أمير العبيدي

أثنى مدونون سنة على التصريحات الأخيرة التي أدلى بها السفير السعودي في بغداد ثامر السبهان، مؤكدين أنها تمثل تشخيصا لحقيقة المشكلة والصراع داخل العراق، وتؤشر لدور سعودي جديد يهدف إلى إعادة التوازن الإقليمي وينهي حالة الانفراد الإيراني، على حد تعبيرهم.

وأكد مقدم البرامج الشاب عمر الجمال في مقطع فيديو نشره على حسابه في فيسبوك أن «تصريحات السفير السعودي هي بمثابة إعلان عن تحرك شجاع ومنصف في العراق وهي رصينة دبلوماسياً»، مضيفاً أنها تمثل «رد الصاع لمؤسسات حكومية ومرجعيات وفعاليات اجتماعية عراقية تدخلت بشكل سافر في الشأن السعودي، عقب إعدام الإرهابي نمر النمر».

ومن حساب ( الثورة العراقية) في فيسبوك اعتبر إبراهيم الجميلي، وهو أستاذ جامعي متقاعد، أن «تصريحات السبهان تمثل منتهى الشجاعة، لأنه تحدث عن مشكلة إقصاء طائفي رهيب في العراق»، مبيناً أن «رفض التحالف الشيعي الحاكم لها يؤشر لخشيته من دور قوي وفاعل، بعيد عن النمطية سيلعبه السبهان في المستقبل».

ورأى الجميلي أن « تحركات السبهان التي باشر بها فور تسلمه منصب السفير ومنها زيارته الأخيرة لمقر أبرز مرجعية سنية ممثلة بالمجمع الفقهي، تؤشر إلى دور قوي وفاعل»، متابعاً أن سنة العراق «تم إهمالهم طويلاً من أشقائهم العرب وحان الوقت للاستماع إليهم والتضامن معهم».

وفي رده على تهجم الحسابات الشيعية أوضح الشيخ بدر غافل الدليمي، زعيم قبلي من محافظة الأنبار، أن «ردود الأفعال المتشنجة على السبهان تظهر حجم المخاوف الشيعية من بروز شخصية خليجية متميزة في بغداد»، لافتاً إلى أن « استمرار السفير السعودي في عمله على هذه الوتيرة من شأنه أن ينهي حالة الانفراد الإيراني في المنطقة، ويؤشر لخطوة أولى نحو التوازن».

واعتبرت ليلى الشيخلي (محامية عراقية مقيمة في أوروبا) أن حديث «السفير السعودي كان معبراً عن هواجس وأفكار معظم السنة في العراق، وهي محل ترحيب منهم»، داعية كل معترض عليها أن يبين وجه الخطأ أو عدم القبول فيها بشرط أن يكون الاعتراض موضوعياً، وغير مبني على دوافع طائفية».

وأوضحت الشيخلي في مدونتها الشخصية « أن الأطراف الشيعية الحاكمة في العراق كانت راغبة بشخصية ديكورية في منصب السفير السعودي من أجل أن يقال إن العراق أصلح علاقاته مع محيطه عموما،ً والخليجي منه على وجه الخصوص»، مشيرةً إلى أن «السبهان جاء على العكس تماماً من هذا الأمر، واستفتح مشواره بتصريحات شجاعة وضعت النقاط على الحروف».

من جهته اعتبر الشيخ منذر عبد العزيز السامرائي، أستاذ علوم شرعية، أن « شجاعة السبهان تمثلت في حديثه عن الميليشيات الشيعية التي هدمت المساجد مؤخراً في ديالى وهي أحاديث محرمة بعرف الائتلاف الحاكم في العراق، الذي لا يسمح لأحد بالخوض فيه» لافتاً إلى أن «هذه الجرائم تشكل حرقة في قلب كل سني، ويجب أن تحظى بالتفاعل معها من المحيط العربي»، بحسب تعبيره.

وكانت الأحزاب الشيعية وفصائل الحشد الشعبي قد أعربت عن استنكارها ورفضها لتصريحات السفير السعودي في بغداد، واعتبرتها تدخلاً في الشأن الداخلي، في وقت أبلغت وزارة الخارجية العراقية التي يديرها «حزب الدعوة» السبهان باحتجاجها الرسمي على تصريحاته.

