&فاطمة آل تيسان& &

كثير من المشاكل والقضايا افتعلت خلال الفترة الماضية، وأشغلت المجتمع ومواقع التواصل الاجتماعي عن أهم مشاكله، بل وصرفت الأنظار عن الأعداء الحقيقيين الذين ما زالوا ماضين في مخططهم الإجرامي والمعتمدين فيه على إشاعة الخوف في النفوس عن طريق القتل الوحشي للأبرياء وبأيدي أقرب المقربين منهم، ولن نعيد في مسألة سرد تفاصيل منهجهم الدموي، لأن المفترض أننا وعينا ذلك، واستدللنا على أعوانهم وأشباههم ومن يساعدهم في إشغال الرأي العام بحوادث ملفقة أو مضخمة، تتيح لهم فرصة التحرك وكسب مزيد من الوقت لنشر فكرهم المنحرف.

ولعل حادثة مقتل رجل الأمن بدر الرشيدي على يد مجموعة من أقاربه المعتنقين للفكر الضال، خير دليل على أن المجتمع انشغل بقضايا مفتعلة، وغفل عن الخطر الأكبر الذي يهدده في عقر داره، والمتابع يلحظ قلة في طرح المواضيع التي تتطرق لخطر "داعش" وتناقش الوسائل أو الطرق التي يجب الأخذ بها للقضاء عليه، بينما قفزت للواجهة مشاكل أخرى يبدو أن البعض أسهم في تأجيجها عامدا، واستغل حساسية البعض منها لزيادة الإثارة حولها، والتي كان واضحا الزيف والتدليس فيها، غير أن الطرف المفتعل لتلك الحوادث أجاد في اختيار الأكثر حساسية وإثارة، وهو يعي جيدا أنه لن يتأثر أو تناله عقوبة، مستغلا الصلاحيات التي منحت له والتي في حقيقتها لا تخوله الاعتداء أو التجسس على الناس لغرض ترويعهم أوإيقاعهم تعمدا في الخطأ.

ولا شك أن قضايا المرأة والتيارات الفكرية مادة سائغة يتخذها البعض وسيلة إثارة من فترة إلى أخرى، ويصورها على أنها الكارثة التي ستغرب المجتمع وتقوض أساساته، وإن كانت هذه الأمور تأخذ مدى واسعا عند مناقشتها سابقا إلا أنها الآن بهتت لارتفاع نسبة الوعي، وللمعرفة العميقة بالفكر الخطير الذي يهددنا بالفعل!

ما يعد جديرا بالمناقشة والبحث، هو السعي إلى معرفة الدوافع والأسباب الحقيقة وراء تأجج هذه المشاكل في هذه الفترة وبالصورة الاستفزازية التي تدفع الناس إلى الغضب، ثم ارتكاب فعل يجرمهم ويجعلهم مستحقين للعقاب.

وكذلك هناك أمر آخر مهم، هو ضرورة التنبه إلى مخططات العدو والتي منها إشغالنا عنه ليتحرك بسهولة، والوسيلة إلى إحباط مساعيه أن نتغافل عن تتبع ما قد يثار من مشاكل لا يخرج معظمها عن الكيدية والانتقام، أوبهدف تمرير فكرة أو خطة خفية.