&&عماد إيهاب&

ظاهرة درامية رمضانية برزت على السطح، واسترعت انتباه المتابعين، وهي «ظاهرة النجم ذي الوجهين في المسلسل الواحد»، والتي أثارت تساؤلات الكثيرين عما إذا كانت هذه «موضةً» جديدة لجذب مزيد من المشاهدين، أم أنها ضرورة درامية أملتها أحداث المسلسلات التي احتوت على «الأدوار الثنائية»، والتي وصل عددها إلى خمسة أعمال... فهل هي مصادفة؟

فقد ظهر فنان أو فنانة بدورين في مسلسلات «مريم»، «الكابوس»، «لعبة إبليس»، «حالة عشق»، و«العهد»، وهو أمر لا يمكن إغفاله، حيث نجد بطلة أو بطل المسلسل الذي يجسد شخصيتين، ليس أمامه إلا أن ينافس نفسه على الشاشة!

في مسلسل «مريم»، تجسد الفنانة هيفاء وهبي شخصيتين، ولطبيعة الأحداث هما شقيقتان توأم، الأولى تُدعى «مريم»، وهي تعاني خرساً موقتاً، بعد تعرضها لحادث سيارة أسفر عن وفاة والدها، فأصيبت بحالة نفسية كان من تداعياتها الخرس الموقت.

أما الثانية «ملك» فهي سيدة أعمال تبحث عن فرصة لتقوي شركتها، كما أنها مطلقة ولديها ابنة... الغريب في الشخصيتين أن كلاً منهما لها شخصيتها المستقلة، التي لعبت عليها هيفاء بشكل كبير لتحسّن من أدائها التمثيلي هذا العام.

وفي مريم نراها الشخصية البسيطة التي تميل إلى الفتاة الشعبية. ويتضح ذلك من خلال الملابس وتصفيف الشعر، في حين تسير ملك على طريق الحداثة، وترتدي ثياباً تنتمي إلى الموضة العصرية، وتصفف شعرها وفقاً للتسريحات العالمية، وبالطبع حققت هيفاء في ذلك نجاحاً بعيداً.

وهبي قالت في تصريح لـ «الراي»، إن الشخصيتين مختلفتان تماماً، وبالرغم من أنهما من دماء واحدة، فإن الصراع والغيرة بينهما سيبدآن من أجل الفوز بقلب رجل واحد، وهو خالد النبوي. وأشارت إلى أن طيبة مريم ودهاء ملك سيكونان في صراع مستمر طوال الأحداث.

أما المسلسل الثاني فهو «لعبة إبليس»، ويجسد فيه يوسف الشريف أيضاً شخصية شقيقين توأم (أدهم وسليم)، الأول رجل أعمال والثاني يعمل ساحراً، غير أن عداءً كبيراً يحتدم بينهما، ويتخذ أنماطاً مثيرة في سياق الأحداث.

الشريف قال: «إن لعبة شخصيتين في المسلسل مجهدة للغاية، خصوصاً في شخصية الساحر التي تطلبت جهداً وتمرينات كثيرة».

وأضاف: «الإثارة في الأحداث لا تنتهي، خصوصاً أن بعضها يعتمد على عنصر المفاجأة غير المتوقعة». وفي مسلسليّ «حالة عشق» بطولة مي عز الدين، و«الكابوس» بطولة غادة عبدالرازق، تجسد كل من النجمتين شخصيتين، ولكن في حالة مرضية... في «حالة عشق» نرى مي في شخصية «ملك» المذيعة في الإذاعة والمتزوجة من صاحب المحطة وتعيش في مستوى عالٍ، حيث يعمل والدها طبيب تجميل، فيما تتبوأ والدتها مركزاً مرموقاً في إحدى الشركات، لتبدأ الأحداث بظهورها بفتاة بسيطة تدعى عائشة تحب شابّاً يدعى آسر، ويعمل محامياً، وتهرب منه ليلة الزفاف، لتكشف الكواليس أن ملك كانت لديها شقيقة تُدعى عائشة، وقد اختفت، ما أصاب ملك بحالة فصام لتجسد دور شقيقتها ودورها في الوقت نفسه.

أما غادة عبدالرازق، فقالت إن مسلسلها يعتمد على الإثارة والغموض، وإنها تلعب شخصية «مشيرة»، وهي امرأة ملتزمة متدينة ولديها ولد وبنت، وفقدت ابنها في حادث مؤلم، لتعيش في الكابوس الذي ترسمه في عالمها داخل هذا الكابوس الذي يضع لها العلامات التي تجعلها تصل إلى قاتل ابنها. وبالفعل حاولت عبدالرازق الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، حيث إنها تظهر أغلب الوقت بالحجاب، وهذا لطبيعة الشخصية التي تقدمها في حين دخولها بالكابوس تظهر من دونه وملابسها التي اعتدنا عليها.

المسلسل الخامس هو «العهد»، الذي لعبت فيه غادة عادل دوراً مزدوجاً معقداً (سحر ومهيب)، وهما شخصيتان متناقضتان، فهي تكون شابّاً في النهار وفتاةً بالليل، لطبيعة نمط الأحداث. فشخصية سحر - وهي حفيدة الساحرة التي تجسدها سلوى خطاب، والتي ترث هذا السحر بعد ذلك من جدتها - تعيش في البيت الكبير.

وتحاول شيرين رضا، وهي تجسد إحدى حفيدات الكبير من عائلة الديابة، أن تحافظ على مكانتها، فتقوم بقص شعر سحر مثل الولد وتجعلها ترتدي ملابس ابنها مهيب، لتقدمها لأهل القرية على أنها وليّ العهد مهيب. يعلق قطاع من المشاهدين على الظاهرة بقولهم: إذا كانت خمسة أعمال درامية لنجوم مشاهير تقوم على فكرة «الدور المزدوج»، ليست بالعدد الهيِّن... فهل من المعقول أن نتساءل إن كان ذلك مجرد مصادفة، أم موضة درامية جديدة؟!

&