نجيب عبد الرحمن الزامل
&- أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 582
&***
&حافز السبت
&أفضل أنواع الحروب على الإطلاق هي الحرب ضد الحرب.
&***
&الرأي
&كل رصاصة تصهر، كل بندقية تصنع، كل صاروخ يقذف هو في النهاية سرقة من جيب فقير، خطف لقمة من فم جائع، صرعة في قلب آمن، دفء من جسد من يلتحفون البرد غطاء، كما أنه ضياع مهدر من مقدرات الأمم، وجهد الشعوب، وتخريب للعقل العلمي المبدع، والطاقة البشرية العقلية والجسدية المنتجة. الإنسانية تعلق على حديد ناري في الحروب يسلخ أهم مقوماتها في الإخاء والتعايش واحترام حق كل إنسان، لكل أمة في الحياة الحرية ضمن مسافتها وحدودها وحقوقها، وجوهر معاشها. في أعظم قصص الحرب على مر العصور "الحرب والسلام" يقول "تولستوي" قولا ما زال يرن في ضميري ووعيي منذ قرأتها من الصغر وهي أننا لو حاربنا من أجل ما نؤمن به حقا كبشر في القيم الحقيقية للإنسانية ومبررات تقدمها وازدهارها.. لما كانت هناك حروب على الإطلاق. إذن الحرب تنفجر لأن طرفا من الأطراف قرر أن يكون مجرما، هذه هي الحقيقة. وهنا يرتفع السلاح ليس حبا في رفع السلاح، ولكن لخفض السلاح الآخر سلاح الشر والاعتداء. وبطبعي المسالم قد أكون غارقا بالمثالية حين أقول، إن من أفضل الحروب أيضا هي الحروب التي لم تخض، الحروب التي لم تنطلق بها رصاصة واحدة.. الحروب التي تخضع فيها خصمك بدون أن تخوض حربا معه. على أن الحياة تقول غير ذلك. الحروب ليست قرارا عاقلا أبدا أو البدء بها، فلا يبدأ بها إلا الذين يصرون على هيمنتهم وحدهم، لفرض أفكارهم وحدهم، لإطلاق رغباتهم لحدها الأخير لهم وحدهم.. للأسف هؤلاء لا يمكن أحيانا إيقافهم إلا بدائهم.. السلاح والنار. للأسف!
&***
&لقطة السبت
&في المقابلة التي نشرتها مجلة "الإيكونومست" البريطانية والتي نشرتها تباعا وكالات الأنباء العالمية كانت إجابات الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز موفقة جدا، وهو يقول بفم ملآن وبفكر يعرف عواقب المسائل الكبرى، إنه ضد الحرب مع إيران وبشكل مطلق. ولم يضع أي شيء بعد ذلك وكأنها نقطة آخر السطر. فالقائد العسكري ليس الذي يخوض المعارك وينتصر بها، وإنما الذي ينجح ألا يخوض المعارك.. وينتصر بها. يعرف الأمير الشاب قبل كل شيء أن أي حرب مع إيران سيتعذب فيها كل فرد من الشعب الإيراني كل العذاب، ولن ينجو من ذلك أفراد الشعب الخليجي بعمومه، ثم ستتداعى على العالم أجمع، وأن من يفكر بإشعال وقيد الحرب سيكون أحمق كل الحمق. والمملكة لم تكن دولة حرب ولن تكون، كما أنها كأي دولة أخرى لن تنام على الضيم أيضا. هذه الكلمات رسالة للعالم ليس لتؤكد كرهنا للحروب فقط، بل لتعيد الوعي للعالم -أو من لم يع منه- عن عواقب الحروب وكوارثها وآلامها، وتوابعها التي تفتح أبوابا جهنمية على الأرض.
&***
&شخصية الأسبوع
&شخصية الأسبوع هي الدبلوماسية السعودية الخارجية ممثلة بوجه هادئ، وصوت هادئ، وأعصاب هادئة، ولكن بعزم واضح قوي في وزير خارجيتنا في نهجه الدبلوماسي عادل الجبير. فلا تسمع منه صوتا عاليا، ولا اتهاما خارجا، ولا سوءا في القول، ويتحكم في كلماته مع شدة وضوحها. كما تشكل صورة الرقي التعاملي السعودي الخارجي الدبلوماسي واقعا مشهودا بالمعاملة الراقية المحترمة التي تلقاها أفراد السفارة الإيرانية مع عائلاتهم، وانتظارهم في الصالات الخاصة ومعاملة الشخصيات المهمة حتى غادروا عائدين لإيران. كل ذلك بينما في الجهة الأخرى تحترق سفارتنا في وسط طهران. هذا الضبط الراقي للأعصاب مدهش حقا، وبالتالي سهل على العالم الخارجي وكل محايد أن يحكم من الطرف الذي يصعد العداء.
&***
&والمهم
&لا أحد يكسب في الحرب، لا المنتصر ولا الخاسر. والكل ينتصر في السلام.. ولا يوجد خاسر. في أمان الله.
التعليقات