&حزب الله يصعّد… وعشائر البقاع الشيعية تشكّل لواء القلعة… وتاجر مخدرات يصرخ «لبيك نصرالله»


لبنان: «تيار المستقبل» يرفض محاصرة عرسال حدودها طرابلس وصيدا والطريق الجديدة... ويعتبرها خطا أحمر


سعد الياس


&&لم ينقشع بد غبار معركة «حزب الله» في جرود عرسال على الرغم من انتشار الجيش اللبناني في البلدة قبل أيام لاحتواء التوتر، وجاء الإعلان عن تشكيل «لواء القلعة» المؤلف من العشائر البقاعية الشيعية ليعطي المعركة طابعا مذهبيا في ظل رفض تيار المستقبل وأهالي عرسال أي توجه لدى «حزب الله» لمهاجمة البلدة والجرود.


وكان اجتمع أهالي بعلبك – الهرمل وأعلنوا إنشاء لواء القلعة للمساهمة مع المقاومة في تحرير جرود عرسال من التكفيريين وأعلنوا ان دماءنا «ليست مجانية»، مؤكدين «رفضهم لوجود هؤلاء في الجرود داعين الجيش لأخذ دوره في تحرير جرود عرسال من التكفيريين رافضين أنصاف الحلول»، ومعلنين «الاستمرار في المعركة حتى اقتلاع التكفيريين واستغربوا كيف ان البعض يعتبر هزيمة هؤلاء التكفيريين هزيمة له». لكن وزير العدل اشرف ريفي شدد على «ان بلدة عرسال في قلوب اللبنانيين، وهي خط أحمر ونقطة على السطر»، مؤكدا «استحالة ان تحكم عرسال إلا من الشرعية اللبنانية»، داعيا «حزب الله إلى العودة إلى لبنان والوقوف خلف الجيش داعما له لا مسلحا».
ودعا إلى «الكف عن الرهان على المشروع التفتيتي الذي بدأ ينهار والعودة إلى الدولة والمؤسسات الشرعية»، وقال ان «أهالي عرسال ليسوا بحاجة إلى فحص دم»، مشيرا إلى أنه «واهم من يعتقد أننا نقبل أي تطاول على عرسال، فهي خط أحمر، ولن نتهاون في حمايتها».
وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح «إن عرسال ليست محاصرة، عرسال حدودها طرابلس، حدودها عكار ومجدل عنجر والطريق الجديدة وصيدا»، وقد أثار كلامه حفيظة أوساط «8 آذار» التي اعتبرت هذا الكلام مذهبيا ويرفع من وتيرة الصراع السني الشيعي.
واللافت أن تصريحات الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله الأخيرة بعد اطلالته في ذكرى «المقاومة والتحرير»، التي ناشد فيها عشائر القرى البقاعية قائلا: «أهل البقاع وبعلبك ـ الهرمل لن يقبلوا ببقاء إرهابي تكفيري واحد في أي من جرود عرسال والبقاع»، قد دغدغ نداؤه حتى مشاعر تاجر المخدرات الشهير نوح زعيتر الهارب من العدالة والمطلوب بموجب مذكرات توقيف عدّة. حيث شهد زعيتر مع عدد من المسلحين يعلنون تلبيتهم نداء السيد نصرالله وقال زعيتر لمحطة «OTV» «بس ناطرين إشارة، رمشة عين من السيد نصرالله حتى نفرجي التكفيريين مين نحنا» وسط صيحات «لبّيك نصرالله»!.
وتأتي هذه التحركات بعد لقاء لعشائر وعائلات منطقة الهرمل وجوارها جددت فيه «الرفض المطلق لوجود العصابات المسلحة في جرود عرسال، وأي شبر من الأراضي اللبنانية، لما يمثله ذلك من تهديد للعيش».
وأكد نائب «حزب الله» علي المقداد أنه «على الحكومة أن تقوم بدورها في الدفاع عنا، وتخلصنا من الشر الذي أحضر إلى لبنان، وتحرر كل شبر من لبنان من العصابات، وإذا لم تستطع الدولة أن تحل المشكلة، نحن كمجتمع أهلي عشائر وعائلات مسلمين ومسيحيين يدا بيد لحماية الأرض مهما علا الصراخ، ومهما حاول البعض أن يعطي إجازة للتكفيريين للبقاء في أرضنا»، داعيا إلى «الكف عن هذه التصريحات والمواقف».
وقال «على الدولة أن تقوم بدورها، وحان الوقت لتحرير عرسال، ولتعيش مع قرى البقاع الشمالي بكل أمان»، خاتما «لن نترك شبرا واحدا تحت الاحتلال وبيد الغزاة، وستبقى عرسال خطا أحمر للتكفيريين، ولمن يريد تدمير البلد».
ثم توإلى على الكلام عدد من وجهاء العشائر والعائلات، الذين شددوا جميعا على «المواجهة وحمل السلاح، إذا لم تأخذ الدولة دورها»، مؤكدين «الوقوف المطلق إلى جانب الجيش اللبناني، ووضع كل الإمكانيات بيد المقاومة والجيش». وفي الختام، أصدر المجتمعون بيانا جاء فيه «تداعت فاعليات منطقة الهرمل وقضائها من عشائر وعائلات ورؤساء بلديات ومخاتير ومدراء المدارس والمؤسسات الرسمية والأهلية، إلى عقد لقاء تمحور حول تهديدات العصابات التكفيرية والإرهابية، وتواجدها في المنطقة الحدودية خصوصا عرسال وجرودها.


