علي حسين
&
&
كتب لي احد القراء الاعزاء معاتبا: لماذا لاتتوقف عن متابعة يوميات الساسة العراقيين، الا تشعر بالملل.. سؤال وجيه حتما، وجوابه يجب ان يكون اكثر وجاهة، فانا ياسيدي العزيز تعودت في عمودي اليومي هذا، أن ابحث لكم عن الغريب في عالم الديمقراطية العراقية، ورغم ان البعض يرى "بطرا" في مثل هذه الأحاديث، لكني أحاول ان انقل لكم آخر أخبار "صولات" حاتم السليمان الذي تراجع "مشكورا" عن مشروعه الزحفي نحو بغداد، تتذكرون طبعا الامير حين خرج علينا ذات يوم وهو يصرخ بهستريا "قادمون يا بغداد"، الرجل اكتشف ان المعركة مع داعش ميؤوس منها وانه "لايقدر على داعش سوى الله" ولهذا قرر ان يتقاعد "عشائريا" ويقضي ما تبقى من العمر في ربوع عمان، لا تبتأسوا هناك خبر مفرح: حنان الفتلاوي ترغم بليغ ابو كلل على دفع "فصل عشائري" قيمته 100 مليون دينار عدا ونقدا، وساشغلكم بحكايات النائب حبيب الطرفي، الذي يصر على ان مشعان الجبوري يتعرض لحملة "ظالمة" بسبب "مواقفه الوطنية الشجاعة"، ولم ينس النائب "الجليل" ان يحذرنا من خسارة مشعان، لكنه للأسف في زحمة التصريحات المتوالية افقيا وعموديا، نسي او تناس قناة الزوراء ومابعدها الشعب التي كانت تصفق وتهلل لبيانات الزرقاوي.
لا يزال ساستنا "الأفاضل" مصرّين على أن يتعلموا فن الخديعة من المرحوم ميكافيللي، سيضحك البعض مني ويقول يارجل انهم لايقرأون وان قرأوا لايفهمون، لكنهم ياسادة شطار جدا في اللعب على مشاعر البسطاء.
دعونا لا نبحث عن مبررات لما يجري من خراب وقتل وموت وسرقة للثروات، ماذا يعني لساكني المنطقة الخضراء ان يصبح عدد المشردين ثلاثة ملايين، وان يتحول العراق الى مقبرة جماعية، وان ترمل نساؤه وتسبى بناته.. لا شيء مهم مادام هناك في البرلمان من يعتقد ان العالم يتآمر على التجربة العراقية العظيمة!
ماذا تعني الديمقراطية في بلد يلجأ كل نائب فيه إلى اهله وعشيرته وأقربائه، لكنه في الفضائيات يصدح بافخم العبارات عن الدولة المدنية والمواطنة؟
في كل يوم يسيء ساستنا الى الديمقراطية، عندما يعتقدون انها تعني بناء دولة القبائل والاحزاب المتصارعة والطوائف المتقاتلة.
يا سيدتي النائبة وبعد ان حصلت على المئة مليون دينار، ارجو من معاليك ان تتركيننا في حالنا، واذا كان هذا هو مفهوم الديمقراطية لدى قبائلكم، فالله المستعان، لانريدها، واذا كانت الديمقراطية مستمدة من الانبطاح، فارجوك اعفينا من الدخول في نعيمها.
لقد ربحت المئة مليون دينار، مبروك عليك ياسيدتي، ونتمنى لك انتصارات دائمة، واذا كانت مفردة "الانبطاح" قد سجلت في قاموس الابطال، فاتمنى عليك ان تنقلي هذه التجربة النموذجية الى منطقة اخرى. ولتكن اليمن مثلا.
&
التعليقات