&تحقيقات الأردن بعد «مداهمة إربد»: أعضاء «الخلية» من أبناء الشمال ومجموعة «تكفر» المجتمع المحلي
الملك وصف «شهيد الأمن» بأنه من «خيرة شباب البلد» وتحدث عن «الهدنة» في سوريا باعتبارها مقدمة «للحل السياسي»
بسام البدارين
بدأ يقفز إلى الصدارة اسم الحاكم الشرعي الحالي للرقة السورية القيادي في تنظيم «الدولة ـ داعش» وهو عمر زيدان على هامش التحقيقات الأولية المبكرة التي جرت بعد مداهمة مدينة إربد والقبض على 13 عضواً في خلية داعشية إثر مقتل سبعة أخرين.
زيدان وهو أردني الجنسية أصلاً ويتبوأ موقعاً متقدماً في هيكل تنظيم «داعش» القيادي داخل سوريا وبعد ظهور إسمه في تقرير أولي لصحيفة «الغد» المحلية أمس بترتيب من خبير الحركات الجهادية الدكتور محمد أبو رمان هو الشخص نفسه الذي كان ناشطاً في تنظيم القاعدة شمالي الأردن قبل أكثر من عشر سنوات.
لا توجد إشارة مباشرة تربط زيدان بما سمي بـ «خلية إربد» لكن التحقيقات قد تكشف لاحقاً عن أنه «الموجه» الأساسي لفكرة التحضير لعمليات إرهابية في الساحة الأردنية التي لم تكن مصنفة وفقاً لأعراف السلفية الجهادية باعتبارها ساحة جهاد حتى سقطت هذه النظرية عام 2006 بتفجيرات الفنادق التي وجهها الأردني ايضاً أبو مصعب الزرقاوي.
حتى مساء الجمعة لم تعلن السلطات الأردنية عن المزيد من التفاصيل حول هوية اعضاء خلية اربد سواء القتلى أو المقبوض عليهم لكن مصدراً مطلعاً في مخيم إربد حيث جرت المداهمة الشهيرة ابلغ «القدس العربي» بأن أعضاء الخلية من أبناء مناطق شمالي الأردن ومن المخيم كانوا معروفين جداً بتطرفهم الكبير وبدأ نشاطهم مع البواكير الأولى مع تنظيم «القاعدة» ثم تقلب بعضهم لصالح جبهة النصرة قبل ان يستقر الأمر بهم في الجناح المؤيد لتنظيم «داعش».
وينتمي بعض اعضاء الخلية المقبوض عليهم لعشائر معروفة في شمالي الأردن واربعة منهم على الأقل من سكان مخيم إربد للاجئين الفلسطينيين وأحد هؤلاء فقط بين القتلى وقد تسلمت عائلته بقايا جثته الخميس ودفنتها بصمت. المعروفون جداً في أوساط السلفية الجهادية من أعضاء الخلية المشار إليها لا تربطهم حسب معلومات «القدس العربي» اي علاقة نظامية بالقيادي السلفي الشهير والسجين أبو محمد الطحاوي الذي يعتبر الوحيد من القيادات البارزة المنظرة الذي يميل لتنظيم «داعش»، الأمر الذي برر اعتقاله مرات عدة.
المعروفون في المنطقة المحاذية للمخيم حسب شهود العيان كانوا عبارة عن مجموعة متطرفة جداً تكفر المجتمع المحلي وترفض المشاركة في مراسم العزاء والأفراح المحلية على أساس أنها غير شرعية.
الصلة بالمدعو عمر زيدان المفتي العام لتنظيم «داعش» في مدينة الرقة السورية تبدو اكبر بالنسبة للأعضاء الكبار في السن من خلية إربد فيما لا زالت التحقيقات تختبر المساحة المتعلقة بوجود توجيهات مباشرة من زيدان بتنفيذ عمليات بالأردن خصوصاً وان زيدان مطلوب اصلاً للعدالة الأردنية ومحكوم عليه غيابياً.
في كل الأحوال وجهت العملية الأمنية الأردنية ضربة كبيرة لبنية تنظيم «داعش» المحتملة التي تتشكل في مدينة إربد وشمالي المملكة بعملية المداهمة التي انتهت باستشهاد الضابط الأردني راشد الزيود ومقتل سبعة من اعضاء الخلية ما زالت أسماؤهم مجهولة.
مع وجود ضحايا من الجانب المدني وشهيد القوات الأمنية وبالتوازي مع وجود كمية من المتفجرات والمقاومة اصبح شبه مؤكد بأن التهمة الأبرز التي ستوجه لأعضاء الخلية ستكون «القيام بأعمال إرهابية تفضي إلى موت إنسان» وهي تهمة عقوبتها الإعدام.
ردة فعل خجولة يتيمة صدرت عن المنظر السلفي الشهير الشيخ أبو محمد المقدسي المقيم في الأردن حيث نقل عنه القول بأن جميع أعضاء خلية إربد ينتمون لتنظيم «داعش» وانه لن يتحدث في الموضوع ويعلق عليه ترفعاً في وجه تهمة التقرب من النظام.
لا شكوك على المستوى الرسمي والأمني بان التحقيقات المكثفة مع الموقوفين من اعضاء خلية إربد قد تقود إلى الكشف عن المزيد من الخلايا النائمة في الساحة المحلية حيث بدأت فعلاً اعتقالات احترازية في أكثر من مكان من بينها مدينة الزرقاء ومدينة إربد نفسها.
الملك عبدالله الثاني وفي أول ردة فعل على أحداث إربد وصف شهيد الأمن الرائد راشد زيود بانه من «خيرة أبناء الوطن» واشاد بالأجهزة الأمنية والعسكرية التي تتصدر بكفاءة لواجبها في حماية الأردن من الإرهاب.
الملك ايضاً وعلى هامش لقاء مع رؤساء التحرير للصحف اليومية تحدث عن تقنيات سياسية وأمنية تضمن بقاء الأردن خالياً من تأثيرات الإرهاب والمشكلات الناتجة عن الوضع في سوريا مشيراً إلى أن نجاح الهدنة في سورية يقرب «الحل السياسي».
&
التعليقات