سمير عطا الله
يذهب الأميركيون إلى اختيار الرئيس الجديد اليوم، ويذهب معهم العالم أجمع. ما من انتخابات سابقة أثارت اهتمام العالم وحفيظته، مثل انتخابات اليوم. أميركا على الحافة بين أول امرأة رئيسة، وبين أول متهور بلا حدود، أو ضوابط، إضافة إلى أنه بلا أي خبرة سياسية، محلية أو دولية.
أسَفَّ المرشح الجمهوري بمستوى الحملات الانتخابية، وحوَّل المسار الديمقراطي إلى هياج لفظي، ولم يتورع عن بذاءة أو فجاجة أو ابتذال في الحملة على خصومه الجمهوريين أولاً، ثم على المنافسة الديمقراطية. وتعاني هيلاري كلينتون من نقاط ضعف كثيرة، ومن سوء السمعة في طلب الثروة، لكن نقطتها الأقوى كانت الهزال في سلوك دونالد ترامب، «الرجل الذي بلا خصائل» كما في رواية روبرت موزيل.
لكن ترامب ظاهرة لا فرد. ظاهرة عنصرية وزعّاقيّة انتعشت في أوروبا والولايات المتحدة بسبب الموقف من المهاجرين واللاجئين، وأدت إلى عودة اليمين في النمسا والمجر، وانخفاض شعبية أنجيلا ميركل في ألمانيا. وجميع القضايا التي طرحها ترامب، إما عنصرية أو دينية. وخلال عام من حملات وخطب يومية لم يطرح مرة مسألة توافقية أو إيجابية.
أكثر ما أثار الرعب حول العالم هو أن يصبح المفتاح النووي في يد رجل مثله، كما قالت منافسته. يقابله في هذه المرحلة تحريك الأسلحة النووية الروسية في أوروبا، وهو رعب محتمل يشهده العالم للمرة الأولى منذ صواريخ كوبا.
يبدو الاقتراع اليوم، في أميركا، ونفسيًا في العالم، ليس من مع هيلاري كلينتون، بل من هو ضد ترامب. فالظاهرة الكبرى هي في نسبة مؤيديه حتى اللحظة الأخيرة. وقد انضم إلى الموجة مئات ألوف الديمقراطيين، كما حصل في أوروبا، حيث اتجه كثيرون من المحايدين واليسار إلى اليمين المتطرف و«جبهة» مارين لوبن.
على ماذا، أو على من، سوف يفيق العالم غدًا؟ تفزعني فكرة فوز ترامب. أربعة أعوام من الزعيق والغضب وتهديد الناس. ومن قلب البيت الأبيض. اللهم ادفع عنا هذا الكابوس.
التعليقات