أحمد عبد المطلب
فاجأ رجل الأعمال دونالد ترامب العالم، والأميركيين على وجه التحديد، بفوزه برئاسة الولايات المتحدة، متفوقًا على المرشحة الديمقراطية وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، على عكس ما كانت تشير إليه استطلاعات الرأي على مدار شهور من الحملة الانتخابية، حتى قبل أيام من التصويت الذي أجري في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وخلال شهر منذ فوزه الذي وصف بـ«الصادم»، اتخذ ترامب كثيرًا من القرارات، بعضها له أهمية كبيرة، مثل تلك الخاصة باختيار الفريق الرئاسي الذي سيتولى الإدارة الأميركية في ولايته، والبعض الآخر قد لا ينظر إليه بالأهمية ذاتها، لكنها في جميع الأحوال قد تخبر بملامح السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب.
*«الكلب المسعور»
أعلن ترامب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي، اختياره للجنرال المتقاعد جيمس ماتيس (66 عامًا)، المعروف باسم «الكلب المسعور»، وزيرًا للدفاع، وهو القرار الذي كان مفاجئًا حتى لأعضاء فريقه الانتقالي وحملته الانتخابية. ويتوقع أن يكون لماتيس دور بارز في المواجهة مع إيران، ومكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، بعدما قضى أكثر من 4 عقود في سلاح مشاة البحرية الأميركية، كما أنه يحظى باحترام كبير من القادة والعسكريين العرب لصراحته واستماعه الجيد، فضلاً عن زياراته للدول العربية. وقاد ماتيس فرقة عمل المارينز في غارة على قندهار، في أفغانستان، عام 2001، وكان قائد مشاة بحرية خلال «غزو العراق»، في 2003. وشغل ماتيس كذلك منصب القائد الأعلى لقوات الناتو من 2007 إلى 2010، وتردد أنه تقاعد من الخدمة بسبب انتقادات لاذعة لإدارة أوباما على موقفها من إيران التي يعتبرها العدو الرئيسي للولايات المتحدة.
* الطائرة الرئاسية
«إلغِ الطلب!».. بهذه العبارة أعلن ترامب إلغاء حجز تصنيع الطائرة الرئاسية Air Force One، المخصصة للرؤساء الأميركيين، التي تصنعها شركة «بوينغ»، في صفقة تتجاوز قيمتها 4 مليارات دولار تدفعها الحكومة الأميركية، وهو ما عده ترامب تكلفة لا تخضع للإشراف. وقد يلقي هذا القرار الضوء على سياسات اقتصادية قد يعتمدها الرئيس المنتخب خلال ولايته تقوم على تقليص النفقات.
*نجل فلين
طرد الرئيس المنتخب ترامب، مايكل ج. فلين، عضو الفريق الانتقالي نجل مايكل تي فلين مستشار الأمن القومي في الفريق الانتقالي، لنشره أخبارًا زائفة تمس بسمعة هيلاري كلينتون فيما يتعلق بقضية عرفت إعلاميًا بـ«فضيحة البيتزا». وإذ يشير ذلك إلى أنه لا مكان للمحسوبية في عهد ترامب الذي يثير مخاوف من احتمال وجود نفوذ أو دور لأفراد أسرته خلال توليه الرئاسة، لكنه أيضًا يشير إلى أن ترامب لن يتوانى في مواجهة الشائعات أو الأخبار الزائفة.
*العلاقة مع بكين
في مؤشر على مواجهة أميركية - صينية مرتقبة في ولاية ترامب، أثارت مكالمة هاتفية تلقاها الرئيس المنتخب من رئيسة تايوان تساي إينغ وين حفيظة بكين التي تعتبر تايوان إقليمًا تابعًا لها. وعلى الرغم من تأكيد نائبه مايك بينس أن المكالمة ما هي إلا مجرد مجاملة للتهنئة بفوزه في الانتخابات الرئاسية، تواصلت ردود الأفعال الصينية، حيث طالبت بكين واشنطن بإدارة الأمور المتعلقة بتايوان بحذر لتجنب الإضرار بالعلاقات الثنائية بين البلدين، كما طالبتها بعدم دخول الرئيسة تساي إلى أراضيها. ودافع ترامب عن المكالمة مع رئيسة تايوان، قائلاً: «أمر مثير للاهتمام، كيف تبيع الولايات المتحدة معدات عسكرية بمليارات الدولارات لتايوان، ومع ذلك لا ينبغي لي قبول مكالمة تهنئة منهم؟». وقد ينبئ هذا عن توتر في العلاقات بين اثنين من أقوى الاقتصادات والقوى العسكرية في العالم.
* ترامب «الرئيس»
أعلن ترامب، نهاية نوفمبر الماضي، أنه سيعقد مؤتمرًا صحافيًا كبيرًا في نيويورك، في 15 ديسمبر الحالي، للإعلان عن تخليه عن أعماله التجارية، للتركيز على إدارة البلاد، لينهي بذلك جدلاً حول إمكانية وجود تضارب مصالح في عهده، كونه رئيسًا للولايات المتحدة ومليارديرًا صاحب شركات كبرى داخل وخارج أميركا. وقد يعد هذا القرار مؤشرًا لحقبة جديدة لترامب «الرئيس»، بخلاف ترامب «المرشح» الذي كان يتصرف كرجل أعمال أكثر من كونه سياسيًا، مما جعله يثير جدلاً بتصريحاته، خصوصًا تلك المناهضة للمهاجرين والمسلمين. والتركيز على إدارة البلاد قد يعني أن يكون رئيسًا لكل الأميركيين دون تمييز بينهم، لكن لن يمكننا معرفة ذلك قبل توليه مهام الرئاسة رسميًا، بعد تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.
التعليقات