&&عمرو عبد السميع
& كان حادث سوسة الفاجع في تونس والذي راح ضحيته أكثر من ثلاثين ضحية بينهم 15 من البريطانيين، صدمة كبري للرأي العام الأوروبي، وبالفعل أعقبه تحرك سريع من رئيس الوزراء دافيد كاميرون يرد به بعض اعتبار وكبرياء لندن التي تلقت صفعة هائلة من التنظيم الارهابي المتوحش (داعش) المسئول عن تلك الواقعة.
&
وضمن حزمة من الإجراءات والتصريحات أطلقها رئيس الوزراء البريطاني كان ما أعلنه من إعطائه الضوء الأخضر لقوات النخبة الخاصة في بلاده والمشار اليها بالحروف الأولي (SAS) لتقوم باصطياد قادة التنظيم الارهابي في سوريا وتصفيتهم أو القاء القبض عليهم.
&
والسؤال هنا، لماذا لم يتحرك كاميرون ضد داعش قبل ذلك؟، وبخاصة أن بلاده عضو في التحالف الدولي ضد ذلك التنظيم؟ ولماذا لم يبادر بمثل تلك الخطوة حين اغتالت داعش (ذبحاً) مواطنين بريطانيين أمام الكاميرات من قبل؟ ولماذا اقتصر اسهام بريطانيا في الحملة الدولية علي بضع طائرات والمعلومات الاستخباراتية ولم نر فيها اسهاماً لقوات النخبة البريطانية (SAS) التي يري رئيس الوزراء البريطاني أنها قادرة علي اصطياد قادة التنظيم وتصفيتهم أو اعتقالهم؟ وهل يقبل دافيد كاميرون أن يحدثه أحد عن حقوق الإنسان والاعتبارات الإنسانية التي ينبغي أن تحول دون تنفيذ قرار تصفية القادة، كما تحدثت حكومته عن اعدام رموز الارهاب والجريمة المنظمة التي يخططها وينفذها الاخوان الارهابيون، وعلي الأقل فان الاعدامات المصرية هي بأحكام قضائية مرت بمستويات عديدة من المحاكم.
&
ولن أمر في الاجابة عن كل تلك الأسئلة بذلك الجدل الممل حول (المعايير المزدوجة)، ولكنني سأتكلم عن (المؤامرة) التي دفعت الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الدولي ومنهم بريطانيا الي التباطؤ في مواجهة التنظيم الذي خلقته واشنطن وأطلقته عقوراً مسعوراً ليحقق أهداف الغرب في المنطقة، والذي- كالعادة- صارت له أجندته الجانبية الذاتية التي راح ينفذها ويقتل السائحين في سوسة كما قتلت القاعدة آلاف الناس في برجي التجارة في أحداث سبتمبر.
&
كاميرون يحاول استيعاب غضب الرأي العام البريطاني، ولكنه يعلم مدي شراكته في استفحال أمر داعش وتواطئه في عدم حسم أمره.
&
التعليقات