&&تركي عبدالله السديري
&&ليبيا اليوم أصبحت تشبه العراق كثيراً، فكلا البلدين غنيان بالبترول، وكلاهما عانى من حكم طاغية استبد هو وأولاده بخيرات البلاد لفترة حكم طويلة.. حيث بلغ حكم صدام قرابة ربع قرن، والقذافي تجاوز الأربعة عقود من الظلام والقهر والقوانين غير المفهومة، أو لا تخطر على عقل.. اليوم كلا البلدين يعاني من اضطراب أمني، بالإضافة لوجود منظمات إرهابية أصولية داخل أراضيه، وسيطرة الدولة محدودة في بعض المناطق..
&لكن ليبيا أفضل في نظري كثيراً، وإمكانية الوصول إلى حل واردة، حيث إن ليبيا لا تخضع لتدخل أجنبي مثل ما يعانيه العراق من التدخل الإيراني، كما أن ليبيا لا يوجد بها سوى طائفة واحدة ولغة واحدة هي اللغة العربية، بخلاف العراق الذي تتعدد فيه الديانات، وتختلف فيه نسبة الطوائف الإسلامية، ويوجد فيه حضور كردي كبير ولهم لغتهم، وبعض الأقليات الأخرى مثل التركمانية.. كل هذه المعطيات تؤكد بأن مساحة الوصول إلى اتفاق في ليبيا أسهل، لكن مشكلة ليبيا الأساسية في المساحة الشاسعة التي تسمح للإرهاب بالتحرك..&
هناك مفتاح أساسي لحل المشكلة الليبية وهي القبائل؛ وبالتحديد القبائل الخمس الكبرى التي يتشكل منها أغلب الشعب، ففي حال محاورتها وعقد اتفاق معها سوف تُحل الكثير من الأمور، وأتمنى أن تُحل هذه الأزمة تحت مظلة الجامعة العربية ومتابعتها..فليبيا دولة ثرية ومحل أطماع الدول الكبرى، وممكن أن تكون سوق عمل كبيراً للشعوب العربية المجاورة.. لذلك يجب أن يكون الحل عربياً؛ وليس من شركات البترول الغربية.
التعليقات