وقد خلص المجتمعون إلى النقاط التالية:


1- اعتبار المجموعات التكفيرية والإرهابية تهديدا للوطن بكافة أطيافه وطوائفه ومذاهبه ولسلمه الأهلي.
2 – إن أهل عرسال هم أهلنا، وقد عانوا من الإرهاب كما عانينا، فالعصابات التكفيرية كما أرسلت السيارات المفخخة والانتحاريين إلى مدننا وقرانا، خطفوا وقتلوا ونكلوا وهددوا أهلنا في عرسال، فالمعاناة واحدة والمصير مشترك، وسنبقى معا كما عشنا عبر القرون الماضية يدا بيد، لدحر التهديد وحفظ الأمن.
3- التأكيد على دور الجيش وأجهزة الدولة في حفظ الأمن وبسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية، خصوصا تلك المحتلة من قبل إسرائيل في الجنوب، والإرهاب التكفيري في عرسال وجرودها.
4- إن حالة التدخلات من بعض الأطراف التي ذهبت إلى تأمين الغطاء السياسي للجماعات التكفيرية والإرهابية، وتقديم كافة أشكال الدعم لها، دون قيام الجيش ببسط سلطته على بلدة عرسال وجرودها، نؤكد لها أنا كما كنا في الماضي نأبى الضيم ولا نرضى بالذل والهوان، وكما قاتلنا الاحتلال العثماني والفرنسي وتاريخنا يشهد بذلك، وكما ساهمنا في قتال العدو الإسرائيلي وبذلنا كل التضحيات، وما بخلنا بالدماء من أجل تحرير الوطن، نعلن أننا لن نرضى ببقاء تكفيري واحد على أرضنا، وسنكون رأس الحربة لطردهم وتطهير أرضنا من دنسهم.
5- سنبقى دائما إلى جانب المقاومة، ونحن الظهير الأمين لرجالها وقادتها، وعلى رأسهم سماحة الأمين المؤتمن على الدماء حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصرالله حفظه الله».
وكان التصعيد السياسي بين الحزب و»المستقبل» بلغ ذروته، اذ أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق أن «بعض اللبنانيين يراهنون على العصابات التكفيرية الموجودة في القلمون وجرود عرسال وسوريا، فيحاولون نصب خيمة زرقاء لها هناك لحمايتها، كما يحاولون أن ينكروا وجود هذه العصابات واحتلالها للأراضي اللبنانية في جرود عرسال، في حين قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «ان هؤلاء المتأنّقين المتزيّنين الذين يظهرون علينا في مظهر الاعتدال، يخفون في أكمامهم السكاكين والأسلحة التي يمثلها الإرهاب التكفيري، فيحرّضونهم ضدنا لتحقيق مكاسب من خلالهم على حساب كل شركائهم في الوطن. هذا الشيطان الذي يستعين به المعتدلون السياسيون الواهمون، أول من سيتصدى لهم بعد ان يهزم مواطن القوة في شعبنا وفي بلدنا».

&