام" يوضح من خلاله السياق التاريخي لسقوط بغداد بيد الأمريكيين ، ثم تولي حكومة المالكي التي اتهمها بالطائفية ،ويؤكد جاهزيته لدخول بغداد.
&
وتحت عنوان : ( داعش" على بعد 30 كم من بغداد) ، قال ضابط عراقى برتبة نقيب في الفرقة الأولى تدخل سريع - لوكالة أنباء الأناضول التركية – فضل عدم ذكر اسمه - إن التنظيم سيطر على مناطق تسمى "حزام بغداد" ، وهى مناطق مهمة تبعد أقل من 30 كم عن مركز العاصمة بغداد وتتبع لها إدارياً أيضاً.
&
وقال إن تنظيم الدولة استولى على بناية المصنع العراقي، ومناطق سكة الحديد وجسر البوتايه قرب ناحية النصر والسلام، التابعة لقضاء أبو غريب، ضمن مناطق حزام بغداد باتجاه الغرب ، وذلك بعد أن نجح فى التوغل داخل خطوط دفاع قوات الجيش والحشد الشيعي ، واجبارهما على التراجع .
&
ولفت إلى أن سقوط تلك المناطق يعد خطراً كبيراً على العاصمة بغداد؛ لأن المناطق المتبقية أمام التنظيم باتجاه بغداد مثل ناحية خان ضاري ،ومنطقة نمرة ثمانية ،وسجن أبو غريب ،والشهداء ،وأبو منيصير، جميعها مناطق سنية عشائرية لا تمتلك السلاح.
&
التعليقات