تصاعد نفوذ إيران في الأجهزة العسكرية السورية.. وأنباء عن استياء روسي من هيمنتها
ناشطون: قيادي بالحرس الثوري يقتحم قريتين علويتين لإحضار المتخلفين عن التجنيد
&
قال معارض سوري لـ«الشرق الأوسط»، إن روسيا مستاءة من هيمنة إيران على قرار الرئيس السوري بشار الأسد منذ 5 أشهر، مشيرًا إلى أن «تفكيك الجيش لصالح الميليشيات، جرى بإيعاز إيراني»، في وقت قال ناشطون إن قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني مدعومة برجال أمن سوريين، اقتحموا قريتين علويتين مؤيدتين للنظام لإحضار المتخلفين عن التجنيد.
وذكر «مركز حماة الإعلامي» المعارض، أن «قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني مدعومة بعناصر من الأمن العسكري والجوي التابعة للنظام، اقتحمت، مساء أول من أمس (الأحد)، قريتي البارد والقاهرة العلويتين المواليتين للنظام وسط إطلاق نار كثيف وشن حملة دهم لعدد كبير من منازل المدنيين في القريتين»، مشيرة إلى أنه «جرت عمليات اعتقال طالت أكثر من 40 شابًا من أبنائها اقتيدوا إلى مقر العمليات العسكرية في معسكر جورين في ريف حماة الغربي».
وأفاد المركز بأن أوامر الدهم والاعتقال «صدرت عن القيادي الإيراني عِفاري، قائد العمليات العسكرية في ريف حماة، بعد أن رفض أبناء هذه القرى الالتحاق بصفوف قوات النظام والمشاركة في المعارك الدائرة في البلاد»، لافتًا إلى «مؤشرات عن نية القوات الإيرانية دهم قرى علوية أخرى رفض أبناؤها الالتحاق بصفوف قوات النظام».
والتدخل الإيراني في المفاصل العسكرية والأمنية السورية، موثق في فيديوهات، أهمها الفيديو الذي سربه (لواء داود) قبل مبايعة داعش، ويظهر دور الحرس الثوري الإيراني في إدلب وحلب. كما بثت الجبهة الجنوبية أخيرًا صورًا تظهر مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني في درعا، ووجد الفيديو في هاتف مقاتل إيراني قتل في إحدى المعارك، ويظهر الشريط مقابلات لقياديين إيرانيين.
وقال المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد لـ«الشرق الأوسط»، إن العنصر الأجنبي المقاتل في صفوف النظام «يحظى بتسهيلات وتقدير، ويتمتع بامتيازات كبيرة»، مشيرًا إلى أن «العنصر السوري في صفوف النظام، لم تعد له فاعلية، واستنزفت قدراته، فلجأ النظام إلى ميليشيات ومقاتلين من الخارج ومنحهم حقوقًا وامتيازات وقدرات وتقدير».
وقال إن للإيرانيين «دورًا كبيرًا وامتيازات، أهمها إمكانية الوصول والمرور بسهولة ودون عرقلة في سائر أنحاء البلاد، خصوصًا في دمشق وريفها وحلب وحمص، بينما المقاتل العادي في جيش النظام يخضع للتفتيش والتدقيق على حواجز المخابرات».
وأوضح أبو زيد أن الغوطة الشرقية، تتضمن غرفة عمليات مشتركة بين «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني والحرس الجمهوري السوري والفرقة الرابعة، تقع في مقر غرفة المخابرات الجوية في البانوراما في دمشق. أما في ميدانيا، فإن المقاتلين الإيرانيين وحلفاءهم، موجودون على رأس العمليات الميدانية، ويتوزعون في تشكيلات صغيرة في مفاصل الجيش السوري». وأضاف: «إن دورهم العسكري متقدم عن المقاتل السوري العادي، واستطاعوا أن يفرضوا رأيهم على الضباط السوريين، بحيث لا كلمة مسموعة للضابط السوري إذا كان بحضور الإيراني أو قيادي بـ«حزب الله».
ولا يقتصر النفوذ الإيراني في الدولة السورية على الجهاز العسكري، إذ يؤكد مدير مركز «مسارات» السوري المعارض، لؤي المقداد، لـ«الشرق الأوسط»، أن إيران «تغلغلت في مفاصل الدولة السورية وأمسكت بقرارها بعد تفكيك الجيش السوري وتشكيل ميليشيات وفصائل غير منظمة»، مشيرًا إلى أن تفكيك الجيش «أثار استياء موسكو». وقال إن روسيا «اكتشفت أن الدعم والسلاح الذي تقدمه للجيش السوري، لا يذهب إلى الجيش بل إلى الميليشيات».
وقال المقداد: «في السابق كان المسؤولون الروس يقولون إنه ممنوع المساس بالجيش السوري، لكن الظرف الآن تغير، وذهب الجيش السوري وحلت مكانه الميليشيات التي شكلها الإيراني، وقدم الدعم لها، فلم يعد جيش النظام موجودًا»، مضيفًا أن ذلك «جرى عبر خطة إيرانية لإنشاء كيانات بديلة للجيش السوري، يسهل القبض على قرارها وتحريكها، وبدلاً من دفع المجندين إلى الجيش، جرى دفعهم إلى ميليشيات وكيانات ودروع أنشئت مثل درع الجزيرة أو درع الوطن في السويداء».
وأوضح المقداد أن هذه الخطة «مهّدت لها طهران من خلال إشراك حزب الله باسمه، وليس بأسماء مساعدة للجيش، وذلك أن الإيراني حريص على تبديد القوة السورية، وقد بدأ بخطة إمساك زمام الأمور بيديه، ليكون هرم السلطة والأجهزة الأمنية تحت إمرته، ذلك أنه «يستعد للمفاوضة ببشار الأسد، والمقايضة عليه، ويكون شريكًا بأي حل في سوريا حين تكون هناك ميليشيات تحت إمرته».
وقال المقداد: «إن التغلغل الإيراني في مركز القرار السوري، تدرج من تقديم القروض للنظام، ثم شراء العقارات في دمشق وريفها، قبل أن يتحول إلى إدارة الملف كاملاً بشكل مباشر، وتخصيص حراس شخصيين للأسد من الحرس الثوري الإيراني». وأشار إلى أن إدارة الملف السوري في طهران «ستكون عبر قنوات، بينها أن ضباطًا تلقوا التدريبات العقائدية في إيران يدينون بالولاء لطهران، وأعدتهم إيران لاستلام مناصب عسكرية وأمنية في البلاد». وأضاف أن ذلك «كان شرطًا إيرانيًا للاستمرار بدعم بشار الأسد».
التعليقات