شدد الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف على أن علاقة بلاده مع المملكة العربية السعودية علاقة طويلة الأمد، ولا يمكن أن تتغير مع التغيرات العالمية، وأنها ترتبط برابط قوى مع القيادة السعودية أو الشعب أو القيادات الدينية، كما يجب أن تكون العلاقات بين المسلمين.

وقال قاديروف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن علاقة بلاده مع الرياض ترسخت من سنين طويلة، خصوصًا مع الرئيس أحمد حجي قاديروف الذي كان يكن كل الاحترام والتقدير للسعودية، مشيرًا إلى أن الزيارة الرسمية التي أجراها أحمد حجي قاديروف إلى السعودية عام 2014 حملت أهمية مميزة في تعزيز العلاقات بين البلدين.
وأضاف قاديروف أنه على يقين بأن زيارته المرتقبة للسعودية ستحمل طيفًا واسعًا من القضايا، من أهمها الاقتصاد والاستثمارات والتعليم والثقافة والمسائل الإنسانية والدينية، معبرًا عن تمنياته بالسلام والاستقرار والتقدم للمملكة العربية السعودية، وللشعب السعودي.
وحول مؤتمر غروزني الذي أثار جدلاً واسعًا بين الأوساط الإسلامية، قال قاديروف إن الجهات المنظمة للمؤتمر وضعت نصب عينيها توحيد جهود المسلمين في التصدي للتطرف والإرهاب اللذين تتصدى لهما السعودية بكل حزم. كما أن المؤتمر كان موجهًا ضد المتطرفين، ومن يدعون كذبًا أنهم «سلفيين»، ويستغلون شعارات أهل السنة، ويقولون إنه لا يوجد مسلمون سواهم، وهم من تسببوا بكثير من المآسي والمعاناة لعامه المسلمين، مؤكدًا ثقته في أن السعودية تتصدي لهم كذلك بكل ما أوتيت من قوة وعزم.
ورفض قاديروف أن تكون غروزني أو المؤتمر الذي عقد فيها قد تسبب في انقسام للمسلمين، إذ قال: «لن نسمح يومًا بممارسة أي عمل في غروزني يهدف إلى التسبب بانقسام بين المسلمين، فلا ننسى أن جدي أحمد حجي قاديروف والآلاف من رفاقه المسلمين كرسوا حياتهم لنشر الإسلام، حتى أرسلوا إلى سيبيريا، وتعرضوا للملاحقات»، وأضاف: «كل الأحاديث التي تقول إن مؤتمر غروزني كان موجهًا ضد وحدة المسلمين أو أهل السنة والجماعة مصدرها أعداؤنا، ولا يوجد أي توضيح آخر لتلك الأحاديث»، مجددا تأكيده بقوله: «أكرر أننا وكل المشاركين في المؤتمر لسنا ضد السلفيين الحقيقيين الذين يقفون بثبات على درب السلف الصالح».
وفيما يتعلق بتنحيه عن السلطة في الشيشان، أكد قاديروف أنه مستعد للتخلي عن منصب رئيس جمهورية الشيشان، للعمل على حل مسائل أكثر أهمية لمصلحة الشعب الشيشاني، مشيرًا إلى أن هدفه في الحياة هو المضي على نهج والده أحمد حجي قاديروف، ومواصلة ما بدأه، وقال: «لقد كرست كل حياتي لرب العالمين، ثم لخدمة الشعب الشيشاني»، مشيرًا إلى أن الانتخابات الأخيرة لاختيار رئيس جمهورية الشيشان كانت نتيجتها التصويت له، معرجًا إلى أن ذلك يدل على رغبة الشعب الشيشاني في استمراره في الحكم، وأنه يثق فيه، مجددًا تأكيده على أنه سيعمل كل ما في وسعه لتحقيق آمالهم وتطلعاتهم، في ظل الدعم الذي يقدمه له الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.