&&هاشم عبده هاشم

&&&& •• بعد أقل من أسبوع واحد.. من رفع العقوبات على إيران..

&•• ينعقد اليوم في مقر منظمة التعاون الإسلامي بجدة اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة.. وذلك أيضاً بعد إدانة كل من مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي للعمل العدواني الذي استهدف السفارة السعودية في طهران وقنصليتنا في مشهد.. وأدى إلى قطع المملكة علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إيران.. وكذلك بعد تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية.. في سورية والعراق واليمن وغيرها.

&

•• كما يأتي هذا الاجتماع الذي يُفترض فيه أن يكون مهماً للغاية بعد تلويحات إيران الخطيرة بإغراق السوق البترولية بتعاقدات متدنية الأسعار مع دول كبيرة ومحورية بضخ أكثر من (40) ألف مليون برميل إلى السوق كانت مخزنة لديها في فترة العقوبات الدولية التي تم رفعها منذ خمسة أيام.. فضلاً عن استمرار تهديداتها لدول الإقليم بالمزيد من التدخلات.. واستعراضها المتواصل للقوة بمختلف أشكالها إمعاناً في فرض سياسة الهيمنة على المنطقة.

&

•• بالمجمل.. فإن توقيت هذا الاجتماع بعد كل هذه الأحداث والتطورات يفرض على هذا المؤتمر الخروج بموقف قوي.. ورسم خارطة طريق لعمل سياسي مسؤول للتعامل مع الغطرسة الإيرانية بكل ما تستحق من جدية وتضامن.. ويضع حدا للفوضى الكريهة التي تشهدها المنطقة.. ويؤكد رفض جميع الدول الأعضاء لأي مخططات تتهدد أمن وسلامة دول المنطقة أياً كان مصدرها..

&

•• والأهم من ذلك هو ان تكون هناك آليات دقيقة وواضحة لمتابعة الحالة السائدة في المنطقة، وللتعامل مع الأخطار التي تتهدد الدول الإسلامية جمعاء..

&

•• وإذا كان هناك من يجامل إيران.. أو يتهيب من مواجهتها.. أو يتردد في مواجهة اي قوة تريد لدولنا وشعوبنا الفناء، فإن مظاهر الضعف والتلكؤ هذه يجب ان تتوقف فوراً.. وأن تؤكد الدول الإسلامية مجتمعة أنها في مستوى المسؤولية.. وأنه ليس من مصلحة أي دولة أن تتخذ مواقف "متخاذلة" أو أن تعطل أي إجماع هدفه تأمين دولنا وشعوبنا ضد كل ما يهدد أمنها وسلامتها..

&

•• هذا الموقف القوي والمتماسك بات مطلوباً من منظمة دولية مهمتها الأولى حماية الأمن والاستقرار في الدول الاعضاء وتطبيق الانظمة والمواثيق الدولية دون النظر لأي حسابات أو مصالح ضيقة لدولة أو دول بعينها لأن الوضع من الدقة والحساسية بدرجة تستوجب التحرك السريع والمناسب تجسيداً لإرادة الأغلبية الساحقة التي لا ترى أي مبرر للتلكؤ.. أو المهادنة.. أو الانتظار طويلاً.. بل تعمل على تبني تحرك فعال وجماعي ومؤثر.. يجنب دولنا وشعوبنا المزيد من التفكك والضعف.

&

•• وأعتقد أن الوقت قد حان لكي تبادر المنظمة لاتخاذ خطوات عملية وفعالة وفي الاتجاه الصحيح.. سواء أكانت هذه الخطوات في اتجاه المواجهة لكل مصادر الخطر والتهديد.. أم كانت في اتجاه الاحتواء للتوترات ومنع أي تطورات سالبة قد تعود على الجميع بما لا تحمد عقباه.. ولدى المنظمة من الاسباب والمشروعية ما يجعلها تسجل حضوراً فاعلاً وبناءً في أي اتجاه يكفل الامان لدولنا وشعوبنا.. ويزيل عنها المظالم ويمكنها من التفرغ لعملية البناء والتنمية بدلاً من الانغماس في المزيد من الحروب.. ونسج المؤامرات.. أو التصدي لها واستنزافها لمقدراتنا.