وكان السبهان قد أكد في تصريحات لقناة محلية عراقية أن «هجوم الميليشيات على مدينة المقدادية في ديالى شمال بغداد، ربما تهدف لتغيير التركيبة الديموغرافية في المنطقة»، بينما تساءل عن «رفض السنة والكرد دخول الحشد الشعبي إلى مناطقهم»، مضيفاً أن «السبب هو عدم قبول الحشد من جانب المجتمع».

وشدد اتحاد القوى العراقية، أبرز ممثل سياسي للسنة في العراق، على أن ردود الفعل على تصريحات السفير السعودي في بغداد هي «زوبعة إعلامية وسياسية غير مبررة»، مؤكداً أن تصريحات السفير لم تتجاوز الأصول الدبلوماسية.

&

من هو ثامر السبهان &&

ثامر بن سبهان العلي الحمود السبهان ، ولد في الرياض في عام 1967 ، يشغل منصب قائد السرية الثانية تدخل سريع في كتيبة الشرطة العسكرية الخاصة للأمن والحماية ، وهو سفير السعودية في العراق حاليا .

تعليمه :

تخرج ثامر السبهان من الثانوية العامة من مدرسة الجزيرة الثانوية سنة 1985 ، ثم انتقل بعد تخرجه لكلية الملك عبدالعزيز الحربية في عام 1988 .

المناصب :

تولى ثامر السبهان العديد من المناصب العسكرية ، فقد تم تعيينه قائد فصيل في سرية التدخل السريع في كتيبة الشرطة العسكرية الخاصة في الرياض ن ثم عين قائد فصيل في السرية الرابعة في كتيبة الشرطة العسكرية الخاصة للأمن والحماية ، ثم أصبح فيما بعد مساعد لقائد السرية الرابعة إلى أن وصل إلى رتبة قائد السرية الثانية تدخل سريع في كتيبة الشرة العسكرية الخاصة للأمن والحماية .

إنجازاته :

لثامر السبهان العديد من الإنجازات التي حققها خلال مسيرته العسكرية ، فقد شارك في حرب الخليج الثانية في الفترة ما بين عام 1990 و عام 1991 كضابط الأمن والحماية المرافق لقائد القيادة المركزية الأمريكية للفريق الأول نورمان شوراتزكوف . وعمل أيضا كضابط أمن وحماية ومرافق للفريق أول ركن متقاعد الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز في الفترة ماب ين عام 1993 إلى عام 1995 ، كما كان أيضا ضابطا لأمن وحماية عدة مواقع للقوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية في منطقة الرياض منذ عام 1995 .

شغل ثامن السبهان منصب ضابط أمن وحماية للعديد من وزراء الدفاع مثل وزير الدفاع الأمريكي ديك تشيني ، والبريطاني توم كينج ، وأيضا لرئيس اركان القوات المشتركة في الولايات المتحدة الفريق الأول كولن بأول ، ولجوزف هور القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية والفريق أول بينفورد بي بالإضافة إلى الفريق الأول هورنر قائد القوات الجوية الأمريكية .

السبهان سفيرا للعراق :

بعد انقطاع دام حوالي ربع قرن بين العلاقات الدبلوماسية السعودية العراقية ، تم تعيين ثامر السبهان سفيرا لدى العراق ، وقد أدى القسم أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر السلام في 2/6/2015 . ويعد هذا التعيين خطوة إيجابية كما صرح المحللون ، حيث أن تعيين سفيرا سعوديا يحمل رتبة عسكرية في العراق مناسبا لما تشهده العراق من توترات على الساحة الأمنية والسياسية . والجدير بالذكر أن السفير ثامر السبهان كان له دورا بارزا في السيطرة على نفوذ إيران في لبنان ، وتشير التوقعات بأن تعيين السبهان سفيرا للعراق سيكون له الأثر الكبير في متابعة التمدد الإيراني في العراق وإعادة وحدة الصف العراقي.

السيرة بحسب صحيفة "المرسال" السعودية&