&

&جاسر عبدالعزيز الجاسر

&
حُرِق مواطن عراقي قرب الفلوجة، وذلك بقيام عدد من أفراد الحشد الشعبي الطائفي بتعليق المواطن العراقي الذي ينتمي لمدينة الفلوجة مثل تعليق الخراف بعد الذبح، ثم قاموا بإشعال النار به، في واقعة تذكر بعمل داعش الذين حرقوا الطيار وائل الكساسبة، لتتشابه الأفعال.

حرق الكساسبة جوبه باستنكار ورفض إقليمي ودولي ومحلي أردني، وظل الإعلام الأردني والعربي والدولي يتحدث ويندد بجريمة داعش الإرهابية التي تجاوزت كل الأعمال والأفعال الإجرامية.

اليوم يكرر مجرمو الحشد الشعبي الطائفي في العراق هذه الجريمة التي بثت مصورةً للمواطن العراقي المعلق مسلوخاً ثم تشعل النيران فيه، ومع هذا لم يتم استنكار هذا العمل من قبل الحكومة العراقية التي تعتبر الحشد الشعبي جزءاً من قواتها المسلحة،كما لم يتحدث عن هذه الجريمة البشعة مكتب المرجعية الشيعية في النجف، هذه المرجعية التي طالبت بتشكيل الحشد الشعبي.

جريمة حرق ابن الفلوجة على يد عناصر الحشد الشعبي، تؤكد أن جميع المليشيات الطائفية من كلا المكونين عملة واحدة ذات وجهين، ولا فرق بين داعش والحشد الشعبي، وكلاهما يخدمان مخططاً واحداً هدفه ابتلاع العراق وضمه إلى إمبراطورية فارس.

فحرق المواطنين وتعليق جثثهم كالشياه المسلوخة، وحملات قتل وحرق منازل المواطنين من أهل السنة في الدور وتكريت في محافظة صلاح الدين والعظيم وجلولاء وخانقين وقرى بعقوبة في محافظة ديالى، هدفها جميعاً إرهاب وتخويف أبناء المحافظات السنية التي تعترض تواصل الهلال الفارسي الذي يعمل نظام ملالي إيران وأتباعهم ممن ينتهجون مذهب ولاية الفقيه على تحقيقه من خلال «تطهير» المحافظات السنية التي تمنع تواصل المناطق التي يسيطر عليها أتباع ملالي إيران، وبسكوت وصمت حكومة بغداد على جرائم نهب وحرق منازل أهل السنة في الدور وتكريت، والآن عدم اتخاذ أي إجراء بعد حرق ابن الفلوجة، وقبل ذلك تجاوزات ما يسمى بكتائب حزب الله، يؤكد الاتهامات التي توجه لحكومة حيدر العبادي التي لم تحقق أي تصحيح لأفعال حكومات نوري المالكي التي حولت العراق إلى مزرعة طائفية لأتباع نظام ملالي إيران، بل إن حكومة حيدر العبادي ارتكبت عملاً لا يمكن نسيانه بالسماح بتشكيل مليشيات الحشد الشعبي التي تحولت بموجبها المليشيات الطائفية إلى قوات مسلحة تصرف عليها الحكومة وتمدها بالسلاح، رغم رفعها لرايات طائفية، وآخرها راية تخليص الأنبار من داعش.
&